×
محافظة المنطقة الشرقية

د. أحمد بن سليمان العسكر : باحثونا يعملون مع نظرائهم لمكافحة الأمراض الوبائية

صورة الخبر

الرباط: صفاء الصبري أسدل كل من الفنان السعودي محمد عبده والفنانة الأميركية أليشيا كيز الستار على فعاليات مهرجان موازين لإيقاعات العالم، في نسخته الـ13، في حفلين قسما جمهور مدينة الرباط بين عشاق الطرب الخليجي وموسيقى «آر أند بي» و«السول». وأحيت الفنانة الأميركية أليشيا كيز الحفل أمام جمهور حاشد عاشق لموسيقى الـ«آر أند بي» ولصوت أليشيا الذي يعد من أقوى الأصوات في عالم الغناء، واستهلت العرض بأغنية «نيويورك»، المدينة التي تنحدر منها، وواكب أداءها عرض شريط فيديو تجول بجمهور موازين في حي «مانهاتن»، انطلاقا من جسر بروكلين الشهير. وسبحت كيز بالجماهير الغفيرة إلى عوالم الرومانسية، بباقة من أغانيها الناجحة من قبيل «كارما»، و«يو دونت نو ماي نايم»، التي بدأتها بتجسيد مكالمة هاتفية مع حبيبها الذي لا يعرف حتى اسمها، وأخبرته بوجودها في المغرب وتطلعها لرؤيته في حفلها، مواصلة تألقها بأداء أغاني «ليسن تو يور هارت»، و«تراي سليبين ويذ أبروكن هارت»، و«ليميتدلس»، و«كام باك» و«لايك يو ويل نيفر سي مي أغان»، رافقتها بعزفها المتفرد على البيانو، كما اعتادت في جل حفلاتها حول العالم. وقالت كيز مخاطبة الجمهور: «أنا فخورة بوجودي بالرباط، وسعيدة بجمهوري المغربي، وأود لو تبادلونني الإحساس نفسه الليلة»، وأضافت: «من الرائع الوجود بالمغرب ولقاء جمهور الرباط، وأود أن أشكركم على الحب الذي بادلتموني به سواء في الشارع أو هنا على المسرح». واحتفظت النجمة المتوجة بـ12 جائزة غرامي، بأجمل أغانيها إلى الربع ساعة الأخير من الحفل، حيث أهدت الجمهور المتعطش للإيقاع الهادئ والكلمة المعبرة أغنيتها المفضلة «هاو كام يو دونت كول مي»، التي انتهى أداؤها بارتفاع أضواء الهواتف الجوالة منيرة سماء منصة السويسي، قبل أن تبشر بيوم جديد من الاحتفال مع أغنيتها «نيو داي»، وأغنيتها الأشهر «غيرل أون فاير»، قبل أن تنهي عرضها بالطريقة ذاتها التي بدأت بها الحفل؛ بأغنية «نيويورك». وأوضحت كيز خلال مؤتمر صحافي بدار الفنون قبيل الحفل، أن ألبومها المقبل يعد أفضل عمل أنجزته حتى الآن في مسيرتها الفنية. وأوضحت أن هذا الألبوم، الذي يعكس بشكل أكبر اهتماماتها وأهدافها ويفتح حوارا جديدا حول الأشياء التي تواجه الناس في عالم اليوم، سيفتح «صفحة جديدة» بالنسبة إليها. وأبرزت أن ألبومها المقبل سيعود إلى روح موسيقى «السول» ويثبت أن هذا اللون الفني «ما زال حيا»، وعدت أن موسيقى «السول» أقرب إلى شعور منه إلى جنس موسيقي جامد، وأن أجمل ما فيه هو الإمكانية التي يتيحها للفنان للغوص في أعماق روحه وتمكين الناس من سبر أغوار أرواحهم. وأعربت كيز عن فخرها بالمشاركة في آخر عمل للفنانة العالمية الراحلة ويتني هيوستن، مبرزة أنها كانت كبيرة بالعمل وببناء علاقة صداقة وأخوة مع شخصية شكلت بالنسبة إليها وباقي فناني جيلها مثلا أعلى. وفي معرض ردها على سؤال بخصوص متطلبات الصناعة الموسيقية اليوم، وجنوحها نحو تقديم جسد المرأة على حساب موهبتها الفنية، رأت أن هذا التوجه الذي تعزز بشكل لافت خلال الـ50 سنة الماضية يعد سمة مشتركة مع باقي الصناعات الأخرى التي تركز على الصورة، مشددة على أن «أساليب التحايل عمرها قصير، وأن الموهبة هي التي تدوم». وتُعَد الفنانة أليشيا كيز علامة بارزة في سماء موسيقى «السول» و«آر أند بي»، حيث باعت أكثر من 30 مليون أسطوانة، علاوة عن احتلالها للمرتبة الخامسة في تصنيف أحسن مغني أسلوب «آر أند بي» وأسلوب الـ«هيب هوب». وفي المنصة الشرقية للمهرجان، عرف حفل فنان العرب محمد عبده حضورا جماهيريا فريدا من عشاق الطرب الخليجي بالرباط الذين يكنون للفنان السعودي مكانة خاصة، ورددوا معه جل أغانيه التي قدمها خلال الحفل. وزاوج محمد عبده خلال في الحفل بين قصائد فصيحة معتقة وزجل خليجي راقٍ، من قبيل «شبيه الريح» التي دشن بها الحفل، وصولا إلى رائعته «الأماكن» التي ارتفعت بها حرارة التفاعل بين الفنان وجمهوره، مرورا بـ«اختلفنا»، و«لنا الله»، و«بنت النور». وأحيا محمد عبده حفله مرفوقا بفرقة موسيقية مغربية بقيادة المايسترو عبد الرحيم منتصر، المعروف في الوسط الموسيقي الخليجي، مع انضمام عناصر موسيقية سعودية، خصوصا على الإيقاع وفي الكورال. ولم يفت الفنان السعودي المخضرم أن يؤدي القطعة المعروفة التي تمجد أرض المغرب وحضارته ومعالمه، بمطلعها العاشق «ودع اليأس وسافر واغرب، واشتر الحسن بأرض المغرب». هدية لعشاقه بالرباط والمغرب. وقال الفنان السعودي خلال مؤتمر صحافي بمناسبة الحفل إن شغف جمهور الخليج وفنانيه بالأغنية المغربية وإيقاعاتها امتداد لذاكرة تاريخية مشتركة عريقة. وأوضح أن التفاعل الفني الخليجي المغربي يجد أصوله في عهد الفتوحات الإسلامية وهجرات القبائل من الجزيرة العربية إلى المغرب، حاملة إيقاعاتها وأهازيجها. وأضاف «فنان العرب»، الذي اختتم فعاليات المنصة الشرقية للمهرجان، أن الفنانين المعاصرين في الخليج انطلقوا من هذه القاعدة التراثية المشتركة، وفتنتهم الإيقاعات المغربية، وأعجبوا بأسماء كبيرة من حجم الفنان عبد الوهاب الدكالي، الذي قال إنه يحمل «رائحة التربة المغربية الأصيلة». وكشف محمد عبده خلال الندوة عن مشروع مشترك مع عميد الأغنية المغربية الدكالي، لإصدار عمل غنائي ذي طابع روحي على نمط «الغناء المكي» الذي يبتدئ بالصلاة على النبي الكريم والذكر قبل الدخول إلى القصيدة، وذكر بأنه جرى الاتفاق مع الدكالي على هذا المشروع بمناسبة مهرجان فاس للموسيقى الروحية، وتأجل لدواعٍ صحية، لكنه أكد العزم على استئناف العمل مستقبلا. وعن وضع فنان من الزمن الكلاسيكي في مشهد فني تسيطر عليه الإيقاعات السريعة، أكد عبده أن هذا الالتباس في المشهد الغنائي العربي يزيده تمسكا بالفن الذي تربى عليه، مضيفا أن من يستسلم للإحباط هو من لا يملك جديدا يقدمه للناس، وأكد رهانه على مواصلة الإبداع في اللون الكلاسيكي الخفيف الذي يقع متوسطا بين الإيقاع التراثي الثقيل والإيقاعات السريعة التي تغزو الساحة حاليا. وبخصوص مستقبل الأغنية الخليجية، شدد عبده على أن الكلمة القوية هي نقطة تميز هذه المدرسة وينبغي الحفاظ عليها، بدل التركيز فقط على استلهام الأشكال الموسيقية الجديدة. ومن جهة ثانية، عد المطرب السعودي أن البنية الاقتصادية القوية دعامة حاسمة لازدهار الصناعة الفنية وبروز أسماء جديدة، وهو ما يفسر جاذبية منطقة الخليج لمجموعات من أبرز الأصوات العربية، التي تقبل على أداء اللون الخليجي والاستفادة من رعاية كبريات المؤسسات الإنتاجية. وأحيا قبيل حفل الفنان السعودي المطرب بالمنصة نفسها المخصصة للأغنية الشرقية المغربي الشاب يوسف كلزيم حفله الأول، ضمن مهرجان موازين لإيقاعات العالم، وهو خريج برنامج المواهب المغربي «استوديو دوزيم» لعام 2012. ولاقى كلزيم ترحيبا خاصا من الجمهور الذي حضر الحفل كونه ابن مدينة الرباط. واختار كلزيم باقة من الأغاني المغربية الخالدة، من قبيل «بنت بلادي» و«زين لي عطاك الله»، وأغنية الفنان حسين الجاسمي «واك دلالي» باللهجة المغربية، وختم بالأغنية الشهيرة «جنة جنة». وأهدى الفنان الشاب لجمهور مدينته أغنيته الجديدة بعنوان «هدا ما كان» من ألحان رضوان البيري، وتوزيع رشيد محمد علي وعماد غيري، التي يؤديها لأول مرة على الإطلاق، بعد الانتهاء من تسجيلها.