عاش سكان محافظة الأحساء، ساعات «عصيبة»، على مدار الأيام الماضية، منذ عودة الدراسة مطلع الأسبوع الجاري، تمثلت في طوابير السيارات المنتظرة مرور القطارات التي تمتد لنحو 3 كيلومترات. وعلى رغم أن المشكلة قديمة ومضت عليها سنوات، إلا أن زحام المركبات في شوارع الأحساء بعد العودة إلى المدارس والجامعات فاقم المشكلة، وبخاصة في ظل ما تشهده كثير من شوارع الأحساء وطرقها، من مشاريع لإنشاء أنفاق وجسور، ما أدى إلى إغلاقها، واللجوء إلى التحويلات والشوارع البديلة. ويخترق مسار القطار الذي ينطلق بين الدمام، والرياض، قلب محافظة الأحساء، ويقسمها إلى نصفين، شرقي وغربي في بدايتها، وشمالي وجنوبي في امتدادها الآخر، ممثلاً حاجزاً خطراً في الأوقات الحرجة والمواقف الطارئة، متسبباً في مشكلات عدة، وبخاصة في أوقات الذروة، تتمثل في خنق حركة السير بتقاطعات سكة الحديد، بسبب إغلاق الحاجز لمرور القطار. ونقل وفد من المجلس البلدي في الأحساء، أمس، إلى الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس محمد السويكت، معاناة سكان المحافظة، وتداولوا اقتراحات وحلول لهذه المشكلة. وترأس الوفد رئيس المجلس البلدي ناهض الجبر. الذي قال في تصريح صحافي: «إن هذا اللقاء يهدف لنقل هموم المواطنين في الأحساء، الذين يعيشون معاناة يومية، مع السكة الحديد، وبخاصة بعد فتح المدارس، فطوابير السيارات المنتظرة مرور القطارات تمتد لثلاثة كيلومترات». وعرض وفد المجلس البلدي، على السويكت، ثلاثة حلول منها «إنشاء فتحة عبور، ونقل الإشارة الإلكترونية للسكة الحديد عند مدخل مدينة المبرز من جهة العيون للقادم من الدمام، بحيث تخدم غرب المبرز والهفوف، من دون الحاجة لدخول المبرز، وبخاصة عقب إغلاق الفتحة المودية إلى الحرس الوطني الواقعة أمام مصنع التمور، لتخفيف الضغط على مزلقان السكة الحديد الموجود عند دوار ونفق شارع الظهران، الذي هو في الأصل مزدحم بطريقة غير عادية». ورد الرئيس العام للخطوط الحديدية، بأن «نقل الفتحة الإلكترونية يواجه صعوبة، نظراً لارتباطها بجميع التقاطعات، واحتياجها إلى برمجة إلكترونية، وكذلك مدة نقلها التي تستغرق نحو 7 أشهر». وقدم اقتراحاً تمثل في «إنشاء بوابة موقتة لتسهيل الحركة المرورية لغرب مدينتي المبرز والهفوف». كما اقتراح وفد المجلس البلدي، «إزالة الشبك الموجود غربي الجسر الرابط بين محاسن أرامكو والسليمانية، لتخفيف الضغط عن وسط المبرز». إضافة إلى «تقليل المدة الزمنية الأمنية لمعابر القطارات، للعمل على عدم تكدس السيارات أمام تلك المعابر، ما يؤثر على الحركة المرورية». ووعد السويكت، الوفد بدرس المقترحات «والعمل على حل المشكلة في أقرب وقت». وعقدت أمانة الأحساء، والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، اجتماعات عدة، في أوقات سابقة، للبحث عن إيجاد حلول لمشكلة عبور القطار وسط النطاق العمراني، منها نقل السياج الفاصل لمسار القطارات، لتوسعة الطريق، ما يسهل تنقل المركبات، ورفع كفاءة المسارات المرتبطة بالإشارة الضوئية على جانبي جسر تقاطع طريقي الملك سعود والديوان. واتفق الجانبان على «ربط الإشارة الضوئية آلياً، ببوابة سكة الحديد، لتصبح أول إشارة ضوئية في الأحساء يتم ربطها بهذا النظام الحديث الذي يعتبر من التقنيات الحديثة والمتطورة على مستوى المملكة، ما يسهم في انسيابية حركة المركبات أسفل الجسر». كما بحثا نقل السياج الفاصل لمسار القطارات بهدف «توسعة الطريق، تسهيلاً لتنقل المركبات من التقاطع وإليه». ويتضمن المشروع تطوير تقاطع طريق الديوان مع طريق الملك سعود، بهدف توفير حركة مرورية حرة وانسيابية على طريق الديوان (شمالاً وجنوباً)، متقاطعاً مع طريق الملك سعود، الذي يربط شرق المبرز في غربها، متجاوزاً مسار السكة الحديد الذي سيتم إزالته بالتنسيق بين الأمانة والمؤسسة، ليرتبط بعد ذلك في جسر ونفق، يتم تنفيذهما على امتداد طريق الملك فهد مع تقاطع طريق الديوان، عند نقطة الهلال الأحمر، لتصبح الحركة انسيابية من دون توقف، من شمال الأحساء وباتجاه الجنوب، إلى طريق الرياض». يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وافق قبل أيام على محضر اللجنة المشكلة لدرس نقل مسار الخط الحديد في محافظة الأحساء، إلى خارج النطاق العمراني لمدينة الهفوف، الذي تبلغ كلفته 725 مليون ريال، ومدة تنفيذه 41 شهراً. وبلغت نسبة الإنجاز المحققة من أعمال المشروع 43 في المئة. ويتوقع أن يسهم المشروع في القضاء على مشكلة التكدس المروري، فضلاً عن زيادة المخططات السكانية من الغرب إلى شمال الهفوف، بمساحات كبيرة.