--> أتعجب حين أرى بعض العاطفيين وهم يطالبون بتكريم شعراء وصحفيين قدامى في الساحة الشعبية معللين ذلك بعامل السن والفترة الطويلة التي قضاها هؤلاء في خدمة الشعر والأدب. وحقيقة.. إنهم مشكورون على هذا التفكير الإيجابي، ولكن الملاحظ هنا أن البعض يطرح أسماء لا يعرف حقيقتها وأنها لم تقدّم شيئًا للشعر والشعراء وللساحة الشعبية بشكل عام سوى الإثارة الرخيصة طوال سنوات سابقة، حيث ساروا بطريقة خالف تُعرف، وحاربوا الكثير من الأسماء الشعرية المهمة التي اضطرت لأن تترك الجمل بما حمل حتى لا تتصادم معهم وأن تنسحب من الساحة وتتركها في فتراتٍ سابقة. فطريقة تلك الفئة كانت منفرة جدًا ولا يقبلها شاعر عاقل يريد أن يطرح ما لديه من فكر وإبداع، بل إنهم حاربوا كل مبدع وتمادوا في غيّهم حتى وان لم يجدوا أحدًا ليحاربوه افتعلوا قضايا بين بعضهم البعض من اجل التسليط الاعلامي لا اكثر. بعد أن عاث أولئك في ساحة الشعر الشعبي يعودون للظهور مجددًا ولكن عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ ليمارسوا دور الأساتذة والمثقفين رغم أنهم بعيدون كل البعد عن الثقافة. وبعد كل تلك السنوات وبعد أن عاث أولئك في ساحة الشعر الشعبي يعودون للظهور مجددًا ولكن عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ ليمارسوا دور الأساتذة والمثقفين رغم انهم بعيدون كل البُعد عن الثقافة، فلا يوجد لأحدهم إصدار أدبي او نقدي واحد يثبت نفسه من خلاله رغم السنوات الطويلة التي استطاعوا البقاء فيها بساحة فرحت كثيرًا عندما رأتهم يخرجون منها. حقيقة هؤلاء أنهم كرّسوا انفسهم سنوات طويلة للإثارة والاساءة والتحجيم وإيهام القارئ بأنهم الافضل والأجدر والأقدر، وعودتهم الحالية أوهمت البعض بأنهم فعلًا كانوا الافضل والأقدر والأجدر. لن أذهب بعيدًا فيكفي أن تعرفوا أن منتديات الانترنت الأدبية التي ظهرت عام ٢٠٠٠ ساهمت في إعلان الكثير منهم الاعتزال احتجاجًا على ظهورها!!، والجميع يعرف أن المنتديات ورغم ما واجهته من حربٍ طاحنة ساهمت وبقوة في إبراز نجوم شعر حقيقيين لم يجدوا الفرصة عند هؤلاء. لذلك أقول: لا تصدقوا هياط مَن يدّعون أنهم كانوا عمالقة في ساحة الشعر والإعلام، ولا تطالبوا بتكريم من عمِل لكي يأكل الكعكة وحده، ولا تغركم التصنيفات التي وضعت على أسس خاطئة فمن عاش المرحلتين يعرف جيدًا من يستحق التكريم والتقدير ومَن لا يستحق. نعم نحن نريد تكريم مَن عمل بكل إخلاص الساحة، وليس مَن عمل على الخلاص من المبدعين؛ ليبقى وحده في الواجهة رغم أنه لا يملك من الإبداع شيئًا!. abdullah-shabnan@hotmail.com لا توجد كلمات دلالية لهذا المقال : -->