شعب الحضارة في حضرة أمير الثورة الفكرية العربية المعاصرة لن يعود للوراء بل سيمضي قاطعاً مسافات السنوات الضوئية متبوئاً ذروة العلم كترجمة صادقة لأول آية أنزلت : ( اقرأ ) ومن أكبر الدلالات وحسن الطالع إسناد أمر وزارة التربية والتعليم للقامة المناسبة والهامة الراسية فيد رسمت مزن أبها وأبدعت فتل جادليها، وارتقت تلقاء طائف الورد فأعاد نابغة شعرها وسحبان نثرها ، وعطر جبينه بين الحطيم وزمزم، فجعل من مكة ساعة يخر لها وقت العالمين، ويهرع إليها أطياف الضياء ساجدين، فهلهل جبالها وأخرج عشواءها لنور النظام والسلام، والتفت إلى جده الضنك والألم فكساها ثوب عروس يأتلق، حري به وهو قائد الفكر أن يزيح الصدأ عن مفاصل التعليم، ويميط لثام القصور عن مبسم التربية العتيق، ولعمري فلقد أحسن خادم الحرمين الشريفين الاختيار، وأسعد في القرار كعادته يرعاه الله وسمو ولي عهده الأمين، ونظراً لثاقب نظرة مليكنا الحبيب ولقطعه لسان كل خطيب بحد عطائه وتلمسه لحاجة أبنائه،أغدق في جانب التعليم بعامه وعاليه، فهناك أضخم مشروع عرفه التأريخ بابتعاث قرابة ( 150) ألف شعاع، يجوب قاعات العلم والمعرفة في مختلف القارات، وهنا ( 80 ) مليار حلم تبعث الروح في جسد التربية لترفرف راية العلم والعمل خفاقة كما رفعها الشيخ والأمام قبل مئات السنين، وكما افترت شفتا المؤسس سروراً وهو يصف الحبر ذات جولة على قاعات الدرس بأنه : عطر . إن الحمل ثقيل والحلم جميل، والأمل سماء لا سقف لها، فامض يا أمير الفكر والتربية راسخ القدمين، وضع خطوتك نهاية نظرك، وأفرد أشرعة مركب عملك، فنحن رجالك ولو مخرت بنا عباب الهول ستجد فينا بإذن الله الحول والطول، فما أسعدنا بوزارة ( الثمانين ) ملياراً، وما أعظم القادم في سفر وطن التوحيد والإنجاز والإعجاز.