×
محافظة المنطقة الشرقية

أمير المنطقة الشرقية يدشن عدد من المشاريع الأمنية بشرطة “الشر”‏

صورة الخبر

في الآونة الأخيرة، دأبت «الدار العربية للعلوم- ناشرون» على تقديم ترجمات لكتب طبيّة يجمع بينها أنها تتوجّه إلى الجمهور الواسع غير المتخصّص، ومؤلّفيها ممن يجمعون التمرّس في الطب مع القدرة على التعبير عن الثقافة الطبيّة بطريقة مباشرة وسهلة، ويكون عدد صفحاتها غير «مرعب» للقارئ، والأهم أنها تتناول مسائل طبيّة محدّدة تعبّر عن مشاغل بارزة وملحة لدى شريحة واسعة من الناس. يندرج في إطار تلك الكتب «تجديد الشباب - نقض الشيخوخة، إحياء الخلايا واستعادة الحيوية» للبروفسور الياباني هيرومي شينيا (ترجمة الدكتور حسّان قمحية) و»الطب النفسي التطبيقي/ الإجرائي» للاختصاصيين الأميركيين باربرا فاديم وستيفن سمرنج (ترجمة د. عبد العلي الجسماني ود. عمار الجسماني) و»عقل دائم الشباب- منع شيخوخة الدماغ وأمراضه» للبروفسور الأميركي وليام تيبت (ترجمة مروان سعد الدين). وعلى غرار إصدارات «الدار العربية للعلوم»، تتوافر الكتب المذكورة على موقع المكتبة الإلكترونيّة «نيل وفرات.كوم» nwf.com.   قراءة رشيقة لعل الأحدث في تلك القائمة هو كتاب «دليل قصير لحياة طويلة» A SHORT GUIDE TO A LONG LIFE للبروفسور الأميركي ديفيد أغوس. من الناحية الشكليّة، يتميّز الكتاب بالبساطة والعملانيّة، وهو يقع في 190 صفحة من القطع الصغير، إذ لا يتوجّب قراءته كلّه للاستفادة منه، بل يمكن قراءته «بالتقسيط المريح». ومن الممكن اعتبـار أنه يتألف من قسمين غير متساويين. يتكوّن الأول من مقدّمة رشيقة في 22 صفحة، تقدّم الأفكار الأساسيّة التي يستند إليها الكتاب، بل أنه يقدّم نوعا من المنهج المبسّط وغير المُدّعي لكيفية فهم مسألة صحة الانسان ودوره في حفظها واستدامتها. بقول آخر، تتضمّن هذه المقدمة مرتكزات تساعد الفرد على أن يكون عنصراً فعّالاً في حفظ صحة جسده وعقله ونفسيته، بمعنى أن يكون هو من ينهض بمهمة الوقاية. وفي عصر المعلومات، تشمل تلك الوقاية طريقة التفكير في المعلومات التي تتدفق سيولاً عن الصحة، خصوصاً عبر التلفزة والانترنت، بما فيها تلك البطاقات التي تلصق على المنتجات الغذائية والمشروبات المتنوّعة والمأكولات المختلفة. هناك تشديد كبير في الكتاب على الدور المحوري الذي يلعبه التفكير والتخطيط والتدبير في الحفاظ على صحة الجسد والعقل، خصوصاً التفكير النقدي. وفي المقدمة، كما في معظم الكتاب، ينهال المؤلف أغوس، وهو من أبرز اختصاصيي السرطان في الولايات المتحدة، بمطرقة النقد على أوهام كثيرة، بداية من الصورة الزاهية عن تقدّم العلوم الطبية، ووصولاً إلى المعلومات السيئة التي تتدفق من شاشات الفضائيات والانترنت. ولا ينصّب أغوس نفسه مرجعاً فوق النقد، بل يدعو القارئ إلى ممارسة النقد على الكتاب نفسه، مشدّداً على أن أفضل نصحية طبيّة ربما تتعرض للنقد. ويبيّن أغــــوس أن العلم متغيّر باستمرار، مُشدّداً على عبارة «أفضل المعلومات المتوافرة الآن» لأنها تصف ما يستند إليه العلماء عندما يقدّمون مشورة معيّنة.   الجسد يتحدى الاختزال يرفض أغوس أفكاراً سائدة «منذ عقود (تحاول) اختزال فهمنا للجسد وانهياراته المحتملة في سبب محدّد» (ص 14). ويدعو إلى نظرة مغايرة تحث الناس على «النظر إلى صحتهم كشبكة معقدّة من العمليات التي لا يمكن تفسيرها» (ص14) بسلوك معين أو سبب وحيد بعينه. في السياق عينه، يشدّد أغوس على أنه لا توجد نصائح أبدية وخالدة ولا يطولها النقد. في المقابل، هناك أشياء ترسخها الممارسة، فتبقى صالحة لمدّة طويلة بمعنى أنها تظل صحيحة إلى أن يثبت العلم أنها لم تعد صحيحة (ص 19 و20). وضمن تلـــك الـصورة اـلمتـــحرّكة عينها أن الكتاب يفتتــح علـــى نــــص للطبيب اليوناني الأشهر أبـــوقراط، وفــيه نصائح ما زالت صالحة لحد الآن، وهـــي صـــدرت قبل ما يزيد على ألفي عام (ص 5). الكتاب جدير بالقراءة، مع الإشارة إلى أنه يجمع المتعة والفائدة بطريقة مشوّقة. علوم وتكنولوجيا