لا نعلم ما الذي يخطط له وزير الصحة المكلف عادل فقيه كي يحدث تغييرات مؤثرة على صعيد تقدم الصحة في البلاد؟، ولكن وزارته مطالبة بالتأكيد فور انتهائها ـ بإذن الله ـ من مواجهة فيروس الكورونا أن تتخذ إجراءات سريعة للحد من الأخطاء الطبية التي تزايدت بشكل ملحوظ في الأعوام الأخيرة سواء في المستشفيات الحكومية أو المستشفيات الخاصة، وكي يفتح معاليه هذا الملف الشائك الذي تتداخل فيه المقصات بأمعاء الضحايا لشيء من التفاؤل فسوف نحدثه عن خطأ طبي جميل وظريف رغم ما تخلله من لحظات مرعبة، وهو يبعث الأمل بإمكانية أن تصحح الأخطاء الطبية نفسها بحيث يحدث خطأ داخل الخطأ ذاته فيحصل المريض على النتيجة الصحيحة!. هذا الخطأ الجميل حدث في مستشفى جازان العام الذي يحمل سجلا زاخرا بالأخطاء الطبية القاتلة التي ذاع صيتها في كل أرجاء البلاد، فهو ذات المستشفى الذي شهد نقل دم ملوث بالإيدز إلى الطفلة ريهام بالخطأ، ولكن خطأه هذه المرة جاء في الاتجاه المعاكس حيث تم الاتصال بذوي مريض منوم في العناية المركزة لإبلاغهم بوفاته، فسيطرت عليهم بالطبع مشاهد الحزن وذهبوا إلى المستشفى وهم يستعيدون ذكرياتهم مع فقيدهم ولكن ما أن وطئت أقدامهم أرض المستشفى حتى شاهدوه بشحمه ولحمه حيا يرزق بل أنه يتماثل للشفاء، حيث اتضح أن المتوفى سبعيني كان منوما على السرير المجاور له في غرفة العناية المركزة!. تقول جريدة الوطن إن هذه المفاجأة تسببت في حالة استنفار بالمستشفى وفوضى عارمة كادت أن تصل إلى العراك، أما الناطق الإعلامي بصحة جازان فقد أكد حدوث هذا الخطأ وأشار إلى أن إدارة المستشفى قدمت اعتذارها عن هذا الخطأ غير المقصود لافتا إلى أنه سيتم تطبيق الإجراءات النظامية بحق المتسبب بهذا الخطأ. نسأل الله أن يرحم الميت والحي والحمد لله على كل حال، ولكن هذا الخطأ رغم نهايته السعيدة يبقى خطأ مؤلما جدا ومفجعا لأسرة المريض الذي لازال على قيد الحياة وهو أيضا خطأ مؤسف ومحزن بحق أسرة المريض الذي توفي ولم تبلغ شيئا عن وفاته، ومثل هذه الأخطاء الفادحة التي ما كان لها أن تحدث لو كان هناك القليل من التركيز الذي يحتاجه حدث جلل مثل وفاة مريض وعدم مواجهتها بالحزم والتقنية سوف يقودنا من مرحلة تبادل المواليد إلى مرحلة تبادل جثث المتوفين. عموما نشكر وزارة الصحة على ارتكاب موظفيها هذا الخطأ غير المقصود لأن بعضهم من الأفضل أن لا يفعل ما يقصده!، فهذا النوع من الموظفين يرتكب الأخطاء التافهة في كل وقت وكل حين دون أن يدرك القصد الإنساني قبل الوظيفي من وجوده في هذا المكان.