المؤرخ محمد البقمي قال في آخر زيارة للسوق عام 1378 هـ، عندما كنت أتسوق برفقة والدي لشراء ما نحن في حاجته من ملبس ومأكل، وفى تلك الأعوام كانت السوق شبه مغلقة والعامل منها حوالى 15 دكاناً ويزاول التجارة فيها عدد من الأفراد الذين ينتمون إلى أسر غنية استوطنت تربة في أوقات قديمة ومتفاوتة، ووجدوا فيها مجالاً للحياة الكريمة والكسب الحلال وأيضاً من أهلها إكراماً ورعاية لحق الجوار، وغالبيتهم قادمون من القصيم ومن قرى نجد ومن الحجاز ومن وادي الدواسر، وكانت معروضاتهم في تلك الفترة التمور والسمن والإقط والحبال واﻷواني الخشبية واﻷدام والمنسوجات التي تدخل في صناعة بيوت الشعر كالطرايق والفلجان والغراير، وتعرض بها بضائع أخرى مجلوبة من مدن الحجاز كالأقمشة والقهوة والحبوب. ويذكر البقمي: «أن سوق المواشي كانت على جزء من هذه السوق وكانت تعرض عدة الحرب من بنادق وسيوف ورماح وبارود، وتباع فيها عصي الخيزران وأنواع من العمائم والعبي والزل، وكل هذا يجلب من القصيم بكميات تجارية وفيها كانت تباع الهجن والخيول والجمال الرحل، ولكن هذه السوق أخذت تفقد نشاطها التجاري والسكاني بعد أن خرج التجار ببيعهم وشرائهم إلى محال خارج أسوارها. وزاد: في عام 1412هـ قامت البلدية بهدم بعض مبانيها بحجة ضعف جدرانها وبحجة، أن بعضها أصبحت مأوى للعمالة المخالفة فتحول إلى كومة من الطين ولم يبق منها سوى مبانٍ في خانة الأعداد الفردية دون الخمسة تقريباً، ومسجد قديم مهجور يعتبر من أقدم مساجد تربة. وأضاف: «اتضح أن عدد الملاك في السوق عند تنفيذ الإزالة بلغ نحو 230 فرداً بين مالك مسكن ومحل تجاري، وذلك وفقاً لكشف الأسماء الذي أعدته البلدية آنذاك، إذ تجاوزها الامتداد العمراني في وقتنا الحاضر من جميع الجهات، وهذه هي «رمادان» سوق لتربة ومركز لحضارتها ورمز لامتدادها في ذاكرة التاريخ». الأسواق