هل قلت في العنوان (نجوما)؟! ربما أسحب هذا اللقب الفضفاض من كثيرين، خصوصا إذا وضعنا عددا منهم في ميزان مقابل نجمين كبيرين غاية في المتعة والتشويق وهما الأرجنتيني (ميسي) والبرتغالي (رونالدو)، اللذان يزينان الملعب ويسحران الجميع بالفن والمراوغة والتهديف، ولكنهما لم (يعبثا) بشعرهما ولا سلوكياتهما في الميدان. حتى النجم البرازيلي القادم بقوة (نيمار) الذي ربما هو أول من أشهر قصة (عرف الديك) في أول بروز له مع منتخب الناشئين، انسجم مع نظام برشلونة الانضباطي وقلل من الشكل التشويهي، علما أنه ما زال يميل للعبث بشعر رأسه بما قد يقوده في يوم من الأيام إلى متاهة الشهرة وخفوت الأضواء. ومما لاحظته في مونديال البرازيل الجميل فنيا وجماهيريا وشعبيا، أنه لا يمكن أن تجد منتخبا خاليا من هذه الشوائب على الأقل اثنان في كل منتخب بقصات مقززة وأشكال تسيء لجمال كرة القدم، وهؤلاء يريدون لفت الانتباه بأي طريقة واستثمار شهرة وحب كرة القدم، دون وعي بالمردود السلبي. أعرف جيدا أن كثيرين خصوصا الشباب والشابات يميلون لهذه المظاهر، وهناك من يتعامل مع هذه (التقليعات) بأنها حرية شخصية وتحضر، وهي على المطلق (حرية شخصية) لكنني لا أراها تحضرا بل قد أصفها (تخلفا) دون أن أحجر على أحد. وهنا أتحدث عن النظارة والقبح، والمؤسف أن بين هؤلاء (عربا) يلعبون في دوريات أوروبية، يقلدون غيرهم بما قد يفسر أن النجومية ستتلبسهم بهذه القصات. بعض النجوم يجبرك على التصفيق له بفنياته، وبعضهم يجمع الحسنيين في الملعب وخارجه وآخرون يقدمون أنفسهم بصورة محترمة، وعلى سبيل المثال الإيطالي (بالوتيلي) فنان ومبدع ومذهل في تعامله مع الكرة، لكنه مقزز بقصة (ثعبان) وتصرفات حمقاء مع مختلف المدربين والأندية، ومؤهل للنسيان..! والأوروجوياني سواريز الذي قدم نفسه ضمن ألمع النجوم خسر كل شيء في المونديال بتصرف سلوكي معيب جدا ولكنه ليس مصنفا في قصات الشعر. والحقيقة أن هناك نجوما برزوا بشكل لافت في هذا المونديال وسيقتحمون البورصة العالمية، والأيام القادمة كفيلة بأن يواصلوا المشوار أو يودعوا ولكن أسماءهم ستبقى محفوظة على صعيد متعة كرة القدم وجمال فنونها وسحر أهدافها. لا أستبعد أن يظهر من يعارض ويسخر وربما يتساءل عن نجوم كبار (قد) يركبون موجة تقليعات قصات الشعر، وهذا لا يعنيني بقدر ما يجب أن نستفيد من الإيجابيات في مثل هذا المونديال لصالح كرتنا ورياضتنا وشبابنا وأن ننقد ما نراه سلبيا لتفاديه. نعاني من (فوضى) تسيء لنا ولعلاقتنا وللوائحنا، وفي مجال (قصات) الشعر يسجل على اتحاد القدم الحالي عدم تفاعله بنظام أو بند صريح، حيث ترك النظام السابق بين الحكام ومسؤولي الأندية، والأسوأ أنه يطبق جزئيا حسب تقييم الحكم الرابع قبل أن تبدأ المباراة، ولكن حينما يكون اللاعب في المنتخب فإنه يعمل ما يريد دون حسيب ولا رقيب. لست متشددا في رأي ما أو (فتوى) سابقة ضمن لوائح الرئاسة العامة لرعية الشباب، في شأن (القزع) الذي واكبه اختلاف كبير، ويطبق على اللاعب مع ناديه ما لا يطبق عليه مع المنتخب، مع أن العكس أولى في التشدد والحزم، وفوق هذا وذاك يسود العدل بالمساواة. نحن مقبلون على مرحلة جديدة بعد سنة كاملة في عهد الاتحاد السعودي لكرة القدم (المنتخب) برئاسة أحمد عيد، ومن شأننا أن نراقب وندقق في إصلاح الخلل والتعامل مع السلبيات أقوى عن السنة الأولى. لا بد من قرارات جديدة وإصلاحات فاعلة وقوية قبل نهاية شهر رمضان، خصوصا أن لجنة تقييم عمل اللجان أخذت وقتها الكافي. وكثير من الملاحظات تم طرقها الشهرين الماضيين نحو مرحلة أفضل وأقوى وأكثر شفافية.