×
محافظة المنطقة الشرقية

مدير عام الشئون الصحية بمنطقة مكة المكرمة يدشن جهاز (ELLIPSE MULTIFLEX )

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي بعد تسلم نيجيرفان بارزاني رئاســة الوزراء في كردستان العراق وجدت القيادة السياسية الكردية ضرورة مساهمة قطاعات الطاقة الكردية في عمليات التخطيط والإعمار للارتكاز على بناء الدولة الكردية وربط حلفاء العمل السياسي بالمصالح الاقتصادية للأكراد، لكن وفق خطوات وتكتيكات متأنية على المديين المتوسط والطويل، بحيث تكون عائدات البترول في كردســـتان المصدر الأول لمـــواجهة الأزمات المقبلة والرهانات الـــسياسية التي تلوح في الأفق، خصوصاً تلك التي تفتعلها بغداد، بحيث يتحتم على حكومة كردستان توفير الطاقة اللازمة ومحاولة الوصول الى أعلى طاقة انتاجية، وتســـتثمر في ســـبيل ذلك مــبالغ مالية ضخمة، مستهدفة بذلك تحول احتياطــاتها من النفط والغاز والمصادر الأخرى إلى احتياطات نقدية تســـتخدم في علمية التنمية والتطوير والتوسع لكل القطاعات الإنتاجية والخدمية، خصوصاً بعد قطع موازنة الإقليم من قبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وهنا بدت الصورة أمام ساسة بغداد شائكة للغاية وغير قابلة للهضم، بسبب العفن السياسي وقصر النظر وإخفاقاتهم المتكررة في ميدان الطاقة، خصوصاً في فترة تولي الشهرستاني حقيبة وزارة النفط بحيث وصفت سياساته النفطية بالفاشلة، في وقت تسبق الحكومة العراقية حكومة كردستان في هذا المجال وبما يقرب مئة عام. وتبدو الصورة أكثر تعقيداً عند النظر إلى النجاحات الكبيرة التي حققها الإقليم الكردي في ظل الخطط النفـــطية التي أعدها ونفذها نيجـــيرفان بارزاني المنفذ والمهندس الأول على المستوى الكردستاني في تحويل الاحتياطات إلى وفورات مالية كبيرة، في وقت يعتبر الاستخدام الأمثل لهذه الموارد المالية وبهذه السرعة الفائقة التحدي الأكبر لكردستان، في مواجهة اللاءات المتكررة لوزارة النفط العراقية التي لا تدفع ماعليها من مستحقات للشركات النفطية العاملة في كردستان. ان إعلان حجم احتياطات النفط في كردستان العراق جعلت الشركات العالمية تسارع الخطى للحصول على الكعكة الكردية، بعكس بغداد التي تعاني من انفلات الوضع الأمني الذي عرقل عمل الشركات العاملة في العراق في كل قطاعات الحياة، على عكس كردستان التي تقاطرت اليها شركات نفطية عالمية كثيرة وبات الجميع يبحث عن موطئ قدم للفوز بحصة من الثروات الاحتياطية فيها. ان مؤشرات النجاح الكردي في مجال الذهب الأسود كان على يد نيجيرفان بارزاني بصفته الراعي الأول للملف النفطي في اقليم كردستان والذي وضع لوائح أهداف متوازنة لاستخراج البترول وفق مؤشرات رئيسة من طريق تكليف خبير متخصص هو آشتي هورامي وزير الثروات الطبيعية الذي حرص على ادارة التخطيط القائمة على أفضل التجارب المشابهة المتفوقة في قطاع الطاقة. كما وضع نيجيرفان خططاً استراتيجية مفصلة للسنوات المقبلة، ما يبشر بتقليص حاجة الإقليم لبغداد في السنوات العجاف التي تتجه العلاقة فيها بين بغداد وإربيل الى فتور مزمن على المستوى الديبلوماسي والسياسي والاقتصادي. تبدو الصورة الآن واضحة جداً في التفاف الحكومة الاتحادية على الاتفاقات المبرمة بين اربيل وبغداد، كما أكد أخيراً نيجيرفان وهو يتحدث عن الملفات العالقة بين الطرفين، مؤكداً أنهم شاركوا في بناء العراق الحديث على أساس ثلاثة مبادىء: الشراكة والتوافق، والمشاركة الفعلية في القرار السياسي، معاتباً طريقة نوري المالكي في التفكير التي هي أقرب الى التسلط والهيمنة ورفض شركائه في القرار السياسي، لأن المالكي يرى ان استقرار القطاع النفطي في كردستان وتقدمه لا يسران الســلطات الاتحادية لأن بغداد لا تزال هذه اللحظة تحكمها العقلية الأمنية، كما كانت في عهد صدام، وهو تصور التآمر على الشيء قبل بدايته! علماً أن الحكومة العراقية تحتفظ بسوابق كثيرة في نقض الوعود مع الحركة الكردية وعدم تنفيذ الاتفاقات المبرمة، ما يقودنا الى الانقسام والتجزئة. وفي ظل هذا الانكماش والتأزم المســتمرين في علاقة الجانبين يمكن الاعـــتقاد بأن الوصول إلى اتفاق بين الطرفين غير وارد في ظل انعدام الثقة وأطماع بعض الأطراف الأخرى، لأن هناك مجموعات داخل ائتلاف دولة القانون الحاكمة غير راغبة في الوصول إلى اتفاق مع الإقليم لأسباب كثيرة. ومع مرور الوقت وتداخل الأجندات الداخلية والإقليمية، خصوصاً الأجندة الإيرانية، فإن المساعي ستقود إلى فشل الاتفـــاق والعودة الى مربع تراشق الاتهامات. إن البترول الكردي سلعة استراتيجية ستتمحور حولها الاستراتيجية الكردية بشقيها الاقتصادي والسياسي، كأحد مقومات بناء الدولة الكردية التي تشق الآن طريقها.