اطلعت على الملف القيم (العقاد بعد 50 عاماً) بالعدد 450 رجب 1435هـ وتعقيباً على موضوع (العقاد المثقف الشامل) للدكتور أحمد عبدالملك في قوله (العقاد جامعة تحوي كل الفنون والآداب) وقوله خلال رحلته الأدبية (أحب مي زيادة ثم تحول إلى حب سارة)، أقول: أولاً: آمن العقاد بأن وطنه هو الكتاب، وتقول نجاة العقاد عن عمها عباس محمود العقاد (جريدة عقيدتي المصرية 1 / 4 / 2014) وهب الله تعالى العقاد مفتاح التميز الأبدي للبشر وهي موهبة القراءة تلك الموهبة التي تكفل للمجتمع بها دورياً من العلم، فالقراءة هي الحياة نفسها لمن يتمتع بها ولا يمنعه عنها، وتقول أيضاً: إنه بلغ نهمه بالقراءة حداً لم يبلغه في العصر الحديث إلا الندرة مثل محمد حسنين هيكل والإمام محمد عبده والإمام محمد متولي الشعراوي هذه الفئة كانت تسعى للقراءة في شتى مناهل المعرفة. ثانياً: يقول د.أحمد عبدالملك إن خلال رحلة العقاد الأدبية لم يكن الحب بعيداً عن قلبه فقد أحب (مي زيادة) الأديبة المعروفة ثم تحول إلى حب سارة واستكمالاً لهذا الموضوع أقول: رغم أن العقاد لم يتزوج خلال حياته الممتدة 75 عاماً إلا أنه أحب المرأة وكانت تستهويه أنوثتها وذكاءها، ولقد تذوق الحب وتغذى بنار الغيرة والشك واكتوى بالفراق فقد كان: (جريدة الأهرام 4 / 4 / 2014) معجباً بالمطربة نادرة التي كتب لها عدة أغنيات، وكذلك بالفنانة هند رستم التي استقبلها في بيته ليجري معها حواراً صحفياً، كما أنه أحب (مي زيادة) ابنة الصحفي اللبناني إلياس زيادة الذي هاجر عام 1908 وأصدر صحيفة المحروسة وكان العقاد يسميها في شعره (هند أو حسن)، أما سارة حبه الأخير فكان اسمها الحقيقي (أليس عبده هاشم) وكان أبوها عبده هاشم صحفياً وفد إلى القاهرة عام 1920 من دمشق بعد أن سقطت سوريا في أيدي الفرنسيين وأمها لبيبة ماضي التي هاجرت إلى مصر من بيروت عام 1896، وكانت أليس صحفية وأديبة ومترجمة نشرت العديد من كتاباتها في صحيفة فتاة الشرق. ثالثاً: العقاد القمة الشامخة، استطاع أن يترك بصمة واضحة جليلة في كل مجالات الفكر والإبداع، هو الشاعر الذي خاض كل أو معظم دروب الشعر، هو المؤرخ والمفكر الإسلامي الذي دافع عن الإسلام بكل قوة وصدق، هو السياسي العنيد الذي خاض غمار المعارك الفكرية بكل شجاعة، هو النموذج الصارم للمثقف العربي حياته أساسها التزود بالقراءة والثقافات والمعرفة المختلفة والحرص على متابعة كل جديد، عاصر العباقرة في الشعر كالبارودي وحافظ وفي الفكر السنهوري وزكي نجيب وفي الفقه الأفغاني ومحمد عبده وفي السياسة سعد زغلول ومصطفى كامل.