--> --> انطلقت، صباح امس، عملية التصويت للانتخابات الرئاسية في سوريا، حيث شدد النظام أن نجاحها بالتوازي مع "الانتصارات العسكرية والمصالحات الوطنية"، ووصفها مسؤولون بأنها استمرار للتحدي الذي فرض على الشعب السوري، وشهدت معظم المناطق السورية تصعيدا جنونيا من قبل النظام الاسدي، تزامنا مع انتخابات الدم. وقال رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد الجربا، في بيان: "زمن عائلة الأسد قد ولى إلى غير رجعة... واستفتاءاتهم الدونكيشوتية لم تعد تنطلي حتى على الأطفال، وعربة ديموقراطيتهم لن تسير حتى لو أمنوا مرشحين اثنين لجرها أمامهم في حلبة السباق القائمة فوق جماجم الرضع وأشلاء النساء. وتابع: "ما نراه اليوم لا يعدو كونه تنصيبا للأسد من قبل الولي الفقيه في إيران، وهو أشبه ما يكون بإعلان البغدادي نفسه أميرا على العراق والشام، والشعب السوري براء مما يرتكبون". من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس ان السوريين الذين صوتوا امس في الانتخابات الرئاسية يملكون الاختيار "بين بشار وبشار"، معبرا من جديد عن اسفه لهذه "المهزلة المأساوية". وقال فابيوس "انها مهزلة مأساوية. السوريون، وفقط السوريون في المناطق التي يحكمها النظام يملكون الاختيار بين بشار وبشار (...) هذا كلام فارغ. الواقع هو اننا نعرف النتائج اصلا قبل ان يبدأ التصويت. واضاف ان "هذا السيد الذي وصفه الامين العام للامم المتحدة بأنه مرتكب جرائم ضد الانسانية لا يمكن ان يمثل مستقبل شعبه"، واصفا بشار الاسد بأنه "شخصية مقيتة". وقال فابيوس ان "هدف الذين يريدون ديموقراطية في سوريا هو التوصل الى اتفاق سياسي.. وهذا امر صعب جدا". واضاف انه يجب التحدث الى عناصر في النظام لكن ليس مع بشار الاسد "الحليف الموضوعي" للجماعات الجهادية وان كانت هذه المجموعات تقاتله. وأكد وزير الداخلية السوري، محمد الشعار، ان الوزارة اتخذت كافة الإجراءات والاستعدادات لإنجاز الاستحقاق الدستوري، ودعا السوريين للاقتراع للتعبير عن ارادتهم في بناء سوريا المستقبل ورفض كافة أنواع التدخل في شؤونها. وذكرت وزارة الداخلية، وطبقا لما أوردت وكالة الأنباء الرسمية، سانا، ان عملية التصويت في 9601 مركزا للاقتراع، تستمر 12 ساعة دون انقطاع حتى الساعة 7 مساء، وفي حال الإقبال الشديد تمدد فترة الانتخاب بقرار من اللجنة القضائية العليا للانتخابات. ورأي رئيس الوزراء السوري، وائل الحلقي، ان نجاح العملية الانتخابية بالتوازي مع الانتصارات التي "يحققها جيشنا الباسل وتسارع المصالحات الوطنية وإجراءات الحكومة لتعزيز الاقتصاد الوطني سينقل سوريا إلى مرحلة جديدة من التعافي". من جانبها اعتبرت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية، بثينة شعبان، الانتخابات الرئاسية أنها تشكل استمرارا للتحدي الذي فرض على الشعب السوري، الذي سيقبل عليها رغم التهويل والتهديد الذي يتعرض له لأنه صاحب القرار". ودعي الى الاقتراع، بحسب وزارة الداخلية السورية، 15 مليون ناخب يتوزعون على نحو 9 الاف مركز اقتراع تقع في المناطق التي يسيطر عليها النظام والتي يعيش فيها، بحسب خبراء، 60% من السكان. ويخوض الانتخابات في مواجهة الاسد عضو مجلس الشعب ماهر الحجار والعضو السابق في المجلس حسان النوري اللذان تجنبا في حملتيهما الانتخابيتين التعرض لشخص الرئيس او ادائه السياسي، مكتفيين بالحديث عن اخطاء في الاداء الاقتصادي والاداري والفساد. نظريا، انها الانتخابات التعددية الاولى في سوريا منذ نصف قرن، وهو تاريخ وصول حزب البعث الى الحكم. وقد تعاقب على رأس السلطة منذ مطلع السبعينيات الرئيس حافظ الاسد ومن بعده نجله بشار عبر استفتاءات شعبية كانت نسبة التأييد فيها باستمرار تتجاوز 97%. وتجري الانتخابات بموجب قانون يقفل الباب عمليا على ترشح اي معارض مقيم في الخارج، اذ ينص على ضرورة ان يكون المرشح مقيما في سوريا خلال السنوات العشر الاخيرة. ويقول مواطنون سوريون تحدثت اليهم وكالة فرانس برس في داخل سوريا وخارجها، ان الناخبين الذين سيصوتون للاسد يتوزعون بين المتحمسين له والخائفين على حياتهم وارزاقهم ووظائفهم ان لم يصوتوا، لا سيما بعدما تبين ان الحسم على الارض مستبعد بالنسبة الى المعارضة التي تفتقد الى السلاح النوعي والامكانات في مواجهة ترسانة الاسد والدعم المادي والعسكري الثابت الذي يحصل عليه من حلفائه لا سيما من روسيا وايران وعناصر حزب الله اللبناني الذين يقاتلون الى جانبه. في الخارج، وصف وزير الخارجية الاميركي جون كيري الانتخابات الرئاسية السورية بأنها "اهانة" و"مهزلة" و"تزوير". وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انها انتخابات "مزعومة" ونتائجها "معلنة مسبقا". بينما قالت بريطانيا انه لن تكون للانتخابات "اي قيمة". في المقابل، اعتبرت الامم المتحدة ان اجراء الانتخابات سينسف الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي في سوريا. ويرى الباحث نوا بونسي من مجموعة الازمات الدولية ان الانتخابات "لن تغير المعطيات" في سوريا، باستثناء اطالة أمد النزاع المدمر. ويقول "هذه المسرحية لن تؤثر على المواقف" المعروفة، مضيفا "النظام يستخدم الانتخابات كجزء لا يتجزأ من خطابه حول حتمية انتصاره الكامل في الحرب. تبادل أسرى وفي عملية غير مسبوقة، أجرت قوات المعارضة السورية صفقة لتبادل الأسرى مع النظام السوري قبل بضعة أيام في غوطة دمشق الشرقية التي لم تشهد من قبل صفقة من هذا النوع. وتمثلت الصفقة في إفراج جيش الإسلام التابع للجبهة الإسلامية ولواء شهداء دوما عن ستة عناصر من قوات النظام بينهم ضابط، مقابل إفراج نظام الأسد عن عائلة كاملة من مدينة دوما مكونة من أربعة أفراد إضافة إلى شخص آخر. وأوضح قائد لواء شهداء دوما أحمد طه ان المفاوضات بهذا الشأن استمرت أربعة أشهر وتمت بواسطة الوسيط أبو زهير سريول، وهو والد فتاة أفرج عنها ضمن الصفقة، وانتهت بتسليم الطرفين للمحتجزين الخميس الماضي. وأضاف طه -بحديث للجزيرة نت- ان قوات النظام كانت قد أفرجت عن الطفلين عائشة وحسين مرجان، وهما من ضمن الأسماء المتفق عليها مع النظام، قبل إتمام العملية بأسبوعين كبادرة حسن نية، و"في النهاية تمت العملية النهائية عند المعبر الوحيد للغوطة الشرقية والواقع عند مخيم الوافدين للنازحين، حيث انطلقت سيارة من المخيم يستقلها أحد المفرج عنهم لتصل إلى القسم الآخر الواقع تحت سيطرة المعارضة". وتابع قائلا "بعد وصول السيارة للطرف المحرر يستقلها أحد أسرى جنود النظام بالاتجاه المعاكس، وكلما تسلم قوات النظام معتقلا نسلمهم أسيرا حتى نهاية الصفقة". معارك وغارات ميدانيا، شهدت قرية أم شرشوح بريف حمص الشمالي لليوم الرابع على التوالي، معارك بين قوات الأسد وكتائب الثوار التي تحاول السيطرة على الأجزاء المتبقية من القرية بعد اقتحامها من عدة نقاط. وأضاف ناشطون ان كتائب الثوار تفرض حصارا محكما على القلعة القديمة في أم شرشوح ذات الأهمية الاستراتيجية، لكنها إلى الآن لم تتمكن من اقتحامها بسبب الألغام المزروعة بمحيطها. وتمكن الثوار من إسقاط طائرة حربية بمحيط مطار الشعيرات كانت تقصف قرى الريف الشمالي، في حين سقط شهيدان في تلبيسة جراء القصف المدفعي على المدينة. وسقطت قذائف هاون امس على احياء في دمشق، وشهدت مناطق في ريف دمشق وريف حلب عمليات عسكرية مكثفة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. وقال المرصد ان قذائف عدة مصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة، تساقطت على مناطق الدويلعة والعدوي والقصور ومحيط حديقة الجاحظ وساحة جورج خوري وشارعي حلب ومارسيل في حي القصاع وساحة الامويين وحديقة الطلائع في البرامكة وحي المزة وباب توما وساحة السبع بحرات. وافاد المرصد ان الطيران الحربي شن غارة جوية على حي جوبر في شرق دمشق الذي يتقاسم النظام والمعارضة السيطرة عليه. وفي محيط دمشق، واصلت القوات النظامية قصفها بالطيران لمعاقل مقاتلي المعارضة، وابرزها مدينة داريا التي تعرضت لثماني غارات جوية، بحسب المرصد. وافاد الناشط في المدينة مهند ابو الزين وكالة فرانس برس عبر الانترنت ان براميل متفجرة ألقيت على داريا. ووصف المجلس المحلي لداريا التابع للمعارضة في بيان التطورات بـ"تصعيد جنوني من قوات الأسد تزامنا مع انتخابات الدم". وقال في المقابل ان "الثوار استهدفوا بقذائف الهاون مطار المزة العسكري". كما تعرضت مدينة دوما لست غارات جوية، بحسب المرصد. وقال الناشط في المدينة عبددوماني لفرانس برس ان القصف "اكثر من المعتاد"، ويترافق مع قصف مدفعي مستمر من السادسة صباحا. كما شن الطيران المروحي والحربي غارات على مناطق في ريف دير الزور، ودرعا، وحماة وحلب. وفي حلب، واصل الطيران المروحي قصف احياء تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب وريفها، لا سيما بستان القصر والكلاسة. وأدى القصف الجوي على هذه الاحياء منذ مطلع العام 2014، الى مقتل نحو ألفي مدني. وفي حمص، افاد المرصد بارتفاع حصيلة التفجير بسيارة مفخخة الذي وقع الاثنين في بلدة الحراكي التي يسيطر عليها النظام، الى 18 شخصا على الاقل، هم 15 مدنيا وثلاثة عسكريين بينهم ضابط برتبة عقيد.