×
محافظة المنطقة الشرقية

يوم تثقيفي لـ”جنرال إلكتريك” في جامعة عفت

صورة الخبر

لا أستطيع أن أزعم بأنني مررت بمدن العالم أجمع.. ولكني في الوقت نفسه أقول وبكل ثقة إنني قمت برحلتين حول العالم مع كل من الشيخ أبو تراب الظاهري، والأستاذ محمد علي عطا الله (يرحمهما الله) كما يشهد الأخ فهد شبكشي أنه مرت بنا فترة من الزمن لم نكن نتوقف عن السفر إلى الخارج ما بين أسبوع وآخر. وفي أوروبا وبالذات فرنسا وألمانيا لم نتوقف خلال كل شهر بعد آخر عن الترحال مع العزيز الأستاذ حسين سجيني (رحمه الله). ورغم كل ذلك لم أكتب يوما عن رحلاتي لأنها تخصني وحدي ولم يكن هناك ما يجعلني أقارن بين الوضع فيما أشاهد وبين ما هو قائم في بلادي. لكنني في رحلتي الأخيرة إلى أمريكا وقفت على أشياء كم أتمنى لو تمت في بلادي. ففي واشنطن شاهدت سيارات تحفر وخلفها سيارات تردم ومن بعدها سيارات تحمل الأشجار لغرسها على الفور!! وفي شارع آخر في قلب واشنطن كانت «الجرافات» تجرش الشارع.. ومن خلفها سيارات تعيد السفلتة وأخرى تقوم برصف جوانب الشوارع. هذا في الوقت الذي تكشط الشوارع عندنا ثم يمضي شهر وثان وثالث دون أن تعيد البلدية سفلتـتـها حتى وإن انقطعت كفرات جميع السيارات. وإذا كنت يوم الثلاثاء الماضي قد تحدثت عن وضع المستشفى الذي تعالجت فيه بأمريكا والنتائج الطبية المطابقة لفحوصات وعلاجات المستشفى الذي تعالجت فيه بجدة ومهارة أطبائه فقد فاتني أن أذكر الصور الجميلة التي شاهدتها في مداخل وساحات ومصاعد المستشفى. شبابا كالورد.. وشيوخا يسيرون الهوينا.. وسيدات بعضهن في مطلع العمر وأخريات يسرن الهوينا.. وليس لأولئك أو هؤلاء من عمل إلا مساعدة المرضى والمراجعين من غير مرتب ولا منة. متعاونون يلبسون البدلة الزرقاء لتدل عليهم، والجميل في الأمر أنهم يسارعون نحو المريض أو المراجع لتقديم استعداداتهم لإعانتهم على إيصالهم إلى حيث يريدون.. أو مساعدتهم لما قد يحتاجون. أما الموقف الأخير فإنه يتجسد في قيام أصحاب القدرات المالية على تجهيز المستشفيات بأحدث المعدات، كما قام فرد واحد بإنشاء المبنى الجديد للمستشفى بعد أن مضى 150 عاما على المبنى الأول الذي أصبح معلما. ومما يذكر أن كل من يساهم بعمل لصالح المستشفى يتم وضع اسمه بالحروف البارزة على المنشأة، وهذا ما يجعل المتبرع يحرص على الدعم بالقدر الذي يتناسب وسمعته المالية. وهذا ما يجب أن نسير عليه هنا فالكثير من أصحاب الثروات الطائلة عندنا يكتفون عند الدعوة للتبرع لأي عمل خيري بما هو أقل من القليل ولكن لو كانت الجهة المستفيدة تذكر اسم المتبرع أو بالأصح تكتبه على جانب المبنى لما توانى المتبرع بتقديم ما يتناسب وحجم ثروته.. السطـر الأخـير: إذا قيل: إن التبرعات هناك تحسم من الضرائب. فلنحمد الله أن لا ضرائب عندنا مما يوجب علينا التنافس في التبرعات بما هو أكثر.