×
محافظة المنطقة الشرقية

«كورونا» يقيم في الدمام

صورة الخبر

تقنيات تمنع حوادث الاصطدام في حال تشتت أذهان السائقين 06-06-2014 08:27 AM الإمارات اليوم(ضوء): كثيراً ما يُلقى باللائمة على استخدام السائقين الهواتف المحمولة أثناء القيادة، كسبب في حوادث الطرق، وعلى الرغم من منعه في العديد من الدول، إلا أنه ربما يُمثل أحد أكثر قواعد قيادة السيارات عرضةً للانتهاك، إذ إنه ووفقاً لاستطلاع أجراه موقع «إكسبيديا»، مايو الماضي، اعترف 55% من السائقين المستطلعة آراؤهم في الولايات المتحدة باستخدام الهاتف المحمول لبعض الوقت أثناء القيادة. ويبدو أنه طالما ظلت الهواتف في متناول أيدي السائقين، فستتواصل رغبتهم في استخدامها، وستقوى هذه الرغبة بالتزامن مع الإغراء والتطور المتزايدين للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. وتناول مقال كتبه كولن باراس في موقع «بي بي سي ـ فيوتشر»، بعض سبل الحد من مخاطر استخدام الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة، واحتمال أن يُسهِم جيلٌ جديد من السيارات المتصلة في جعل الاتصال الهاتفي على الطرقات أكثر أمناً. واعتبر ستيوارت بيريل، من «مجموعة وارويك للتصنيع» في جامعة «وارويك» البريطانية، أن المستهلكين كانوا هم من قادوا الاتجاه ليتمكنوا من استخدام الهواتف الذكية في السيارات، بعكس المعتاد في معظم الابتكارات. وتُشير دراسات حوادث الطرق إلى أن تشتت انتباه السائقين بفعل هواتفهم المحمولة يتسبب في 6% من جميع حوادث الطرق في الولايات المتحدة، ما يعني وقوع نحو 12 ألف إصابة خطيرة، و2600 حالة وفاة على الطرق سنوياً. ودفع ذلك إلى مساعٍ لتجهيز السيارات بتقنيات تمنع حوادث الاصطدام حتى في حال تشتت أذهان السائقين، فمثلاً يستخدم «نظام التحكم في سرعة السير القابل للتكيف» الرادار المتصل بوحدة التحكم الإلكترونية في السيارة، لضبط السرعة آلياً لتتناسب مع سرعة السيارة التي تتحرك أمامها. كما تستعين أنظمة «التحكم الآلي في المسار» بالمعلومات التي توفرها الكاميرات لإبقاء السائقين بأمان في مساراتهم، إضافة إلى نظم تجنب الاصطدام التي تعتمد على الليزر والكاميرات لاستشعار حالات الطوارئ وتجنب الحوادث الخطيرة. ومع ذلك، تُواجه مثل هذه المحاولات التقنية انتقادات، إذ قال غراهام هول من جامعة «ساسكس» البريطانية: «يبدو أن الشركات المصنعة تسعى لإنتاج تكنولوجيا متقدمة، وبالتالي حلول هي عرضة للأخطاء في نهاية المطاف، وتتسبب في مشكلات لم تكن لتوجد في المقام الأول، إذا ما تحلى الناس بالمسؤولية الملائمة عن التزاماتهم الأخلاقية كسائقين، وهي: التركيز على ما يقومون به». ويدعم مثل هذا الرأي عدد كبير من الأدلة عن دور استخدام الهاتف المحمول في زيادة مخاطر تعرض السائقين لحوادث اصطدام، وذلك بصرف النظر عن إمساك الهواتف باليد أو استخدام السماعات. وتقترح بعض الدراسات أن أي نوع من الهواتف يضاعف خطورة التعرض للحوادث أربع مرات. وفي المقابل، انتهت دراسات أخرى إلى نتائج مختلفة، فقبل عام توصل علماء اجتماع إلى أن استخدام سائقي السيارات الهواتف المحمولة في وقتٍ متأخر من المساء لا يزيد من مخاطر التعرض لحوادث التصادم بسبب تراجع ازدحام المرور. وانتهت دراسة أخرى إلى أنه يُمكن للمحادثات الهاتفية، الحد من خطورة حوادث الاصطدام في حالة إرهاق السائق. وتتفق معظم الآراء على حاجة السائقين في بعض الأوقات إلى تركيز كامل انتباههم على الطريق وقيادتهم السيارة مثل الحاجة إلى عبور تقاطع مزدحم أو المرور قريباً من مدرسة عند نهاية اليوم الدراسي. لكن دراسات أخرى تذهب إلى أنه خلال الأوقات الأقل حاجة إلى الانتباه، تستحوذ قيادة السيارة على نسبة تراوح بين 50 و70% من انتباه السائقين، ما يعني وجود قدر من الانتباه لتوجيهه إلى مجالٍ آخر. وأجرى ستيوارت بيريل بحثاً انتهى إلى نتيجة مقاربة، فشارك في تصميم تطبيق «فوت لايت» للهواتف الذكية، ومن بين ما يُتيحه للسائقين إمكانية تحذيرهم بتنبيهات بصرية حال اقتربوا بشدة من السيارة التي تتقدمهم، أو انحرفوا عن مسارهم على الطريق. وفي تجارب استخدام «فوت لايت»، ثُبت الهاتف على لوحة القيادة، وقال بيريل إن السائقين أمضوا نحو 4% من الوقت في التحديق إلى التطبيق، لكنهم استغرقوا المدة نفسها في النظر سريعاً إلى الطريق أو إلى مرآة السيارة، مثل حال السائقين الذين لم يستخدموا التطبيق. لكن المشكلة أن السائقين لا يطبقون دائماً هذا الضابط عند تعاملهم مع الهاتف المحمول، ومن خلال البحث في إحصاءات حوادث الاصطدام من «وكالة الشرطة الوطنية» في اليابان، قال بول جرين، من جامعة «ميشيغان» الأميركية، إن 45% من حوادث التصادم المرتبطة بالهواتف المحمولة تقع عند تلقي السائقين المكالمات الهاتفية. وبحسب جرين، فإن ما يجعل تحدث السائق إلى الركاب الآخرين أثناء قيادة السيارة أقل خطورة هو وعي الركاب بحالة وظروف الطريق، وربما يتوقفون عن الحديث إذا ما لمسوا حاجة السائق إلى التركيز بسبب وضع الطريق. ومع وضع هذا الأمر في الحسبان، يُمكن لجهاز يُنظم أعباء العمل في السيارة أن يُبقي السائقين على اتصال بالآخرين، وفي الوقت نفسه يحفظ أمنهم وسلامتهم. ويعمل هذا الجهاز كراكب افتراضي يجمع المعلومات المتاحة، مثل سرعة السيارة وموقعها والتوقيت، ويُقرر وفقاً لها المعلومات التي يوفرها للسائق ومنها المكالمات الهاتفية. وتُوفر بعض السيارات مديراً أو منظماً لأعباء العمل ومنها «فولفو»، التي أدخلت تقنية تمنع المكالمات الهاتفية أثناء تغيير السائق مساره على الطريق. ويُمكن أن تتحسن مقدرة هذه الأجهزة على استشعار الأوقات الحرجة التي ينبغي على السائقين تركيز انتباههم خلالها، بفضل اندماج السيارات مع غيرها من الأدوات المتصلة بالإنترنت أو ما يُعرف باسم «إنترنت الأشياء». وبحسب ما قال بيريل، فإنه يُمكن لتوافر الاتصالات بين السيارات وبعضها بعضاً أن تُزود السيارة بمعلومات حول ازدحام المرور، كما يُمكن أن يُوفر الاتصالات بين السيارات والأجهزة الإلكترونية على الطرقات ومعلومات حول ما إذا كانت إشارة المرور التي يقترب منها السائق على وشك أن تتغير. وقد يدفع كلا الموقفين «مدير أعباء العمل» إلى حجب المكالمات الهاتفية. ومع ذلك، فقد يستخدم منتجو السيارات الاتصالات بين سيارة وأخرى على نحوٍ مختلف، ويستفيدون منها في أتمتة جوانب متزايدة من عملية قيادة السيارة، وتخفيف العبء عن السائقين، ويعتقد كلٌ من «بيريل» و«هول» بافتقار مثل هذا الاتجاه إلى الحكمة. 0 | 0 | 0