أكد البليونير بترو بوروشنكو الذي تولى مهامه اليوم السبت، على رأس اوكرانيا بعد فوزه من الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية، على إحلال السلام خلال ثلاثة اشهر في الشرق، الذي يشهد تمردا واشتباكات بين انفصاليين روس والجيش الاوكراني. وسيتولى بوروشنكو الرئاسة بعدما عزز موقعه بحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من اجل ايجاد مخرج لازمة لا سابق لها منذ انتهاء الحرب الباردة. واتفق بوروشنكو وبوتين على اطلاق المفاوضات اعتبارا من الاحد في كييف. وكان رجل الاعمال الثري الذي جمع ثروته من صناعة الشوكولا فاز بحوالى 54 في المئة من الاصوات من الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية التي جرت في 25 ايار (مايو). وبوروشنكو (48 عاما) يتمتع بإحترام كبير. وهو واحد من اغنى عشرة اشخاص في اوكرانيا ومن الشخصيات التي تتمتع بشعبية كبيرة في البلاد. وهو الوحيد من اصحاب الثروات الذي قدم دعمه للتظاهرات المؤيدة لاوروبا في اوكرانيا. وبوروشنكو المتخصص في العلاقات الاقتصادية الدولية، ليس مبتدئا في السياسة. فقد كان وزيرا للاقتصاد في حكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ووزيرا للخارجية ورئيسا للبنك المركزي في عهد فيكتور يوتشينكو الموالي للغرب. ومن خلال توزيع الشوكولا وتوجيه الانتقادات الى الفساد في اوكرانيا، كان بوروشنكو احد ركائز التظاهرات في ساحة الميدان. وعند اعلان ترشحه للانتخابات قال ان "الزمن الذي كان فيه رجال السياسة يكذبون على الشعب قد ولى". ونظرا لتجربته الحكومية السابقة ومعرفته بالمسائل الاقتصادية، يعتقد كثيرون انه قادر على انعاش اقتصاد الذي يواجه تراجعا مخيفا. ولم يتحدث بوروشنكو الا نادرا على منبر ساحة الاستقلال لكنه صعد الى جرافة "لتهدئة النفوس الغاضبة" المصممة على اقتحام الشريط الامني حول مقر الرئاسة، وسط هتافات اطلقها عليه المتشددون الذين رشقوه بالشوكولا وقطع نقود. وبوروشنكو هو ايضا الرجل الوحيد الذي توجه الى القرم للتفاوض مع القوات الموالية لروسيا التي كانت تحاصر البرلمان المحلي بعد سقوط يانوكوفيتش، قبل ان يطرده المتظاهرون. وقد وعد بـ "استعادة" شبه الجزيرة التي وافقت على التحاقها بروسيا خلال استفتاء اعتبره القسم الاكبر من المجموعة الدولية غير شرعي. ومنذ ذلك الحين ارتفعت شعبيته بشكل كبير واصبح المرشح الاوفر حظا متقدما على منافسته بطلة الثورة البرتقالية في 2004 يوليا تيموشنكو بفارق ثلاثين نقطة. وفي 2012، عينه يانوكوفيتش وزيرا للاقتصاد. وفي هذه السنة، انتخب نائبا في البرلمان بصفته مرشحا مستقلا وكان ينوي الترشح لرئاسة بلدية كييف قبل الازمة الراهنة. ويأخذ عليه معارضوه انه لا يملك اي فريق عمل وخلط بين السياسة والمصالح التجارية عندما كان في السلطة. وخلافا لمعظم الاثرياء في اوكرانيا الذين جمعوا ثرواتهم بصورة مفاجئة في سنوات الفوضى التي تلت سقوط الاتحاد السوفياتي، لا يدين بوروشنكو بثروته إلا لجهوده. فقد بدأ بوروشنكو، الذي يتحدر من بولغراد في الجنوب، ببيع حبوب الكاكاو ثم اشترى عددا من مصانع السكاكر التي جمعها في وقت لاحق في مصنع "روشن" العملاق في اوروبا الشرقية. وينتج هذا المصنع سنويا 450 الف طن من الشوكولا، كما يفيد موقعه على شبكة الانترنت. ويمتلك ايضا شركة لصنع السيارات والحافلات واخرى لبناء السفن وشبكة "قناة 5" التلفزيونية التي كانت في طليعة الشبكات المؤيدة للاحتجاجات على يانوكوفيتش. وثروة بوروشنكو التي تقدرها مجلة "فوربس" بـ 1,3 بليون دولار، تأثرت خلال الازمة مع روسيا التي منعت استيراد شوكولا "روشن" الشعبية، في خضم التفاوض بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي الذي يعد رجل الاعمال من ابرز مؤيديه. روسيا الازمة الاوكرانيةالرئيس الاوكرانيالانفصاليين