بعد مهرجان الأهداف والمفاجآت العديدة التي شهدتها مباريات الدور الأول في نهائيات كأس العالم المقامة حاليا في البرازيل، أكدت مباريات الدور الثاني (دور الـ 16) للبطولة التي انتهت أمس الأول أنه لم يعد هناك أي مكان للمباريات السهلة كما لم يعد للمفاجآت دور حقيقي. وخلال مباريات دور الـ 16، كانت المواجهات أكثر تكافؤا على عكس العديد من مباريات الدور الأول. وامتدت خمس من المباريات الثماني في دور الـ 16 لوقت إضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل، كما لم يكن الوقت الإضافي كافيا في مباراتين منها ليتم الاحتكام إلى ضربات الترجيح من أجل الحسم. ونجح فريقان فقط في الفوز على منافسيهما بفارق هدفين، ولم يكن هناك حيز كبير للمفاجآت. وللمرة الأولى منذ بدء تطبق النظام الحالي للبطولة في 1986، تأهلت إلى دور الثمانية جميع المنتخبات التي تصدرت مجموعاتها في الدور الأول للبطولة. وعانى المنتخب البرازيلي صاحب الأرض بشكل أكثر من المتوقع في مواجهة نظيره التشيلي، وكان من الأسباب وراء هذا أن المنتخب البرازيلي لم يقدم المستوى المتوقع منه. وعبر المنتخب البرازيلي لدور الثمانية بعدما تغلب على نظيره التشيلي 3/2 بضربات الترجيح بعدما انتهت مباراتهما بالتعادل 1/1 في بيلو هوريزونتي. وبخلاف البرازيلي ديفيد لويز، والتشيلي أليكسيس سانشيز اللذين سجلا هدفي اللقاء في الوقت الأصلي، كان ماوريسيو بينيا مهاجم تشيلي هو بطل هذه المباراة، حيث خلع قلوب البرازيليين من مكانها عندما سدد كرة رائعة في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي، ولكنها ارتدت من العارضة قبل أن يتصدى الحارس البرازيلي جوليو سيزار لضربة الترجيح التي سددها هذا اللاعب. كما تصدر بينيا عناوين الأخبار بسبب اللكمة التي تردد أنه تلقاها خلال فترة الراحة بين الشوطين وهي الواقعة التي أسفرت عن إيقاف المسؤول الإعلامي للمنتخب البرازيلي مباراة واحدة. وقال لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي "عندما تفوز بهذا الشكل، تخرج من المباراة أقوى مما كنت". وعلى ستاد "ماراكانا" الأسطوري في ريو د جانيرو، تخطى المنتخب الكولومبي عقبة أوروجواي، حيث عانى منتخب أوروجواي (السماوي) من غياب نجم هجومه لويس سواريز بسبب عقوبة الإيقاف المغلظة التي فرضت عليه بسبب عضه جورجيو كيليني مدافع المنتخب الإيطالي خلال مباراة الفريقين في الدور الأول للبطولة. وكان جيمس رودريجيز نجم المنتخب الكولومبي هو بطل المباراة أمام أوروجواي حيث سجل هدفي الفوز 2/0، وجاء الهدف الأول بعدما هيأ الكرة بصدره وأطلق قذيفة مدوية رائعة سكنت الشباك ليكون من أفضل الأهداف في البطولة حتى الآن. وهز رودريجيز صانع ألعاب المنتخب الكولومبي شباك المنافسين في المباريات الأربع التي خاضها الفريق في البطولة حتى الآن ورفع رصيده إلى خمسة أهداف كما اختير لجائزة أفضل لاعب في ثلاث من المباريات الأربع. وقال الأرجنتيني خوسيه بيكرمان المدير الفني للمنتخب الكولومبي "من الرائع أن يكون لديك لاعب مثل جيمس رودريجيز". أما مباراة المنتخبين الهولندي والمكسيكي فإنها ستذكر دائما بالجدل الذي أثير حول ضربة الجزاء التي حصل عليها المهاجم الهولندي آريين روبن في الوقت بدل الضائع للمباراة وسجل منها كلاس يان هونتلار هدف الفوز 2/1 للطاحونة الهولندية بعدما تعادل زميله ويسلي شنايدر للفريق بهدف متأخر في الدقيقة 88. واعترف روبن، بعد هذه المباراة التي أقيمت بمدينة فورتاليزا، بأنه "سقط بسهولة داخل منطقة الجزاء". وبينما اعتبرت وسائل الإعلام أن هذا اعتراف من اللاعب بالغش والخداع أكد روبن أنه كان يشير إلى واقعة أخرى في الشوط الأول من المباراة. وقال ميجيل هيريرا المدير الفني للمنتخب المكسيكي في تعليقه بمرارة وحسرة على المباراة "سقط روبن ثلاث مرات، ولكننا كنا نلعب أمام الحكم طيلة الوقت". وواصل المنتخب الكوستاريكي مفاجآته وتحديه للتوقعات وتغلب على المنتخب اليوناني بضربات الترجيح ليحجز مكانه في دور الثمانية للبطولة. وأطاح المنتخبان الفرنسي والألماني بآخر فريقين إفريقيين في البطولة حيث تغلب المنتخب الفرنسي على نظيره النيجيري 2/0 في آخر 11 دقيقة من المباراة وفاز المنتخب الألماني على نظيره الجزائري 2/1 في الوقت الإضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي. ولكن المهمة لم تكن سهلة على أي من المنتخبين الأوروبيين. في العاصمة برازيليا، احتاج المنتخب الفرنسي لمعاونة الحارس النيجيري فينسنت إينياما الذي قدم أداء رائعا في البطولة وفي هذه المباراة أيضا حتى جاءت الدقيقة 79 لتشهد خطأ فادحا من الحارس تسبب في هدف التقدم للمنتخب الفرنسي. وأخطأ إينياما تقدير الكرة القادمة من ضربة ركنية وفشل في إبعادها بقبضة يده حيث هيأها أمام بول بوجبا نجم المنتخب الفرنسي والذي لم يتردد في إيداعها الشباك بضربة رأس دون أي عناء. كما جاء الهدف الثاني للديك الفرنسي عبر النيران الصديقة حيث أحرزه جوزيف يوبو قائد المنتخب النيجيري عن طريق الخطأ في مرمى فريقه في الوقت بدل الضائع للمباراة. وكانت هذه هي المباراة الدولية رقم 100 ليوبو مع نسور نيجيريا كما أنها المباراة العاشرة له في تاريخ مشاركاته في بطولة كأس العالم وهو رقم قياسي للاعبي المنتخب النيجيري ولكنه لم يحتفل به بالشكل المناسب. وفي المقابل، عانى المنتخب الألماني الأمرين في طريقه للتغلب على المنتخب الجزائري الذي قدم أداء بطوليا في المباراة بمدينة بورتو أليجري ودفع باللقاء إلى وقت إضافي حسمه المانشافت لمصلحته بهدفين سجلهما أندري شورله ومسعود أوزيل مقابل هدف سجله عبد المؤمن جابو. وبدت وسائل الإعلام الألمانية غير راضية على الإطلاق عن أداء المانشافت علما بأن أي نتيجة للفريق سوى بلوغ المربع الذهبي على الأقل لن يكون أمرا مرضيا لوسائل الإعلام الألمانية. وكتبت صحيفة "بيلد" الألمانية "فريقنا قدم أسوأ عرض له في كأس العالم حتى الآن.. من الواضح أنه لو استمر الفريق بهذا المستوى، سنخسر يوم الجمعة أمام المنتخب الفرنسي القوي". واحتاج المنتخب الأرجنتيني إلى هدف من آنخل دي ماريا في الوقت الإضافي ليتغلب على نظيره السويسري الذي قدم عرضا رائعا في هذه المباراة التي أقيمت بينهما في مدينة ساو باولو. وفي المباراة الأخيرة من دور الـ 16، تفوق المنتخب البلجيكي على منافسه الأمريكي طيلة المباراة ولكنه احتاج أيضا للوقت الإضافي ليحقق الفوز 2/1 بفضل تسديدتين رائعتين من كيفن دي بروين وروميلو لوكاكو. والآن تتجه الأنظار لمباريات دور الثمانية غدا وبعد غد، حيث ينتظر أن تشهد مزيدا من الإثارة عندما يلتقي المنتخب الألماني نظيره الفرنسي وتواجه البرازيل منتخب كولومبيا وتلتقي الأرجنتين مع بلجيكا وهولندا مع كوستاريكا.