×
محافظة المنطقة الشرقية

النعيمي يدلي بشهادته للتاريخ أمام المائدة المستديرة لوزراء الطاقة الآسيويين سوق النفط متوازنة وأساسياتها مثالية ووضع المخزونات التجارية مناسب

صورة الخبر

الضربة العسكرية لسورية قادمة رغم التباين فى الموقف الدولي تجاهها فتأجيلها ليس اكثر من تكتيك عسكري لنيل التاييد والحشد الدولي رغم مواقف بعض العواصم الغربية التي تراجعت عن المشاركة في أي عملية عسكرية ضد سورية دون أدلة تدين استخدام نظام بشار الاسد للسلاح الكيماوي. هذا ما تجمع عليه الاراء السياسية والعسكرية في الاردن باعتباره الاقرب لمحور المعركة المرتقبة . السياسيون يرون ان لا خيار امام الولايات المتحدة الامريكية سوى توجيه ضربة عسكرية بغض النظر عن حجمها وقوتها لسببين: الاول لجرّ الازمة السورية للحل السياسي والاطراف المتصارعة الى طاولة المفاوضات اما الثاني ويتصل مباشرة بقضية حفظ ماء الوجه للولايات المتحدة فلا يمكنها التراجع الان.. ممثل الاردن لدى الاتحاد الاوروبي والوزير السابق احمد مساعدة يرى انه رغم تردد الرئيس الامريكي باراك اوباما لانه لا يريد زجّ بلاده في معركة يتحمل مسؤوليتها وحده لذلك يسعى للاختباء وراء الكونغرس بعد فشل بعض الدول الغربية بالحصول على شرعية برلماناتها دون أدلة قطعية تؤكد ثبوت استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي . ويعتبر مساعدة ان الهدف من الضربة "إن كانت قاسية" هو "العبور بالأزمة السورية الى بوابة الحل السياسي وجرّ الأطراف إلى طاولة المفاوضات من خلال الضغط لأخذ مطالب أمريكا بجدية وبخاصة من قبل روسيا" ويضيف: "أما إن كانت (تجميلية) فستكون لحفظ ماء الوجه ولن تقود الى حل سياسي بل ستؤدي الى تداعيات ارهابية وأمنية". سياسيًا.. الامر يبدو في غاية التعقيد بعض الشىء فالكثير من السياسيين في الاردن يعتقدون ان موضوع الضربة العسكرية لسورية لم يعد سهلا فيما يتوقع بعض السياسيين ان يلجأ المجتمع الدولي الى زيادة حجم التسليح للجيش السوري الحر . عسكريا.. يرى الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية واللواء المتقاعد من سلاح الجو الملكي الأردني مأمون أبو نوار في أحدث تقرير له انه لا بد من عرض بعض الإعتبارات السورية الجيوسياسية الهامة لدول الجوار لاستقراء ما هو متوقع لهذه الأزمة المعقدة، فموقع سوريا الجغرافي يمس مصالح هذه الدول من الناحية الأمنية والاقتصادية. ويرى ان إيران مرتبطة مع سوريا في لبنان لدعم حزب الله خط دفاعها الأول في المنطقة كما ان سوريا توفر لإيران نافذة على البحر المتوسط، اما لبنان فلها جذور وعلاقات تاريخية عميقة مع سوريا وهنالك إتفاقيات أمنية ودفاعية بين البلدين. وقال ان علاقة العراق الحالية مع سوريا تصب في صالح التحالف الإيراني السوري وبغض النظر عن الخلافات التاريخية فالعراق يرفض أى تدخل أجنبي في سوريا ومن المحتمل ان نرى في المستقبل منظومة جديدة في المنطقة تضم هذه الدول الأربع بعد خروج القوات الأمريكية من العراق. أما بالنسبة إلى روسيا، فهى تعتبر سوريا آخر معقل لها في المنطقة، ولذلك ترغب من زيادة نفوذها في المنطقة من خلال توسيع قاعدتها البحرية، فهى تشعر بالقلق والاستفزاز وتهديد لها بما يحصل من نشر رادارات الدرع الصاروخي الأطلسي في كل من تركيا وبولندا، ولذلك لا أعتقد أن روسيا سوف تتخلى عن منطقة نفوذها في المنطقة كونه يهدد مصالحها ويعزلها ويؤثر على اقتصادها ومجالها الجيوسياسي. ولفت أن فرض الحظر الجوي على سوريا يتطلب سيادة جوية مطلقة فوق سوريا، ويتطلب أيضا من الدول المشاركة في هذه الحملة الجوية تدمير مراكز القيادة والسيطرة وجميع الدفاعات الجوية السورية التي تمتلك شبكة دفاع جوي روسية جيدة، من المحتمل أن تصمد أمام طائرات الحظر الجوى لفترة من الزمن، لكن لا تستطيع في النهاية بالوقوف أمام طائرات الناتو فالقدرات الدفاعية السورية متواضعة مقارنه مع الناتو التى سوف تبدأ بعد ذلك بقصف القوات البرية والأهداف العسكرية الأخرى، ومن كشف تحركات القوات السورية أيضا والحد من قدرتها في العمليات. وهذا يتطلب مئات الطلعات الجوية. ومع ذلك قال: لا أعتقد أن مثل هذه الحملة قادرة على إنهاء النظام. هذه الحملة سوف تدمر الدولة السورية (كما حصل للعراق) وستخلق حالة من ازدياد الفوضى الموجودة الآن، ومن المحتمل أن نرى بداية حرب أهلية شرسة تتقاتل فيها وحدات الجيش بعضها البعض، كما سوف نشاهد نزاعا طائفيا وعرقيا، ومن المحتمل أن تنتقل من الداخل السوري إلى محيطه الإقليمي وتجرّ المنطقة إلى حالة من الاضطراب فالجميع بعين الإعصار. السؤال هنا هل تقوم إسرائيل بالرد بهجوم بري جوي والذي سوف يشعل المنطقة بحرب إقليمية ؟ أم سوف تتحمل كما حدث في حرب الخليج بعدم الرد وتستخدم فقط الصواريخ المضادة لهذه الصواريخ ومن المحتمل أن تشاهد سماء الأردن بعض هذه المعارك ومن المحتمل ايضا سقوط بعضها على الاراضى والمدن الاردنية، والمؤكد أن الأردن لديه الخطط والاستعداد لمثل هكذا سيناريو اما السيناريو المرعب اذا ما تم قصف مفاعل ديمونا أو استخدام رؤوس حربية كيماوية عندها ستكون الحرب شاملة في المنطقة ويجب ان نذكر هنا ان اسرائيل لن تستطيع اعتراض جميع هذه الصواريخ اذا اطلقت باعداد كثيرة من حزب الله وسوريا. لكن ماذا لو استخدمت سورية فعلا السلاح الكيماوي وهنا فان احتمالية أن تصل أبخرة الاسلحة الكيماوية إلى الأردن في حال ضرب المدن السورية القريبة من الحدود الشمالية ، واردة جداً. وقال ان الدولة الأردنية تأخذ هذا الاحتمال بعين الاعتبار وتبدأ بإعداد الجبهة الداخلية لهذا السيناريو خصوصا أن مدن الشمال الأردني مهددة فعليًا في حال ضُربت المدن السورية القريبة من الحدود. وأوضح أن تأثير الأسلحة الكيماوي غير مرتبط فقط بالمكان الذي يتعرض له بطريقة مباشرة بعد الضربة إنما هناك احتمالية كبيرة لانتقاله من مكان إلى مكان بحسب حركة الريح وعوامل الطقس مع العلم إن تصريحات الأردن بأنها مستعدة لضربة كيماوية من سوريا غير كافية ، إنما على السلطات أن تبدأ باعداد الجبهة الداخلية لهذا السيناريو عبر مناورات تشمل مدن الشمال ، يتم فيها توزيع أقنعة وتعليم المواطنين طريقة التعامل وإخلاء المناطق في حالة " الحرب الكيماوية " . و يرى اللواء المتقاعد ظاهر ان تأخير الضربة يعود ايضا الى ان الأصل في السيناريوهات المطروحة لحل الأزمة السورية، هو سيناريو حل سياسي تقوده معظم دول العالم، وسيناريو آخر عسكري تحاول أمريكا من خلاله حشد تحالف له، غير أنها "فشلت بتحقيقه". ويقول إن الموقف البريطاني والأوروبي بشكل عام "خذل أمريكا"، كما أن الموقف الروسي شدد من لهجته، يضاف الى ذلك تأخير تقرير الأمم المتحدة، وكل هذا يجعل الأمريكيين يتجنّبون التورط بدون وجود ضوء اخضر، على الأقل من الحلفاء والأمم المتحدة. من جانبه، ويعتقد العميد المتقاعد محمد المبيضين أن التأجيل هو "تكتيك عسكري، وان الضربة حاصلة لا محالة" مرجحا ان تكون الضربة "أمريكية" فقط بعد انسحاب بريطانيا، .ويذهب المبيضين الى ان ضغط اللوبي الصهيوني على امريكا لن يجعلها تتراجع، لأنها تسعى إلى الحفاظ على أمن اسرائيل أولا وآخرا، مرجحا ان تقع الضربة الأسبوع المقبل. ويعتقد المبيضين ان التأجيل سيؤدي الى "ضرب عصفورين بحجر" من خلال تجميع معلومات اكثر عبر الأقمار الصناعية، عن تجمعات جهات معارضة، لأنه قد يتم اطلاق صواريخ على مواقع لها، ومن ثم "تعتذر امريكا عن ذلك وتقول إن ذلك حدث خطأ". لكن بالنسبة للعميد المتقاعد حافظ الخصاونة، فانه يرى أن موافقة الكونغرس هي "شبه مؤكدة"، كما هي الضربة، على الرغم من تأكيده أن هذه الأمور السياسية قابلة للتغير يوميا، و"قد تحدث أو لا تحدث في النهاية". أما كيف ستحصل الضربة فيعتقد الخصاونة أنها ستكون "سريعة جدا وستستمر ليوم أو اثنين باستخدام صواريخ من البحر الأبيض المتوسط من الأسطول السادس الأمريكي وكذلك من الأسطول الخامس في المحيط الهندي". ويعني تأجيل الضربة وفقا للخصاونة "دراسة الموقف السياسي في المنطقة" فأوباما ما يزال غير مطمئن لأنه "سيكون وحده في الميدان ويريد دعمًا عربيًا وغربيًا". ويرى الخصاونة أن أوباما كان "يأمل بتحالف اكبر مما رأيناه وأن تأجيل الضربة جاء لجمع هذا الحشد لكن الضربة قائمة لأن إعلانه عن ان الكيماوي هو خط احمر يعني أنه لا يستطيع التراجع عنها". ميدانيا يواصل الاردن اخذ الاحتياطات اللازمة على طول حدوده مع سورية تحسبا لأي ضربة عسكرية محتملة تتعرض لها سورية رغم تأكيد رفضه استخدام الاجواء والاراضي الاردنية لأي عملية عسكرية تستهدف سورية. الاستعدادات على الحدود الاردنية السورية متواصلة ومناطق الشمال في حالة تأهب قصوى فيما يشاهد سكان المناطق الحدودية في المفرق والرمثا طلعات مكثفة لسلاح الجو الاردني رغم ان القيادة العسكرية الاردنية قالت ان طلعات الطيران الحربي الاردني اعتيادية ولغايات التدريب.