سارة القحطاني حياتنا أقدار تختارنا «مجبرين» ونعايشها بين هذا الاجبار وبين الاختيار ونرضى بها، معظم الأشياء التي نتمناها لا نحصل عليها و كل مانهيم به عشقاً لن يكون ملكنا ولو يوماً واحداً هذه سنة الحياة ولله الحمد والرضا من قبل ومن بعد.. ولكن عندما يفرض علينا مجتمعنا أقداراً من صنع أنفسهم فلسنا مجبرين على الرضا والتنفيذ لسنا مجبرين أن نحمّل المضغة التي بين أضلعنا فوق طاقتها. سكوتنا المتكرر ومراعاتنا لمن لم يراعِنا ولم يقف عند حدود تمنعه وتردعه من التدخل في حياة غيره جعل منا «نفسيات» ملقاة خارج أسوار الحياة والراحة والفرح، متصبغة بألوان سعادة كاذبة وابتسامات مزيفة. فمن منا لم يتمنَّ أن يختار تخصصه الدراسي الذي يريده ومن منّا لم يحلم أن يكون في وظيفة يرتاح لها ومن منّا لم يتمنَّّ شخصاً شريكاً لحياته وابتلي بآخر. من منا اختار مايريده؟ جميعنا نختار ما يريده غيرنا لا مانريده نحن، لأننا مجرد أجساد فارغة مستضعفة مضطهدة تحتاج لعقول تفكر عنها وأيد تحركها بكل ما أوتيت من قوة ومن كان غير ذلك فعليه اللعنة من المجتمع إلى يوم الدين، وهذا ما يحدث في مجتمعنا الذي يقتات على النفاق ويمشي بالحسد وينام على الضغينة، فلازلت كلما نظرت لمجتمعي هذا أسأل نفسي بألم. أي سعادة وأي توفيق الذي ننتظره ونحيا على أمل حضوره أي راحة نرجوها في هذا إذ إن توافيق الرب وقف البشر أمامها بالمرصاد وسعادة الرب حولوها لتعاسة أبدية وأفراحنا اغتصبوها ليعيشوها، وانشراح أرواحنا غلّفوه بالكآبة،وحتى ابتسامات أفواهنا رسموا للدموع طريقاً إليها.