توعد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مهاجمي موكب رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوه، مساء السبت «بالعقاب الرادع». فيما ألقت الأجهزة الامنية اليمنية القبض على شخصين ممن أطلقوا الرصاص على الموكب، ولاتزال التحقيقات جارية معهما، ورواية أمنية تؤكد ان الحادثة لم تكن اغتيالا وإنما احتكاك وتزاحم سيارة مطلقي النار مع سيارة موكب رئيس حكومة الوفاق فتطوّر الامر الى تبادل لاطلاق النار بين المسلحين ومرافق رئيس الحكومة.يأتي هذا فيما أدان كل من أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن، جمال بنعمر، الهجوم على موكب باسندوه.وفيما لم تصدر حكومة الوفاق اليمني ولا السلطات الأمنية ووزارة الداخلية بيانا توضح فيها تفاصيل حادثة إطلاق النار على موكب رئيس الحكومة، قال مصدرأمني يمني لـ»المدينة» : إن الأجهزة الأمنية ضبطت الشخصين المتهمين بإطلاق النار، وأن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن العملية برمتها ليست سوى تزاحم على الطريق قبل ان يوجه حراس باسندوة الشتائم إلى صاحب السيارة الصالون ، والذي ردّ عليهم وتطوّر الامر إلى إطلاق رصاص في الهواء، وما كان من صاحب السيارة سوى الفرار من المكان، مؤكدا أن العملية لم تكن محاولة اغتيال محمد سالم باسندوة بواسطة كلاشينكوف قرب مقر الأمن السياسي، وان سيارة باسندوة مدرعة مصممة لصدّ القذائف وحمايته من التفجيرات ، من أراد مكروهًا بباسندوة فلن يستهدفه برصاص سلاح كلاشينكوف وهو محميّ بمدرعة تصدّ القذائف وتحميه من أقوى التفجيرات . وتعرّض موكب باسندوة لإطلاق نار من مسلحين يستقلون سيارة بالقرب من منزله في الحي السياسي بصنعاء مساء أمس الاول. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية(سبأ) أن هادي تلقى مساء السبت، اتصالا هاتفيا من الزياني أعرب خلاله الأخير عن إدانته لحادث تعرّض موكب باسندوة لإطلاق نار وهو في طريق عودته إلى منزله بعد لقاء كان يحضره في منطقة الحصبة بالعاصمة صنعاء. ونقل الزياني تقدير مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي لما يحرزه اليمن من نجاحات في طريق انجاح التسوية السياسية التاريخية والتغيير السلمي المنشود. من جانبه، طمأن الرئيس اليمني الزياني بأن حادث اطلاق النار علي موكب رئيس الوزراء «عملية فردية مدانة وبلطجة غير مقبولة وستواجه بالحزم باعتبار ذلك عملا إجراميا يستحق العقاب الرادع». وبيّن هادي انها «حادثة معزولة ولم يكن لها أثر يذكر سوى خلق فرقعة اعلامية قد يكون الغرض منها الإساءة للحكومة بصفة خاصة ولليمن بصورة عامة».وتوعد بأن «مرتكبها سينال الجزاء الرادع وستكشف التحقيقات ملابسة وطبيعة هذا الحادث الإجرامي».بدوره أدان جمال بنعمر تعرّض موكب باسندوه إلى إطلاق نار. ووصف في بيان أصدره، هذه المحاولة بالمؤسفة جداً، مبدياً ثقته في أن السلطات اليمنية ستحرص على كشف ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه. من جهته، عبر المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك عن «إدانته واستنكاره الشديدين للاعتداء الإجرامي الذي تعرض له موكب رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة بجوار منزله بصنعاء»، معتبراً هذه «الجريمة تطوراً خطيراً في مشهد الإختلالات الأمنية التي تشهدها اليمن منذ أمد ليس بقصير.ودعا في بيان له الجهات المختصة إلى سرعة القاء القبض على الجناة وتقديمهم إلى القضاء والكشف عن أبعاد وملابسات هذه الجريمة «والضرب بيد من حديد على كل العابثين والمخلّين بأمن الوطن والمواطن، حتى لا يتطور الأمر للأسوأ». حسب قوله. على صعيد متصل، طارد رجال الأمن وعدد من المواطنين في منطقة يافع بمحافظة لحج، جنوب اليمن، عناصر إرهابية مسلحة إثر قيامهم بإطلاق النار على العقيد المتقاعد حسين علي عبدالرحمن أحد منتسبي الأمن السياسي(المخابرات العامة) وإصابته بعدة طلقات نارية في الرأس ما أدى إلى وفاته.وقالت إدارة أمن مديرية لبعوس لمركز الإعلام الأمني بأن عملية المطاردة أسفرت عن ضبط 2 من الجناة تتراوح أعمارهما بين 25-27 عاماً أحدهما يدعى صالح. خ. س. أ. القطيش من أهالي لودر بمحافظة أبين, والثاني خالد.ع. س.عوض من أهالي مديرية المخزن بأبين. موضحة بأن رجال الأمن والمواطنين مازالوا يحاصرون 4 آخرين من الجناة في منطقة رفد تفيد المعلومات بأن 2 منهم أصيبا أثناء عملية مطاردتهم وإن أمر القبض عليهم أصبح وشيكاً. وفي سياق متصل، فجّر مسلحون قبليون، صباح امس الأحد، خط أنابيب النفط الرئيسي في محافظة مأرب شرق العاصمة اليمنية صنعاء.وأفادت مصادر محلية في محافظة مارب لـ«المدينة» ان «عناصر تخريبية بقيادة المدعو سالم حسن العجي (حليس) اعتدت على أنبوب النفط في منطقة (الحوي) بكيلو 40 في مديرية وادي عبيدة».وأشارت المصادر الى ان التفجير أدى الى اشتعال النيران وتوقف الضخ عبر الأنبوب الذي يربط حقول صافر بميناء رأس عيسى على البحر الاحمر غرب البلاد. وحليس هو شقيق متهم آخر شهير يدعى محمد حسن العجي (كلفوت) والذي قام بتفجير أنابيب النفط وأبراج الكهرباء أكثر من مرة، وأصبح اسمه محل تندر.يأتي هذا الاعتداء بعد أيام من مقابلة أجرتها قناة آزال الخاصة التي تتبع احد الزعماء القبليين والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، مع «كلفوت» طالب خلالها حكومة الوفاق بدفع مبلغ 83 مليون ريال مقابل خسائر دفعها كلفوت للمستشفى وما قال عنها بأنها «أسلحة مصادرة» كانت بحوزة ابنه إبان مقتله في العاصمة صنعاء.وكان حسن محمد العجي (نجل كلفوت) ودحان علي الحويك قتلا على أيدي رجال قبائل ينتمون إلى محافظة عمران بالقرب من ملعب الثورة شمال العاصمة صنعاء منتصف مايو من العام الماضي 2012م وأمرت المحكمة بالقبض القهري على الجناة إلا أن شيئاً لم يكن.