×
محافظة المنطقة الشرقية

الزامل: الاستثمارات الأجنبية يجب أن تتناسب مع إمكانات وأهمية الاقتصاد الوطني

صورة الخبر

بيروت: فيفيان حداد أطلق الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) وبالتعاون مع «صندوق الأمير كلاوس» و«مؤسسة ماغنوم»، برنامجه الفني بعنوان «التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي». وحملت المناسبة التي أعلن عنها في مؤتمر صحافي عقد في فندق «هوليداي - إن» المدمر وسط بيروت، أسماء الفائزين بمنح الدورة الأولى من هذا البرنامج. ففي أجواء مغايرة تماما عن التي تشهدها بيروت عادة، اجتمعت فيها تناقضات بارزة ما بين لبنان الحرب والسلم، ومن على تيراس (سطيحة) الطابق الأول من فندق «الهوليداي - إن» المدمر وسط بيروت الواقع خلف فندق فينيسيا الحيوي، اجتمع أهل الصحافة والإعلام لنقل وقائع هذا الحدث الذي يجري لأول مرة في لبنان والعالم العربي. وتتيح هذه المنح التي تشمل الدعمين المادي والتوجيهي لعشرة مصورين فوتوغرافيين عرب فازوا بها، تنفيذ مشاريع تصوير توثيقية تروي سرديات مهمة من العالم العربي، كما تهدف إلى تنمية هذا النمط التصويري الذي يعاني من محدودية في المنطقة. وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أكد المدير التنفيذي لـ«آفاق» أسامة الرفاعي، أن هذه الخطوات من شأنها أن تعزز الصورة الفوتوغرافية التوثيقية في منطقتنا، بعد أن اقتصرت شهرتها على الصور الفوتوغرافية للإعلام المكتوب. وقال: «لقد أنفقنا على هذا المشروع مبلغ 2.5 مليون دولار، فرغبنا أيضا ومن خلاله إعطاء الدعم لمصورين هواة ولآخرين محترفين تتلكأ حكومات بلادهم في مساندتهم ماديا وتقنيا». وأشار أسامة الرفاعي إلى أن القيمين على البرنامج اختاروا هذا الموقع بالذات (سان شارل سيتي سنتر) المتفرع من فندق «هوليداي - إن» المدمر وسط بيروت، للرمزية التي يحملها من حقبة جميلة لهذه المدينة، ولأهمية مركزه الجغرافي رغم دماره، وقال: «صحيح أن هذا المكان مليء بالدمار، ولكن ما هي الأشياء أو القيم الموجودة حولنا التي لم يلحظها الدمار بعد؟». أما لجنة التحكيم التي أشرفت على اختيار الفائزين بالمنح، فهي مؤلفة من اللبنانية زينة عريضة (مديرة المؤسسة العربية للصورة)، وسوزان مايسلاس (مصورة فوتوغرافية وثائقية أميركية) عن مؤسسة «ماغنوم» وكايلن ويلسون – غولدي (كاتبة وناقدة مقيمة في بيروت). تلقى المنظمون 84 طلبا من ستة عشر بلدا عربيا، اختير منها عشرة فائزين وهم ناتالي نقاش (لبنان)، وأميرة الشريف (اليمن)، وإيمان بدر وحمادة الرسام ومحمود النجمي (مصر)، وفيصل الفوزان (الكويت)، وعمر إمام (سوريا)، وريم فالكناز (الإمارات العربية)، وسمر حازبون (فلسطين)، وزارا سميري (المغرب). ويستمر هذا البرنامج لثمانية عشر شهرا تتخلله ورشتا عمل توجيهية ستقام في كل من بيروت والقاهرة. أما المواضيع التي سيعالجها الفائزون في أعمالهم الفوتوغرافية التصويرية التوثيقية، فهي تتناول مشاهد مختلفة من المجتمعات العربية كحقوق المرأة والتحرش الجنسي والسلم والحرب والمجتمع السوري النازح، والأمازون المغربي، وغيرها من المواضيع التي تسلط الضوء بالصورة الفوتوغرافية على تفاصيل يوميات المواطن العربي، فتنطبع بالذاكرة من خلال عدسة الكاميرا من ناحية وفكر مستخدمها من ناحية ثانية. عضو لجنة التحكيم في البرنامج زينة عريضة، قالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن أكثر ما شددت عليه وزملاؤها في اللجنة هو عنصر المفاجأة. وأضافت: «بالطبع، إن ما تنقله عين المصور بموازاة عملية تفكيره خلالها تشكل العنصر الأساسي لاختيار المصور الناجح، وأضفنا إليها عنصرا آخر بنفس الأهمية ألا وهو ما يمكن أن يفاجئنا به». وأضافت: «العلاقة بالصورة تطورت كثيرا في الآونة الأخيرة، ولعبت الثقافة البصرية التي يتمتع بها جيل الشباب اليوم، دورا مهما من خلال اختراعات التكنولوجيا المتطورة، فسهلت عليه القيام بهذه المهمة من خلال كاميرات التصوير الديجيتال أو الهواتف الجوالة، لكن ذلك لا يلغي معادلة استخدام التقنية المحترفة زائد التفكير في كيفية التقاط الصورة، والغوص فيها من أجل تقديم الأفضل في هذا الإطار». ناتالي نقاش اللبنانية الوحيدة الفائزة بهذه المنحة أبدت في حديث لـ«الشرق الأوسط» سعادتها بالفوز، وخصوصا أنها عادت إلى لبنان منذ فترة قصيرة بعد أن درست وعملت في العاصمة البريطانية، وقالت: «لا أدري كيف بإمكاني التعبير عن فرحتي هذه، فجميع أصدقائي انتقدوا عودتي إلى لبنان في الوقت الذي يقومون فيه بجهد كبير لمغادرته، فأنا أعشق بلدي، كما أجده حقلا خصبا لممارسة التصوير الفوتوغرافي نظرا للكم الكبير من المواضيع التي يحتضنها، إن في طبيعته أو في مجتمعه». وكانت ناتالي قد اختارت موضوعا جديدا لتناوله بصورها الفوتوغرافية التوثيقية ضمن البرنامج المذكور، وهو يدور حول يوميات المجتمع السوري اللاجئ من الطبقة الوسطى في لبنان، بعيدا عن المعاناة والمشقات التي يواجهها. وأوضحت قائلة: «لقد رغبت في نقل صورة أخرى عن هؤلاء النازحين تختلف تماما عن تلك التي حاصرتنا بها وسائل الإعلام عامة، فصحيح أنهم متعبون ومثقلون بالمشكلات، ولكن ذلك لم يمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية مثلنا تماما، فهم يتزوجون ويحتفلون بالخطوبة وبأعياد ميلاد أطفالهم ويتنزهون، كما أنهم بنفس الوقت يدفنون أمواتهم ويتحملون انزعاج الآخرين من وجودهم على أرضهم، وأنا سأنقل هذه التفاصيل التي ستبرز الوجه الآخر للنازح السوري في لبنان والعالم، مما قد يسهم في تقبلهم بإيجابية من الآخرين». أما الهدف الأساسي الذي تعمل من أجله في مهنتها كمصورة صحافية كما ذكرت لنا، فهو تعريف الناس على ما لم يسبق أن شاهدوه من قبل من خلال الصورة الفوتوغرافية. أما السوري عمر إمام فعد أن مشاركته في هذا البرنامج، ستفتح أمامه دون شك آفاقا واسعة في مجال التصوير الفوتوغرافي وغيره. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أنا أقيم في لبنان منذ أكثر من عام ولاحظت من خلال اطلاعي على المخيمات التي تستضيف النازحين السوريين في لبنان أو غيره، إنهم يرغبون في رصد اهتمامات أخرى بهم لا تنحصر فقط بالمساعدات المادية وما شابهها، بل أيضا بمتطلبات أساسية لتكملة حياتهم الطبيعية، فالعاطفة والحب والحنان أحاسيس هم بحاجة إليها، خصوصا في وضعهم الحالي غير المستقر اجتماعيا، فهم انسلخوا عن أرضهم ومنازلهم وروتين حياتهم اليومي مما ولد لديهم عدم توازن عاطفي، فبشكل عام سأسلط الضوء على هذا الموضوع الذي يعاني منه السوريون النازحون من رجال ونساء».