مصر التي كانت تواجه إفلاسا أمنيا واقتصاديا وسياسيا، استطاعت أن تنتصر لنفسها ومع إسقاط حكم الاخوان، نجحت في إيقاف سرطان التفتيت وتشويه الهوية واستنهاض همم أبنائها، وأنجزت استحقاقين مفصليين من خارطة طريق المستقبل والثالث في الطريق. مصر بجيشها وشرطتها وضعت دستورا يليق بها واختارت رئيسا لها استدعته فأطاع أمرها. مصر الجديدة وهي على أعتاب الجمهورية الثالثة برئيسها الذي اختارته بإرادتها. كيف تكون صورتها وكيف ستتشكل ملامحها ؟.. سؤال طرحته «عكاظ» على عدد من السياسيين في أول يوم من ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، قال: إن مصر الجديدة تسير في طريق تحدي الأخطار الجسام وأبرزها الإرهاب باتخاذ خطوات عملية وقانونية، وإجراءات سياسية على الأرض لامتصاص أي غاضب من شبابها بسبب سوء فهم أو فكر مغلوط، القضاء على بؤر الإرهاب وتجفيف منابعه. وأضاف: إن أبرز ملامح مصر في عهدها الجديد، تحول البلاد إلي خلية نحل من العمل الدؤوب لمواجهة تحديات الملف الاقتصادي عبر تنفيذ خطط قصيرة ومتوسطة الأجل. ويلتقط مساعد رئيس حزب النور لشؤون الإعلام نادر بكار، طرف الخيط مؤكدا أن مصر في عهد الرئيس السيسي ستشهد جهودا مخلصة لتحقيق وفاق مجتمعي يقاوم أية محاولات لتقسيم المجتمع فكريا أو مذهبيا، متوقعا أن تبذل الجهود الكبيرة لاحتواء الشباب بدمجهم في المجتمع وفتح أبواب جديدة لسوق العمل تحتوي طاقاتهم في بناء مصر الجديدة. ويرى حازم عبد العظيم، منسق لجنة الشباب في حملة السيسي، أن أبرز ماسيميز السياسة المصرية خلال المرحلة المقبلة هو استقلال القرار المصري داخليا، وهو ما يتطلب القدرة على مواجهة تحديات الإرهاب حتى يستعيد الشارع أمنه واستقراره، مؤكدا بدء خطوات سريعة نحو تحقيق التنمية الاقتصادية التي تعالج أزمات بطالة الشباب ومشكلات الفقر. مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية الدكتور حسن أبو طالب، رأى أن مصر بعد تنصيب السيسي لابد من أن تدخل مرحلة الاستقرار السياسي كشرط أساس للخروج من عنق زجاجة الفقر والأزمة الاقتصادية الخانقة، معتبرا أن تحقيق نتائج ملموسة على الأرض من شأنه أن يقضي على حالة الاحتقان بين أطياف الشباب، وهذه العدالة تتحقق أولا باستعادة الأمن والقضاء على الإرهاب ومحاربة الفساد والبيروقراطية. بدوره أكد استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة، قدرة السيسي على إدارة ملفات التحديات الأمنية والاقتصادية بجدية، إذ يمتلك رؤية واضحة تجاه هذه الملفات. وتوقع أن تشهد مصر جهودا عملية في تحقيق الاستقرار السياسي كمحطة انطلاق رئيسة لبدء التنمية وتحقيق مطالب أهداف ثورة المصريين المتمثلة في تحقيق العدالة الاجتماعية وهو ما يتطلب القضاء على الفساد. وتمنى رئيس حزب التحالف الوطني الاشتراكي عبد الغفار شكر، أن تكون مصر في عهد الرئيس السيسي بلدا مستقرا يتمتع شعبه بالأمان وينجح في استعادة نموه الاقتصادي بدون أن يكون ذلك على حساب الحريات الشخصية للمواطن مع عودة العدالة الاجتماعية وأن يكون للشعب اليد العليا في اختيار من يحكمه ويدير شؤونه.. أما رئيس حزب النور يونس مخيون، فقال إنه ينتظر تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع البلاد، إعلاء شأن حقوق الإنسان، تطهير مؤسسات الدولة من الفساد وعدم السماح لرموز الأنظمة السابقة بالعودة. وأضاف: إن أبرز ما يأمله هو تحقيق وفاق وطني واستعادة لحمة الشعب المصري العريق وتحقيق العدالة الاجتماعية والانحياز للمهمشين والفقراء، وإرساء مبدأ تداول السلطة.