طيفان هاربان من بغداد المتخيلة يسيران في شارع الحمراء في بيروت، يبحثان عمّن يستمع إلى قصصهما. شهرزاد تمسك بيد شهريار وتُدخله الأزقّة المعتمة وتعرّفه إلى المقاهي والدكاكين وتتوقّف قليلاً عند الإشارة الحمراء لتلتقط أنفاسها. هذه المرّة ليست شهرزاد وحدها هي التي تتكلّم إنّما هو شهريار أيضاً بعدما كسر جدران صمته وراح يسامر شهرزاد ويبادلها الغزل والشعر. هذه المرّة شهرزاد وشهريار اجتمعا معاً ليصنعا «أمسيات شهرياد» في ليل بيروت. في زاوية مستلقية بهدوء وراحة من زوايا الحمراء، تجد شعراء وأدباء ومثقّفين جالسين بصمتٍ، تراقبهم من بعيد وتستغرب عيونهم المأخوذة وشفاههم بالسيجارة عالقة بينها... أمسية شعريّة ترافقها موسيقى عذبة ورسّام جالس في العتمة يرسم بتؤدة ويترك لريشته حريّة الرقص في ليلةٍ تجمع الفنّ من أطرافه. في «نوّارة» في الحمراء يجتمع كلّ ثلثاء حشد من محبّي الشعر والموسيقى والرسم، ليمضوا أمسية هادئة يتركون العنان فيها لمخيّلتهم وذاكرتهم. شبان وشابّات اجتمعوا ليحضّروا أمسيات «شهرياد الشعريّة»، اجتمعوا بحماسة وفرح ورغبة في الانصهار في عروق الحمراء معقل المثقّفين والشعراء. أسعد ذبيان، باسكال صوما، رامي كنعان، زاهر العريضي، كاتيا الطويل، ليال غدار، مكرم غصوب، هبة عبد الخالق، وغيرهم يتساعدون لإنجاح هذا النشاط الثقافي الطموح الذي يتوسّع ليبلغ مناطق لبنانيّة أخرى منها راشيا. بدأت الفكرة مع الشاعر نعيم تلحوق ورغبته في إطلاق هذا النشاط الثقافي الشعري، لكنّ الأمور ما لبثت أن توسّعت وباتت أوسع من أن تنحصر بأمسية شهريّة أو أمسية تتوقّف عند الشعر وحده. شبّان وشابات موهوبون يشاركون شعراً وموسيقى ورسماً ومنهم: أدهم الدمشقي، أميّة درغام، تميم هلال، رنيم ضاهر، سليم علاء الدين، طارق بشاشة، مارسيل نصر، مهدي منصور، نادين الأسعد... وقد يميّز أمسيات «شهرياد» وجود الطبيب محمد وهبه، دكتور في علم الدماغ، يحلّل قصائد الشعراء وإبداعهم انطلاقاً من نظريّات علميّة طبّية متعلّقة بمواد يفرزها الدماغ لتسهّل عمليّة التأليف. «أمسيات شهرياد»، أمسيات شابّة طموح، أخرجَت شهرزاد وشهريار من كتابهما المذهّب الأطراف ومنحتهما ليالي جديدة في شارع الحمراء. «أمسيات شهرياد» تقام في نادي «نوّارة» في الحمراء مساء كلّ ثلثاء. ويمكن متابعة أخبار الأمسيات على صفحة «شهرياد» على الفايسبوك: https://www.facebook.com/#!/groups/555241051198670/ لبنانآداب وفنونأمسيات شهرياد