رفض قادة مجموعة السبع (جي7) خلال قمتهم المنعقدة في العاصمة البلجيكية بروكسل، استخدام الطاقة كسلاح سياسي، والدعوة لأسلوب جديد في السعي للتوصل لمصادر بديلة للطاقة، وذلك حسبما جاء في مشروع بيان للمجموعة. ووفقاً لـ "الألمانية"، فمن المتوقع أن يؤكد القادة أهمية أمن الطاقة، مستشهدين بالأزمة في أوكرانيا كمثال لذلك، ولم يشر البيان إلى اعتماد أوروبا على روسيا للحصول على جزء كبير من الطاقة المستخدمة لديها. وذكر مشروع البيان أن الإجراءات التي سيتم اتخاذها، تتضمن العمل على وضع خطط طوارىء لتوفير الطاقة في فصل الشتاء، وتقديم المساعدة لأوكرانيا والدول الأخرى التي تسعى لتطوير مصادرها من الطاقة، إضافة إلى تسليط مزيد من الضوء على البنى التحتية الضرورية للطاقة وطرق مرور الطاقة. وتحول اهتمام قادة مجموعة السبع أمس إلى ملف تأمين الطاقة، في الوقت الذي تسعى فيه أوروبا إلى الحد من الاعتماد على إمدادات الغاز الروسية، وكان قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة قد اتفقوا على مواصلة الضغط الدبلوماسي على روسيا، في محاولة لتهدئة الأزمة الأوكرانية. وتمثل الطاقة قضية أساسية، حيث تعد كييف نقطة عبور رئيسة لإمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا، وتدور المخاوف حاليا من احتمال أن يدفع تصاعد التوترات روسيا إلى قطع الإمدادات. وقال جوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية قبيل المحادثات، "اتفقنا على أنه يتعين عدم استغلال الطاقة كسلاح سياسي. قمة مجموعة السبع الحالية لابد أن تكون حازمة وتشجع روسيا على التخلي عن هذا السلاح". وكان وزراء الطاقة في دول مجموعة السبع توافقوا الشهر الماضي على العمل لوضع استراتيجية طويلة المدى لتنويع مصادر إمدادات الطاقة إلى أوروبا، وسط مخاوف أيضا من ارتفاع أسعار الطاقة وتغير المناخ. من ناحية أخرى، يتوسط الاتحاد الأوروبي في نزاع بشأن الغاز بين موسكو وكييف حول المتأخرات التي لم تدفع وأسعار الغاز مستقبلا، وقد توصلت شركة "جازبروم" الروسية العملاقة للطاقة و"نفتوجاز" الأوكرانية لاتفاق مبدئي قبل أيام، والذي يجري مراجعته الآن من قبل موسكو وكييف حسبما أفاد جوينتر أوتينجر مفوض شؤون الطاقة في الاتحاد الأوروبي الذي يتوسط في المحادثات. أما الاتحاد الأوروبي الذي يستورد ربع حاجاته من الغاز من روسيا ونصف تلك الإمدادات تمر عبر أوكرانيا فيتخوف من أن يتحول إلى ضحية جانبية لقطع الغاز الروسي عن أوكرانيا. وفي كانون الثاني(يناير) 2009 تأذت دول أوروبا الوسطى والشرقية جراء قطع الغاز الروسي عن كييف، وفي هذا الصدد تعهد قادة مجموعة السبع بإتمام جهود المفوضية الأوروبية بهدف تطوير خطط طارئة بشأن الطاقة على الصعيد الإقليمي لشتاء 2014-2015، كما تعهدوا بتنويع مصادر الطاقة بعيدا عن روسيا لكن ذلك سيستغرق وقتا طويلا وسيكون مكلفا وربما يعتمد جزئيا على مدى استعداد الولايات المتحدة لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا. واعتبارا من عام 2015، تأمل روسيا تفادي مرور إمداداتها من الغاز من أوكرانيا لتوصيلها مباشرة إلى جنوب أوروبا عبر خط الأنابيب "ساوث ستريم" الذي يجري العمل في إنشائه حاليا، ولكن المفوضية الأوروبية طلبت من بلغاريا تعليق العمل في الجزء الخاص بها من خط الأنابيب، وسط الاشتباه بأن تعاقدات في المشروع منحت بشكل ينتهك قوانين الاتحاد الأوروبي. لكن صوفيا تعهدت بالمضي قدما في أعمال الإنشاء، بعدما شكا سياسي بارز هذا الأسبوع من الضغط السياسي من جانب بروكسل. وسيمر الخط الذي يبلغ طوله 2380 كيلومترا تحت مياه البحر الأسود عبر بلغاريا وصربيا والمجر وسلوفينيا قبل أن يوصل الإمدادات إلى إيطاليا واليونان والنمسا. ويركز قادة مجموعة السبع أيضا على قضايا اقتصادية، حيث يتفاوض الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقيات تجارة حرة مع شركائه من مجموعة السبع وهم كندا واليابان والولايات المتحدة، على أمل أن تساعد إزالة الحواجز التجارية التكتل على التعافي من أزمته الاقتصادية. وأشار باروسو إلى أنها جزء من المناقشات حول الاقتصاد العالمي، وينبغي ألا تترك قمة مجموعة السبع أي شك في أن التجارة العالمية واحدة من دعائم استراتيجيتنا للنمو.