عاود فايروس «كورونا» الفتك بعائلة فهد السهلي (38 سنة) الذي قضى نحبه قبل 12 يوماً، متأثراً بإصابته بالمرض، لتلحق به أول من أمس، والدته السبعينية التي لفظت آخر أنفاسها جراء الإصابة، لترتفع حصيلة حفر الباطن إلى ثلاث حالات. فيما لا يزال مستشفى القوات المسلحة في المدينة العسكرية، يحتجز قريب ووالدة قريب المتوفى بالعزل، جراء الاشتباه بإصابتهما. في وقت أعلنت وزارة الصحة شفاء حالتين من أقاربه (8 و16 سنة). فيما ترفض مديرية الشؤون الصحية في حفر الباطن، التعليق على الإصابة، وتحيل الموضوع إلى وزارة الصحة التي بدورها ترفض الإجابة على الاستفسارات. وتحيل الجميع إلى موقع الوزارة الذي يُعلن فيه عن الحالات التي توفيت، أو تماثلت إلى الشفاء. وأبدت عائلة فهد السهلي، على لسان شقيقه بداح، أسفها وامتعاضها من تعامل «صحة حفر الباطن»، الذي وصفته بـ «غير الأخلاقي» مع العائلة، «إذ لم تكترث لمصابنا، ولم نجد فيها الجهة التي تحتوي الأزمة»، لافتاً إلى أن «بعض التحاليل نقوم نحن بعملها على حسابنا، ونحن من نطاردهم لأخذ العينات، وكل ما قاموا به هو مجرد عينات للمخالطين، من دون أن يقوموا بعزل العائلة احتياطاً». وأضاف السهلي، «نؤمن بقضاء الله وقدره، والحمد لله على كل حال، لكننا حالياً بتنا نخشى على بقيتنا، والصحة لا ترى، ولا تسمع، ولا تتكلم. بل أسوأ من ذلك تعاملها مع الحدث ببرود ولا مبالاة، تصل أحياناً إلى التبرم، حينما نطالب بأخذ عينات وموافاتنا بالنتيجة»، مضيفاً أن «وزارة الصحة أعلنت عن شفاء حالتين من الحالات المصابة، لم نكن نعلم أصلاً بإصابتهما، في تغييب كامل لنا عن الحدث، ونخشى أن ندفع ثمناً أكبر. لدرجة أننا في عزاء الوالدة أرسلنا للأقارب رسالة نطالبهم بالدعاء من دون الحضور، خشية أن نكلف على الناس ما لا يطيقون، في ظل تجاهل مؤلم من وزارة وُضعت لخدمتنا». إلى ذلك، يعيش أهالي حي السليمانية، حالاً من «القلق المتزايد»، إلى درجة أن بعض الأهالي يمنعون أبناءهم من الذهاب إلى المدرسة، خشية أن يكون هناك حالات من مخالطي المصاب في المدرسة، ما يعرض حياة أطفالهم إلى الخطر، مطالبين بـ «تحرك حقيقي وملموس، لإقامة عزل لأسرة من ابتلوا بهذا المرض، حتى التأكد من سلامتهم، فالحالات قليلة حالياً، وتحت السيطرة، ولكن إهمال التعامل معها بهذا الشكل يجعل من الصعوبة السيطرة عليها مستقبلاً»، مطالبين الطب الوقائي، ومكتب مكافحة العدوى في «صحة حفر الباطن»، بالقيام بدورهم، «أو على الأقل؛ إصدار أوامر بعزل المصابين المحتملين، حتى يتم التأكد من سلامتهم»، لافتين إلى أن «التعامل بتساهل في أول الأمر، نتج منه إصابة فهد ووالدته، ووفاتهما لاحقاً. والآن يعيش ابن عمه ووالدته في العزل، تحت رحمة الله». بدورها، أوضحت إدارة التربية والتعليم في حفر الباطن، أن «قرار عزل الطالبات، أو المدارس المتضررة، لا يصدر من إدارة التربية والتعليم، إلا بعد توصية تُرفع من قبل «صحة حفر الباطن»، لافتة إلى أن «التنسيق بين الطرفين مستمر وقائم، وإلى الآن لم يرد الإدارة ما يفيد بضرورة عزل طلاب أو طالبات أو مدارس». وأكدت «تربية حفر الباطن» حرصها على أن يتحقق ذلك «بطريقة لا تثير الهلع في النفوس». ويأتي توضيح الإدارة في وقت تداولت فيه أخبار عن نية عدد من منسوبات الابتدائية الـ16، الواقعة في حي السليمانية، الامتناع عن الحضور إلى المدرسة، حتى يتم التأكد من سلامة الجميع، وعزل أقارب المتوفى؛ كي لا يتفاقم الوضع في شكل أكبر.