عاب بعض النقاد والمشاهدين على العمل الدرامي السعودي "كلام الناس 3ج"، الذي تم تصويره في مدينة مونتريال في كندا بدايته المتواضعة، على الرغم من الميزانية الضخمة التي رُصدت له، وكذلك بعده قليلا عن الفكرة الأساسية التي أرادوا إيصالها، وهي قضايا المبتعثين، وما يمكن أن يتعرضوا له قبل أو خلال سفرهم من مشكلات من أهم القضايا العالقة في أذهان الكثيرين سواء على مستوى الشخص نفسه أو الأسرة، ويتمثل هذا القلق في كثير من العواقب التي تواجه المبتعث في الدول الغربية للدراسة، ومنها إجراءات السفر والسكن وإتقان اللغة. وكان عدد كبير من المتابعين قد استبشر بأن العمل الدرامي سيناقش قضية الابتعاث بشكل أكثر موضوعية وتسليط الضوء على هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع السعودي، ولكن مع بداية العمل ومشاهدة الحلقتين الأولى والثانية وجدت الأسر السعودية نفسها أمام عمل يحاول الاقتراب من القضية ولكن على استحياء، فهل سيظل هذا النهج طوال حلقات المسلسل؟ يرى بعض النقاد أن سفر أسرة العمل إلى كندا والمكوث فيها وقتا طويلا أفقد فريق العمل بعضا من رونقه السابق الذي جعله يظهر بهذا الشكل المتواضع من حيث الصورة والمحتوى. ويعرض المسلسل حاليا على التلفزيون السعودي ضمن مجموعة الأعمال الحصرية المنتجة خصيصا لمناقشة المشكلات المحلية والمجتمعية، بعد أن أكد صناعه أن العمل كوميدي اجتماعي وبعيد كل البعد عن النقد والتطرق للمشكلات الإدارية، ولذلك قرروا أن يكون للعمل الفني في جزئه الثالث رؤية درامية واضحة، ويستهدف مشكلة يوجهون لها كل اهتماماتهم لأن الحديث عن المشكلات الإدارية لم يعد حكرا فقط على صناع الأعمال الدرامية ولكنه بات على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف. الممثل حسن عسيري والممثل حبيب الحبيب. ويشارك في هذا العمل كل من الفنان حسن عسيري وريم عبدالله وحبيب الحبيب ومرزوق الغامدي وجعفر الغريب وعبدالعزيز المطرودي، والمسلسل من تأليف علاء حمزة وإخراج عمر الديني، العمل يُظهر المشكلة في شخص فتاة تحاول الوصول لطموحها وتبغي الابتعاث كي تحقق أحلامها في الحصول على الماجستير والدكتوراه، وأمام رفض والدها تجد نفسها مضطرة لمرافقة ابن عمها بعد زواجهما، ويظهر من التسلسل الدرامي مدى رفضها هذا الشخص واشتراطها عليه أن يكون العقد بينهما صوريا فقط وهو ما وافق عليه ابن العم حتى ينفذ وصية خاله الذي طلب منه في بداية أحداث الحلقة الأولى أن يسافر للبحث عن ابنه من زوجته الكندية. فريق عمل التصوير أثناء إعداد أحد المشاهد. وتجسد شخصية البطولة الفنانة ريم عبدالله في هذا الجزء من المسلسل التي تدرس الماجستير وتلتزم بالحجاب في حياتها بكندا احتراما لدينها وعاداتها وتقاليدها، ولكن تبقى أحداث الحلقة الأولى المفترض أنها المحورية والمحددة لكثير من المشاهد المقبلة بسيطة من حيث الأحداث التي لم تكن بالعمق المطلوب، فالبداية أظهرت مدى اختزال المشكلة على المرافق فقط وفي مجملها بعد ذلك في الالتزام بالعادات والتقاليد والحجاب، على الرغم من وجود عوائق كثيرة تواجه المبتعث سواء شاب أو فتاة، حتى لم يع المشاهدون السبب الحقيقي وراء رفض الأب الابتعاث باستثناء خوفه على ابنته من الانجراف في عادات بعيدة عن مجتمعاتنا المحافظة. ويعد هذا السبب واحدا من أسباب كثيرة تواجه الفتاة بالتحديد من ناحية أسرتها عند اتخاذ قرار الابتعاث، فإذن أين الشباب من المطروح؟ وهذا ما رفضه كثير من رواد مواقع التواصل بعد أن اعتقدوا أن العمل يسير معهم على وتيرة واحدة ويحاول النهوض بهم بشكل غير مباشر، واستبشروا خيرا بأنه تم تكريس حلقات العمل لهذه المشكلة التي نادوا بها كثيرا لأنهم يرون أنها لا تخصهم وحدهم بل لا بد من عرضها على المجتمع المحلي لإيجاد الحلول ولتكن هناك مرجعية لمن يريد أن يخوض هذه التجربة التي يراها البعض سهلة ولكنها ليست يسيرة بالمرة. وكان العتب كبير على صناع العمل، حيث جاءت التعليقات في مجملها رافضة لمجريات أحداثه منذ البداية بحجة البعد عن المشكلة الأساسية، ومع ذلك يبقى الحكم أوليا لحين تقدم المسلسل في حلقاته، والأمل كبير في اهتمام أكثر وعرض لأحداث أعمق في عمل درامي طال انتظاره طوياً بعد أن حاز أخيرا الجائزة الذهبية في مهرجان الخليج الثالث عشر مناصفة مع مسلسل أبو الملايين.