القطيف ماجد الشبركة بعد ثلاثة أيام من نشر «الشرق» تحقيقها الموسع حول «عين الكعيبة»؛ سارع فريق من جهاز السياحة والآثار في المنطقة الشرقية في أعمال إعادة إنشاء العين الأثرية. ووفقاً لمشاهدة «الشرق» الميدانية أمس الثلاثاء؛ فإن فريق العمل مكون من 12 فرداً يرأسهم الباحث أزهر التوبي والباحث حسن حمدون والمصور عبدالله الصفواني والفني عبدالعزيز آل يحيى، إضافة إلى 8 عمَّال ليقوموا بأعمال نقل الرمال التي طمرت العين وإزاحة الحجارة الأثرية بواسطة العربات التي تدفع باليد. وجاء هذا الإجراء بعد قرابة ثلاثة أعوام من تجريف الموقع الأثري على يد مقاول تابع لبلدية القطيف، استخدم آلية «بلدوزر» وهدم العين وسوَّاها بالأرض أثناء تهيئة مخطط سكني. وهي الحادثة التي أحدثت ردود فعل غاضبة من قبل مسؤولين ومهتمين ومواطنين، وتابعت تداعياتها «الشرق» خلال السنوات الثلاث الماضية. واستأنف الفريق أعماله أولاً قبل أسبوع في الموقع الذي يقع جنوب غرب بلدة الجش، بالبحث عن موقع العين وتحديد مسار السور التاريخي الذي كان يحيط بها، عن طريق وضع مجسات، إلا أن الفريق واجه صعوبة في ذلك نظراً لكسح الموقع بشكل كامل ومساواته بالأرض، مما اضطرَّ الفريق إلى الاستدلال على موقع العين عبر البحث عن قنوات الري المتفرعة من العين التاريخية ومن ثم تحديد مسارها. ونجح الفريق عن طريق تتبع القنوات في تحديد جزء من السور ومن ثم تحديد مساره، وبعد تحديد الإطار النصفي لسور العين، تم الاستعانة بـ «فرجار» يدوي لتحديد بقية مسار السور، ومن ثم البدء في أعمال الحفر بعمق متر ونصف المتر والكشف عن أساسات العين وحجارتها التي تعود إلى آلاف السنين. وسيقوم الفريق بعد الكشف عن أساسات العين بتوضيحها عبر رش الماء عليها، ومعرفة عرض السور الذي كان يحيط بها، وبعد الانتهاء من ذلك يكون الفريق قد أنهى المرحلة الأولى من مراحل إعادة بناء وترميم المعلم الأثري وفق الخطة التي وضعتها السياحة والآثار لهذا المَعْلَم البالغ الأهمية. وأحدث خبر البدء في إعادة ترميم المعلم الأثري الذي يعتبر آخر آثار القرامطة في محافظة القطيف، ارتياحاً لدى الباحثين والمهتمين، وعبَّر الباحث حسين السلهام والباحث علي الدرورة ورئيس المجلس البلدي في القطيف شرف السعيدي عن شكرهم لجهاز السياحة في المنطقة الشرقية ولبلدية المحافظة على هذه الخطوة المهمة التي ستعيد المعلم إلى حال قريب من المكان الذي كان عليه، كما شكروا «الشرق» على متابعتها الحدث والقيام بدورها الإعلامي على أكمل وجه لخدمة هذا الملف. وتعود حادثة تجريف المعلم التاريخي إلى الخامس عشر من شهر يناير من عام 2012 م.