كشفت دراسة بحثية حديثة، عن أن قطاع التشييد والبناء في العالم العربي، يعتبر من أكثر القطاعات فسادا مقارنة بالقطاعات الأخرى. وبينت الدراسة التي أعدها الاتحاد الدولي للمهندسين الاستشاريين (فيديك) عن مظاهر الفساد في قطاع الإنشاء العالمي، أن الفساد والانحراف المستشري في قطاع التشييد في العالم العربي، يعوق جهود التنمية، ويشكل كارثة ضخمة تنال من مصالح الدول، حيث يؤدي إلى إهدار الكثير من الأموال وتفشي الأزمات البيئية، وتهديد سلامة الشعوب. وأشارت الدراسة إلى أن الجهات القضائية في الدول العربية، أصدرت أحكاما مختلفة على أكثر من 60 ألف شخص متهم بالفساد في السنوات الخمس الأخيرة، وتفاوتت الاتهامات بين الموافقة على استخدام الأراضي غير الصالحة، وترسية المناقصات العامة، وشراء مواد البناء المغشوشة، ومشاريع التعاقد من الباطن، والتغاضي عن عمليات التفتيش، إضافة إلى الرشوة والتي كانت تعطى للموظفين على شكل هدايا وبرامج سياحية للخارج، وتعليم مدرسي خاص للأبناء، ومنازل وأراض وسلع فاخرة. وأوضح المهندس الدكتور نبيل عباس، ممثل اتحاد فيديك في الخليج العربي، أن هذه الدراسة تأتي في سياق الاستعدادات التي يجريها الاتحاد لتنظيم مؤتمره العالمي في برشلونة والخاص بالبناء والتشييد، حيث سيناقش المؤتمر الذي سيحظى بمشاركة أكثر من 100 خبير وممثلين لـ 40 شركة عملاقة، عددا من الخيارات التي تتعلق بصناعة الاستثمار في مجال البنية التحتية، ونوعية التحديات التي تواجه العالم ، وأفضل الحلول وأكثرها استدامة في مجال المشاريع والتشييد والبناء. وأكد أن المؤتمر سيصدر عددا من النظم الجديدة التي من شأنها أن تساعد الحكومات والمؤسسات في التعامل مع مخاطر الأنشطة الفاسدة التي قد تواجهها في سوق البنية التحتية، مشيرا إلى أنه يجرى حاليا إصدار عقد جديد يضم مبادئ توجيهية بشأن كيفية تنفيذ نظام إدارة السلامة من الفساد.