×
محافظة المنطقة الشرقية

إغلاق مطعم فول وضبط عامله بعد تلفظهُ على المُراقب الصحي

صورة الخبر

الحقيقة مطلقة. ولا يمكن أن تكون إلا مطلقة. النسبي هو فهمنا للحقيقة وموقفنا منها. وهذا بالضبط ما يفسر حروب الكون وصراعاته كبيرها وصغيرها فكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً من أكبر الدول والجماعات إلى أصغر فرد من الأفراد. لذا اخترع الفكر السياسي في مرحلة من مراحل تطوره فكرة الديموقراطية وأطلق عليها (لعبة) وأصبح الرأي هو رأي الأقوى حتى إذا ما أخفقت القوة الناعمة في تحقيق الغايات كان القول الفصل لقوة النار وهو ما تتشكل من أجله الجيوش والأساطيل لذا تبقى الدولة العميقة بمفهومها السلبي كما بمفهومها الإيجابي (إذا صح التعبير) تراكم شروط بقائها وتطورها من فنائها واندثارها وهو ما يفسر غياب دول وفنائها أو انبثاقها وظهورها. * * * قبل الحرب العالمية الأولى وحتى بين الحربين كانت (المركزية الأوروبية) وكانت عصبة الأمم وبعد الحرب العالمية الثانية القطبية الثنائية، الغرب/ الشرق (الأطلنطي/ وارسو) والأمم المتحدة، هذا النظام استنفد طاقته على مدى خمسة عقود، وانهار أحد ركنيه (المنظومة الاشتراكية) وكان لا بد أن يخلي القطب الآخر بقية الساحة لنظام عالمي جديد، بالتأكيد غير العالم الذي بشر به المحافظون الجدد الذين قادوا أثناء حكمهم للولايات المتحدة ليس العالم وإنما حتى بلادهم إلى ما تعانيه من متاعب. * * * والسؤال هو إلى أي حد يمكن لما يحدث على الأرض أن يكون بمثابة انتقال إلى الأفضل؟ المؤكد أن النظام العالمي لم يتجاوز (المركزية الأوروبية، والثنائية القطبية) إلا ليقوم على مشاركة أوسع ربما تكون التعددية القطبية. والمؤكد أن المنظمة الدولية التي أخفقت في حل القضايا الكبرى التي كانت القرارات بشأنها محل إجماع أقطابها (القضية الفلسطينية/ مثلاً) قضايا البيئة... إلخ. تحتاج إلى إصلاحات عميقة. والمؤكد أن التخلف والفقر والجهل والمرض أينما وجدت في مكان ما من الأرض لن يسلم من عواقبها أي عالم مهما كان متقدماً أو محاطاً بأية محصنات طبيعية (11 سبتمبر مثلاً). والمؤكد أن العدل الاجتماعي يكون كارثياً إن لم يتأسس على وفرة في الإنتاج (العلم والعمل والتعليم والصحة والتنمية المستدامة). العالم مترابط ومتفاعل، يؤثر ما يحدث في أقصاه على أدناه. والعالم متغير وغير ساكن ولنا أن نفتش أين بقي على حاله ما عهدناه أو عهده آباؤنا وأجدادنا، النهر لا يجري إلى الوراء والثمار لا تسقط إلى الأعلى. والعالم لا يتغير إلا ببطء لكنه يتغير وليجرب من في رأسه يبس أن يعاكس التيار. * سكرتير النادي الأدبي بالرياض سابقاً