×
محافظة المنطقة الشرقية

مدني مكة يباشر حريق في محطة كهرباء المعيصم

صورة الخبر

كثير من الناس يؤمنون بأن للمدن مزاجها، فمنها المرح المبهج ومنها الكئيب والممل. منها من لها عشاق يهوونها ومنها من يعيش فيه الناس على مضض. ساعات اليوم تحدد حركات الناس فيها، نشاطها، هدوءها وزحامها في النهار أو الليل. وأياً كانت هوية المدينة أو طابعها، يظل الهاجس الأول لسكانها بعد فرص العمل فيها، كيف يقضون باقي اليوم ويستهلكونه؟ وهنا فقط يظهر العشق أو الملل. المدن المتجدده الرؤوم التي تستوعب احتياجات جميع أعمار سكانها. والمدن المملة التي لاشأن لأحد فيها سوى العمل والأهل ولا شأن لها فيهم على الإطلاق! سكان هذه المدن يعرفون عنادها وعناد من فيها ويستثقلون كل مافيها مهما حاولت المدينة المملة أن تلطفه ويرون العشق في مكان آخر، ليدخروا وقتهم ومالهم له. هل كل المدن كذلك؟ بالطبع لا، من المسؤول عن مزاجها العام ومن هو القادر على أن يغيره؟ هل هم عامة الناس فيها أم فئة معينة؟ سؤال جوابه معلوم لكن لا أحد يكترث لأن يناقشه. سنون مضت برزت فيها مدن على حساب أخرى، وغيرها انطفأت شمعته بعد أن قل ناسها وروادها أو ملوا مزاجها وأجواءها. لكل مدينة روحها، وروحها تظهر في ناسها أم في طابعها وطرازها وهو الوجه الذي تقابل الناس به. الوفاء لمدينة معينة قد لا يكون مجدياً أحيانا متى ما تناست أهلها وساكنيها أو تناسى القائمون عليها ذلك. مهرجانات الصيف وزينته والمراكز الصيفية ليست كافية لتحيي مدينة أو تعلي من شأنها لدى مرتاديها وإنما تكاملها مع ساكنيها ووفائها باحتياجاتهم الاستهلاكية والترفيهية والمعنوية أيضاً. المدن الجميلة هي التي ُتبقي ساكنيها مفتونين بها ومشغولين بأماكنها وأنشطتها المتعددة. أما المدن الميتة أو المميتة فهي التي يشقى ساكنوها بأوقات فراغهم فيها ولا يجدون فيها ما يمكن أن يبدده سوى البقاء على روتين حياتهم اليومي والاستسلام له. مدن تشبه المجلات الملونة فكل صفحة صورة وخبر ومدن تشبه الدفاتر الجديدة المسطرة لا حياة فيها مالم يكن هنالك شيء يمكن أن تكتبه أو تفعله.