هناك تشابه كبير بين الإنسان والزجاج فكلاهما مادته الأساسية واحدة فالإنسان أصله من التراب وكذلك الزجاج المشتق من مادة "السليكا" المصهور ومن جزئياته الأساسية "الرمل" وبين الإثنين تشابه آخر فالزجاج يتكوّن ويأخذ شكله النهائي بعد تعريضه لدرجات الحرارة العالية وبعدها يأخذ شكله ولونه النهائي وهو يكون في أضعف حالاته حين "البرودة" وكذلك الإنسان فهو من ذوات الدم الحار وتشكله الظروف القاسية والخبرات المتراكمة والمعلومات المتعددة وكل هذه لا تأتي إلا بالحركة الدؤوبة وفي الحركة حرارة من نوع آخر وحين يكون الإنسان "باردا " فإنه إما ميّت حقيقة أو مجازا وفي المجاز يأتي ضعف الهمة وخنوع الطموح وسكون الحركة وبينهما أيضا وجه مقارنة آخر فالأول يكون في نشأته في حالة مختلفة بين الصلابة والسوائل وبالحرارة يصبح سائلا ثم يصبح في هيئته النهائية صلباً وكذلك الإنسان الذي يكون في بداية التكوين الثاني سائلا ثم تبدأ رحلة التشكيل من نطفة إلى مضغة ثم علقة حتى يكسوه اللحم والعظام والوجه الأخير من التشابه وهو الذي تحرص عليه الهاءات وشاهدها هذا الصباح مع القهوة الساخنة أو بعد رحلة النوم النهارية الطويلة ليأتي " براد شاهي ليس على الماشي " وهذا الوجه يعني بتشابههما بين الشفافية والعتمة فالزجاج يأتي على أشكال وألوان مختلفة ومتعددة تبدأ من الشفافية حيث نفاذ الضوء وبين العتمة وفي العتمة تأتي المرايا العاكسة وهي مخادعة في بعض مراحلها فأحيانا لا تكون صادقة في تحديد الملامح وهي تقرّب البعيد تارة وتبعد القريب تارة أخرى وبين التقريب والإبعاد يكمن بعض ملامح خطر أو شرّ، ففي بعض القرب عقوبة ومضرة وفي بعض البعد راحة للروح والجسد والإنسان يكون شفافاً صادقاً وصريحاً وهي صفات من وجدت به ولو بنسب فهو أقرب للمثالية والنجاح في حين أن هناك أنواعاً من البشر " معتمون " في دواخلهم فلا يدخل إليها الضوء الطاهر فتعيش في ظلام دامس وفي الظلام تأتي الأعمال السيئة، فالسارق حين يسرق لا يسرق في وضح النهار وشفافية الإنسان وعتمته تختلف عن نظيرتيهما في الزجاج فالأخيرة تأتي في الغالب من أطراف خارجية فهي من تحدد شفافيته أو عتمته فالأصل وجود الصفتين والتشكيل النهائي يحدده الصانع والراغب في حين أن الإنسان تأتي شفافيته أو عتمته من نفسه بالدرجة الأكبر نسبة فكن جميلا ترى الوجود جميلا ومن خلال " حديث المرايا " لا أستطيع أن أحدد هل هناك مربط الفرس وعلاقة الحديث" بالساحة " الرياضية لكنني أثق تماما في قدراتكم لقراءة مابين الأقواس أوووووووه عفوا قصدي مابين السطور. الهاء الرابعة اعْطِي ظَهْرَك لِلْمَرَايَا .. وشُوفْي غَيْرُك اظْهَرِي مِن لِيْل كِحْلِك وَمِن أَسَاوِرَك وَحَرِيْرِك افْتَحِي الْشِّبَاك مَرَّه .. شُوفِي الْنَّاس وَالْشَّوَارِع وِش كِثِر هِالْغُرَبِه مَرَّه .. لُلِي وَسَط الْزَّحْمَه ضَايِع انُتُي مَشْغُوْلَه بِرُوْحِك .. مَا مَلَك عَقْلِك وَرَوْحِك لا أنا .. ولا سوايا .. اعطي ظهرك للمرايا