أكد لـ«عكاظ» عدد من المسؤولين والدعاة والحقوقيين، على أن الحج شعيرة إسلامية عظيمة وأكبر تجمع بشري في مكان وزمان واحد تلبية لنداء الله، وليس مؤتمرا سياسيا ولا يمكن القبول بتسييس أو محاولة استغلال المواسم الدينية في التفرقات والصراعات السياسية، مشيرين إلى أنه يجب على ضيوف الرحمن أداء فريضة الحج توحيدا لله وتعبدا وابتهالا إليه، والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي التي تحث على ترك الفتن والضلال والشرك والفرقة، مشيرين إلى أهمية تطوير برامج الجهات الخدمية الأهلية العاملة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، لتطوير نوعية برامجهم للمساهمة في رفع مستوى الوعي لدى الحاج بأداء المناسك. منظومة توعوية متكاملة وبين وكيل وزارة الحج حاتم قاضي، أن الوزارة تنفذ العديد من البرامج التوعوية قبل وأثناء قدوم الحجاج إلى الأراضي المقدسة، وتلتقي بأكثر من 72 بعثة حج «وكالة شؤون حجاج الخارج» وتنتهي تلك اللقاءات مع رؤساء البعثات ووزير الحج بعدد من الأمور التي تؤكد عليها الوزارة ومن بينها البعد التوعوي، حيث يطلب من البعثات المعنية توعية حجاجهم بكل أبعاد التوعية كالتوعية النسكية، الصحية، الأمن والسلامة، السلوكية والاجتماعية، وحسن التعامل والالتزام بالأنظمة والقوانين والإرشادات. وبين أن الوزارة تزود تلك البعثات بمجموعة إرشادات لبثها عبر قنواتهم الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة، حتى يكون الحاج على علم بالمتطلبات التوعوية قبل قدومه إلى أراضي المملكة، كما تزود الشركات السياحية التي يأتي تحت مظلتها العديد من الحجاج بعدد من المطويات وأقراص السي دي من إعداد الوزارة وجميع الجهات الحكومية المشاركة في الحج كالأمن العام والصحة والدفاع المدني، والشركاء الآخرين في منظومة خدمة الحجيج، مؤكدا أن توعية الحجاج قبل قدومهم إلى الحج أمر في غاية الأهمية. حفظ حقوق المسلمين من جهته، قال الدكتور محمد بن مطر السهلي مدير مركز الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى، وعضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان «نحن مقبلون على الركن الخامس من أركان الإسلام، ولا شك أن الحج له مقاصد عظيمة ذكرت في الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة، وهو تحقيق التوحيد لله عزوجل ونبذ الشرك والفرقة والابتعاد عن كل ما يؤثر على نقاء الإيمان». وأضاف «يجب أن يلهج لسان الحاج بذكر الله والصلاة على النبي بدلا من الخوض في أمور تفسد حجه، موجها حجاج بيت الله الحرام بأن يترفعوا عن تلك المهاترات والمفاسد وأن يستشعروا عظم هذه الشعيرة»، مثنيا على الجهود الملموسة التي تبذلها حكومة خادمة الحرمين الشريفين للعانية بالحج والحجاج. خدمات جبارة وذكر البروفيسور واستشاري الطب النفسي والأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء النفسيين العرب الدكتور طارق الحبيب، أن تبني المملكة للإسلام الصحيح دينا، ولمنهج أهل السنة والجماعة مسلكا وطريقا وتعليما ودعوة، كان له أكبر الأثر في العالم، حيث بقيت راية الإسلام خفاقة، وظلت شريعته قائمة، ونظامه سائدا في الأرض، وقد كان ومازال هذا الأنموذج هو القدوة لنا وبه نتأسى، بل ويتطلع إليه كل مسلم باعتباره الصورة الصحيحة المعاصرة للإسلام، وقال «لاشك أن للمملكة دور رائد في مجال نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة، وقيامها بإعمار بيوت الله تعالى، ووقوفها مع الهيئات والجمعيات والمؤسسات الإسلامية خدمة للإسلام والمسلمين في كل مكان، حتى باتت أنموذجا يحتذى به بإنجازاتها الضخمة التي حققها لخدمة الإسلام والمسلمين، داخل المملكة، وعلى رأسها مشروع توسعة الحرمين الشريفين، ومشروع توسعة المطاف بالحرم المكي الشريف ومشروع جسر الجمرات التي تهدف لتيسير أداء المناسك لضيوف الرحمن بأمان وسلامة، بالإضافة إلى العديد من المشاريع مثل: شق الطرق والأنفاق، توفير الخدمات الأخرى لحجاج بيت الله»، مؤكدا على ضرورة التقيد بالنظام والبرامج التي خطط لها المسؤولون لنجاح موسم الحج من قبل حملات الحجيج ومؤسسات الطوافة وتكثيف البرامج التوعوية التي تدعم تلك الخطط وتحقق أهداف ومساعي القائمين عليها. تطهير النفس يرى الكاتب منصور الضبعان أن الحج ركن يكمل به الدين، ولا علاقة له بأي شيء آخر، وقال «بما أن الحاج يقدم إلى هذا المكان طاعة لله، فأحب أن أقول للحاج المسلم البسيط، ولذاك الذي يريد تفريغ الحج من مضمونه الشريف وتلويثه بأمور الدنيا الفانية، إنك أتيت اقتداء بتعاليم ديننا وتأسيا بنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي لم يحج سوى مرة واحدة في حياته الشريفة وقد خطب في هذه الحجة خطبة هي درس عظيم للبشرية جمعاء، ولو تأملت سطور هذه الخطبة لعرفت قيمة الحج ومعناه، ولعل المتأمل الفطن يرى في كلماته الشريفة صلى الله عليه وسلم كيف يؤكد على حرمة اعتداء المسلم على أخيه المسلم قولا وعملا، وحرمة الربا نظرا لآثاره السلبية على الفرد والمجتمع وإبطال الثأر والدعوة إلى احترام المرأة وإعطائها حقوقها، ودعوتهن للقيام بواجباتهن، وتخللت سطور الخطبة دعوة المسلمين إلى أن يتمسكوا في كل زمان ومكان بكتاب الله وسنه نبيه والحرص على الأخوة والوحدة حيث حذر من التناحر والتفرقة والعنصرية، وترتيب الشأن الأسري، هذه حدود تلك الخطبة، ولاحظ أنها كانت وداعية مما يجعله صلى الله عليه وسلم يركز على النقاط الأساسية والمرتكزات الهامة التي تضمن للمسلم عيشا كريما». توعية بلغة الحجاج وأثنى رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية لمطوفي جنوب آسيا الدكتور رأفت بدر على الخدمات الجليلة والتيسيرات والتسهيلات المختلفة التي وفرتها المملكة لقاصدي بيت الله الحرام، وتهيئة الأجواء المناسبة لحجاج بيت الله الحرام، حتى يتمكنوا من أداء المناسك في أجواء روحانية ومطمئنة، مستشهدا بالمشاريع الجبارة التي نفذت في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وصرف الأموال الطائلة على مختلف المشاريع، وتوفير الطاقات البشرية في سبيل خدمات الحجاج والسهر على راحتهم وأمنهم. وبين أن خدمة ضيوف الرحمن والزوار والمعتمرين الوافدين إلى البقاع المقدسة من كل أقطار الأرض شرف تضطلع به حكومة المملكة وشعبها من أبناء الطائفة وأهالي مكة المكرمة، وتحشد كافة الإمكانات المادية والبشرية للسهر على خدمة حجاج بيت الله الحرام، والمعتمرين، وزوار مسجد رسول الله منذ وصولهم المنافذ السعودية، حتى مغادرتهم سالمين إلى ديارهم. الشعارات الزائفة والمضللة تقول المطوفة فاتن حسين «إن الحج ليس مكاناَ وزمانا لإطلاق الشعارات الزائفة والهتافات المضللة التي تحرض على الفتنة والفوضى، ما تترتب عليه التفرقة بين المسلمين، وكذلك توعيتهم بعد افتراش الطرقات والجلوس فيها لما في ذلك من إعاقة حركة المارة والازدحام وإعاقة الأجهزة الحكومية عن أداء مهامها، والاهتمام بطهارة البدن والاغتسال والتطهر والوضوء وارتداء الملابس النظيفة حتى لا يؤذون الآخرين بما يصدرون من روائح، كما يجب عدم رمي المخلفات والقمامة في الشوارع العامة لأن تراكمها في الطرقات يجعلها تتصاعد منها روائح كريهة». بث السموم والضلال وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية المهندس محمد معاجيني «ينجح كثير من الناس في عرض العبادات بشقها الفقهي منفصلا عن شقها الإيماني والسلوكي، ومن آثار هذا أن تخرج العبادة بلا روح، فتؤدى كحركات أكثر من كونها عبادة، مع كون العبادة أداء أمر فرضه الله تعالى على عباده يؤدونها بآداب وسلوك قويم، فالحج يجب فيه أداء الفريضة وإتيان النسك على الوجه الصحيح والمطلوب من المسلم». تلافي السلبيات ومن جانبه، ذكر الكاتب الصحفي بسام فتيني أن موسم الحج هو أكبر تجمع بشري في مكان وزمان واحد تلبية لنداء الله، وليس مؤتمرا سياسيا ولا يمكن القبول بتسييس أو محاولة استغلال المواسم الدينية في التفرقات والصراعات السياسية. للمرأة دور في التوعية وبينت المطوفة فتحية باقاسي أنه مع اتساع دائرة العمل في الحج وكثرة الحجاج وزيادة النساء الحاجات بين الرجال، وانتشار الوعي الديني، وسعي الحكومة السعودية لتثقيف وتوعية الحاجات، أدركت أهمية مشاركة المرأة في توعية الحاجات بأمورهن الدينية والشخصية التي من شأنها أن تساعد في استكمال نسكهن بكل يسر وسهولة، مشيرة إلى أن جميع مؤسسات أرباب الطواف خصصن برامج تثقفيه وتوعوية ودينه؛ لرفع مستوى وعي الحجاج بآداب وواجبات المناسك، والارتقاء بسلوكياتهم الحياتية من خلال هذا التجمع العظيم، حيث تتولى المطوفة استقبال نسوة الحجيج واستضافتهن خلال أيام الحج، ويعملن على توعيتهن وإرشادهن للواجبات والفرائض والنسك المتعلقة بالحج، ولا سيما تلك التي تخص المرأة».