×
محافظة المنطقة الشرقية

5 أسباب تمنع سعودة الوظائف في السفارات الأجنبية

صورة الخبر

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بالمداخلات والتغريدات حول الخبر الذي تم تناقله بشأن رفض أهل إحدى القرى في منطقة من مناطق المملكة دفن طفلة لم يتجاوز عمرها شهر واحد في مقابر القرية لأن والدها ليس من القبيلة التي تسكن القرية!! يصعب تصديق وقوع مثل هذه الحادثة، لكنني لم أقرأ تكذيباً للخبر حتى الآن. وإذا كان الخبر صحيحاً، فإن ما حدث هو أمر محزن وصاعق وغير إنساني! لقد انحدر بنا التعصب القبلي إلى هذه الدرجة المحزنة من السلوك الذي لا ينسجم مع القيم الدينية ولا الأخلاقية أو الأعراف المتبعة بين الناس في أي مكان. ولا أدري كيف يوصف مجتمعنا بأنه شديد التدين وهو لازال يتمسك بالجاهلية القبلية! يجب أن نكسر الصمت ونواجه أنفسنا بالحقيقة المرة وهي أن تكريس القبلية الذي يمارس علنا هو سلوك جاهلي يتناقض مع الدين الإسلامي. ولعل المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على العلماء المتخصصين في الشريعة والوعاظ وخطباء المساجد الذين لا نرى لهم جهوداً بارزة في محاربة هذا السلوك الجاهلي. وإذا كنا نقول إن مجتمعنا شديد التدين فإن هؤلاء العلماء والوعاظ لابد أن يكونوا القدوة التي يستمع إليها الناس، فلماذا لا تتعالى أصواتهم على المنابر وفي القنوات الفضائية والمجالس ويبينون للناس أن التعصب القبلي يتناقض مع الدين. إن بوسعهم استحضار ما يحفل به مجتمع الرسول عليه السلام والصحابة الكرام من القصص والمواقف التي تثبت أن الدين الإسلامي قد حارب التعصب القبلي ونجح في ذلك ليس بترديد الأقوال والمواعظ فقط وإنما أيضا بالممارسة الفعلية وتكريس مبدأ القدوة الحميدة من قِبَل المسلمين الأوائل رغم أنهم كانوا يعيشون في مجتمعاتٍ حديثة عهد بالإسلام وأقرب إلى زمن القبلية الجاهلية. نسمع في كل جمعة خطباً تُكرِّر نفس الموضوعات وتتحدث عن قضايا فرعية خلافية أو أمورٍ لا تهم الناس ولكن من النادر أن نسمع خطباً تحارب التعصب القبلي الذي ينخر في جسد المجتمع. ومن التناقضات التي يمكن ملاحظتها بسهولة سلوك بعض المحسوبين على العلم الشرعي حين يمجدون قبائلهم في بعض المجالس الخاصة بطريقة لا تختلف عن سلوك أي شخص عامي! عموماً، أياً كانت الأسباب التي منعت أهل تلك القرية من دفن طفلة صغيرة في مقبرة القرية فهي غير مبررة وغير إنسانية وهي مؤشر خطير لتدهور القيم الاجتماعية.