يقوم جهاز التنمية السياحية بمحافظة الطائف بأعمال متواصلة لتأهيل وصيانة وترميم ممر المشاة الحجري الذي ينحدر من قمة جبال الهدا إلى منطقة الكر، حيث أنجزت في وقت سابق المرحلة الأولى والمتمثلة في ترميم 1716 مترا طولي بعرض يتراوح ما بين 3- 7 أمتار من الدرب القديم، ذلك من الدرب البالغ طوله 4129 مترا، وشمل المشروع أيضاً ترميم الدرب الحجري والبرك المقامة على جانبية مع توفير مواقع مخصصة لجلسات الزوار ومواقف السيارات، إضافة إلى توفير الخدمات المساندة للدرب الأمر الذي أسهم في تهيئة وتحسين أجزاء مهمة من الدرب الذي يعود تاريخ لأكثر من 1000 عام، حيث كان يستخدمه المشاة عام 1380ه، ذلك قبل إنشاء طريق الكر الحديث. يذكر أن "طريق المشاة" يعود تاريخه إلى أكثر من قرن من الزمن، وقد تم ترميمه وإصلاحه من آثار السيول والأمطار وعوامل التعرية، وخلال السنوات الماضية قامت لجنة التنشيط السياحي بالطائف بالتعاون مع إدارة التربية والتعليم ممثلة في الكشافة والآثار في صيف عام 1417ه بإعادة ترميم هذا الطريق، حتى أصبح معلماً أثرياً يرتاده عدد من الزائرين والسياح، ويستمتع بمشاهدته ممتطو عربات التلفريك بالهدا؛ إذ يظهر لهم هذا الطريق القديم ليشكل منظرا جماليا بديعا. ويعد هذا الطريق الأثري إرثاً حضارياً إنسانياً، حيث استخدم كطريق للحجيج والقوافل التجارية والمشاة بين الطائف ومكة حتى العام 1380ه، والذي فضله كثير من التجار لامتيازه بالأمان أكثر من غيره من الطرق في ذلك الوقت. وللطريق أيضاً قيمة تاريخية عظيمة، حيث استخدمه المشاة منذ القدم، وينقسم الطريق الحجري إلى مسلكين، أحدهما للمشاة والآخر للجمال والدواب (طريق الجمالة)، وينحدر من عقبة كرا قريباً من بلاد طويرق، متدرجاً ومتعرجاً في بعض المواقع، وبعرض يتراوح بين المترين والثلاثة أمتار، ويتسع لمرور جملين محملين بالبضائع، نزولاً إلى وادي الكر أسفل جبل كرا، وتستغرق الرحلة عبره يوماً كاملاً تقريباً للصعود ونصف اليوم للنزول.