اختفت برادات ماء زمزم التي عهد أهالي مكة المكرمة على توزيعها في الشوارع، إلا أنها غابت عنها مع التطور بإنشاء مصنع مختص بتعبئة ماء زمزم، كان له إيجايبته التي عمت على الجميع أهالي وزوارا ومعتمرين وحجاجا، لكنه بالمقابل ساعد في اختفاء برادات وحنفيات الزمزم التي كانت في الماضي توفر ماء زمزم عبر وايتات لأهالي أحياء مكة المكرمة. يقول خالد الحربي، إنه في الماضي كانت تلك البرادات تنعش جوف الأهالي والزوار طوال السنة، خاصة في المواسم وفي أيام الصيام كرمضان والستة من شوال واليوم التاسع من الحج، تجد الصبيا في العصر يتجهون بـ(مواعينهم) إلى البرادة أو الحنفية للحصول على ماء الزمزم، لكنها الآن اختفت. ويشير الحربي إلى أنه في الماضي كان الحصول على الزمزم يتم دون أدنى مشقة، فالماء متوفر في الأحياء من قبل فاعلي الخير الذين وفروا البرادات أو الحنفيات بجوار المسجد أو المنزل، حيث يشرف عليها صاحب المنزل المجاور للبرادة التي كان يقصد منها الصدقة لوجه الله وكانت تنشط في أوقات شهر رمضان لطلب وتفضيل أهالي مكة المكرمة الكبير على ماء الزمزم في الإفطار بشهر رمضان المبارك. ويؤكد الحربي أن عهد برادت الماء اختفى منذ أن كان صغيرا، مشيرا إلى أنه لم يكن ملموسا من قبل الأهالي لتوفر ماء الزمزم في مصنع تعبئة ماء الزمزم بكدي والحصول عليه بمبلغ رمزي، لكن ما زال وسيظل ماء الزمزم هو الماء الرسمي لأهالي مكة المكرمة في كل السنة، خاصة عند إفطار شهر رمضان المبارك، حيث يحرص الأهالي على توفيره من مصنع تعبئة الزمزم قبل شهر رمضان بكميات كبيرة لتغطية الحاجة. أما سعود السلمي فيقول: الماء نوفره في المنزل قبل شهر رمضان بسبب إقبال المعتمرين إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، فماء الزمزم ليس حكرا لأهل مكة فتجدهم في الأكشاك وكما يقال (24 ساعة) تأخذهم ظروف الموسم وإقبال الناس على العمرة وشراء ماء الزمزم (المعبأ) فيتم توفير الماء قبل شهر رمضان لإتاحة الفرصة للمعتمرين بالحصول على كمية ماء الزمزم التي يريدونها. ويشير محمد كمال إلى أنه يفتقد تلك الحنفيات التي كانت تقبع بجوار المسجد طوال السنة والتي لا تمتلئ بالماء إلا بإقبال شهر رمضان، مبينا أن وجود ماء الزمزم في تلك الحنفيات، كان مؤشرا على حلول شهر رمضان بجوار بعض المساجد التي توفر الستاير بداخله لصلاة النساء للترويح، وتمنى الأسمري أن تلك المظاهر الرمضانية لن تختفي بسبب التطور الذي تشهده مكة ويجب توفير وايتات لمياه الزمزم لتوفر الماء للأهالي، وقال الأسمري كنا في الماضي نسعد عندما نرى أحد تلك الجدران التي رسم عليه يوجد ماء زمزم وسهم يشير إلى صنبور الماء فكنا نفضله على مياه التحلية وهذا كله اختفى.