شكسبير في مسرحيته الشهيرة الساخرة يخلط الحلم بالواقع ويربط عالم الجن بالانسان في مخيلة من يقرأها، على طريقته هو لا على طريقة السعوديين والسعوديات التي تنتهي دوما بساكن أو مسكون وزواج مرعب في مخيلة من يصدقه؟! لكن ما المانع أن يكون لهذه المسرحية عدة نسخ سعودية تتماشى بسخرية مع واقعه؟ ولأننا في نهاية الصيف والمدارس على الأبواب فإن نسخاً متباينة قد ظهرت في مخيلة كثيرات وربما كثر بعد أن قامت مديرة مدرسة في حائل وفي كرم بالغ باستقبال المعلمات اللاتي وجدن أنفسهن في مدرسة نظيفة ومهيأة لا غبار عليها ولا فيها، وانتشرت صور تلك المدرسة النموذج وتناقلها الناس بين مادح ومستخف. لتبدأ الصور المتناقلة في تحريك المخيلة لُتنسج مسرحيات شكسبيرية وتحلم بها! علاقة الرئيس بالمرؤوس والمرؤوس برئيسه قد تكون حلماً في الأولى وكابوسا في الثانية ومعها يبدأ نسج الخطوط الرئيسية في المسرحية التي فيها العاشق والمعشوق وغيرهما ممن لم يدر بهم أحد. أما من يلبس رأس الحمار (ليستجحش) فهو البطل في البداية والنهاية. ونعود لأجواء المدارس ونسأل هل يجب على كل مديرة مدرسة أن تفعل مثلما فعلته مديرة حائل؟ وهل يحق للمعلمات ان يحلمن باستقبال مماثل أو شبيه، أم أنها يجب أن تكون سياسة وزارة التربية والتعليم لتطبق في المدارس؟ الاجتهادات قد تحرك المشاعر وقد تقلبها، لكن التعاميم والسياسات هي من تغير الواقع وتطوره. الروح الإيجابية في العمل هي ضرورة في كل بيئة عمل لا يخلقها إلا الكبار وقراراتهم حتى لو حاول الصغار ايجادها فإنها بالكاد يمكن ان تستمر! وإلى أن يستوعب من هو معني بذلك حقيقة الأمر، فليس للصغار سوى الحلم والاستعانة بالجن إن لم يستطع الانس فعل ذلك.