شهدت أسواق الماشية في منطقة عسير، تباينا في أسعار المواشي، خاصة الذبائح من الخرفان والأغنام، وعلى الرغم من استقرار الأعلاف وأسعار الشعير المستخدمة كمادة أساسية في تغذية وتسمين هذه المواشي، إلا أن هذا الاستقرار لم يشفع للمواطن والمقيم في الحصول على ذبيحته بأسعارها المعتادة والمعقولة، وذلك ليس نتيجة لتحكم أبناء هذه الحرفة من التجار ومربي الماشية المحليين في الأسعار، وإنما يرجع لرضوخ السوق لتحكم وجشع ما يعرف باسم السماسرة الأجانب. «عكاظ» قامت بجولة استطلاعية على سوق المواشي بأبها، الذي يرتاده عدد كبير من المواطنين والمقيمين والزائرين، الذين عبروا عن قلقهم من تحكم ما أسموه بسماسرة (شريطية) الماشية في فرض أسعار مبالغ فيها جدا. بداية تحدث المواطن أحمد البارقي قائلا: «إنني أحد تجار الماشية، ولدي أكثر من مئة رأس من الأغنام والخرفان، وقد حضرت لهذا السوق منذ وقت مبكر بهدف بيع عدد منها، وفوجئت بعدد من هؤلاء السماسرة يقفون في مداخل السوق لشراء أي ماشية قبل دخول السوق، وبأسعار معقولة»، وأضاف قائلا: «عندما نبيع بأسعار معقولة يقومون بإدخالها للسوق من جديد ليفرضوا أسعارا مبالغا فيها للغاية، تصل لأضعاف القيمة التي اشتروها من المواطن». وفي جانب آخر من السوق أوضح لنا المواطن محمد الألمعي، وهو يهم بشراء ذبيحة لشهر رمضان قائلا: «لم أكن أتوقع أن تصل أسعار الذبائح إلى هذه المستويات المرتفعة، لاسيما بعد انخفاض أسعار الأعلاف والشعير»، مضيفا بقوله: «فوجئت بهذه الأسعار الكبيرة»، موضحا أنه اشترى ذبيحة، بعد عدة محاولات مضنية مع البائع بمبلغ 1300ريال. يأتي ذلك فيما اشتكى عدد من المواطنين من كثرة العمالة الوافدة التي تسيطر على السوق، متلاعبين بالأسعار دون حسيب أو رقيب، حيث قال المواطن علي عسيري: «عند مجيئي لشراء ذبيحة من السوق فوجئت أن نسبة كبيرة من الباعة هم من جنسيات أجنبية، وعندما حاولت تقليل السعر، ومعرفة مهنهم انسحبوا من أماكنهم تاركين أغنامهم بمواقعها، وذلك دليل على مخالفتهم لقوانين العمل». المواطن محمد العسيري قال: «سوق الماشية بأبها أصبح تحت سيطرة المخالفين في ظل غياب الجهات المختصة، ومخالفة ذلك لتعليمات الجهات المختصة، التي أعطت مهلة لتصحيح أوضاع العمالة، ومعاقبة كل مخالف، لكن الآن، وتحديدا في هذا السوق لا نرى شيئا تغير بل إن العمالة المخالفة في تزايد مستمر».