×
محافظة القصيم

لجان التعديات تحرر 5 ملايين متر2 من «لصوص الأراضي»

صورة الخبر

إن صح القول المنسوب لرئيس الوزراء الهندي الجديد نارنيدرا مودي، والذي أعلن فيه عن رغبته في "رؤية كل شاب مسلم حاملاً مصحفًا بيد، وكومبيوترًا بالأخرى" تكون الهند على موعد جديد ومتجدد مع نهضة حقيقية وشاملة وفاعلة، ومجتمع أكثر تماسكًا ولُحمةً. لقد أغلق "مودي" كما هو واضح ومتوقع صفحة المزايدات التي صاحبت الانتخابات، بعد أن تأكد قبل غيره أنه الآن مسؤول عن الهند -كل الهند-، وعن الشعب -كل الشعب-! ولأن ذلك كذلك فلابد لكل فرد في هذا الشعب أن يشعر بالأمان، والمساواة، والعدل، والحرية، هكذا أغلق "مودي" باب المطبّلين، والعازفين، والراقصين على معزوفة الخراب! مثل هؤلاء في الحقيقة -وما أكثرهم! في دول الربيع العربي- يتصوّرون أن التغيير هو أن تكون القوة فوق الحق، والبطش فوق العدل، ومذلة الضعفاء، ورعبهم، واستسلامهم دليلاً على صلاح المواطن، وسببًا لاستحقاق الأمان وخير الدنيا، بل والآخرة أيضًا!. لقد فطن "مودي الهند" إلى حقيقة سبقه إليها قادة الهند العظيم من عينة شاندرا شيكر، وفي بي سينج حبيب الفقراء. والحق أن العلامة المسلم ابن خلدون سبقهم وسبق غيرهم بعقود، وهو يؤكد أن الفرد وحده وليس القائد فقط لا يستطيع القيام بمعاشه وحاجته من طعام، ومأمن، وعمل، ولا يستطيع بمفرده مجابهة كوارث الطبيعة والأوبئة.. فبالأسرة.. والأسرة كلها، تبدأ الخلية الأولى للجماعة والمجتمع.. وبتعددها وتكاثرها تنشأ العائلة والعشيرة "التي يسخرون منها". ومهما تعددت الروابط والعصبيات كالعقائد والمذاهب والأحزاب السياسية والأفكار والآراء تبقى عصبية الأسرة والقرابة والرحم في نظر ابن خلدون أقواها، وألزم لها جميعًا لتقوى وتتحدد، فهي الدافع الأقوى والمحرك الأعمق للحياة الاجتماعية والسياسية، ونشأة الدول القوية وتأسيس العمران والتحضر والانتقال إلى نظم الحكم القوية المتمدينة!. مصحف في يد وكمبيوتر في الأخرى.. قالها مودي الهندي، بينما يرى نفر من المسلمين -في بلاد المسلمين- أن بالكمبيوتر وحده فقط يمكن أن تقوى الدول، وتستغني الشعوب عن تراثها وقيمها. في بعض بلادنا الآن من يرتعدون من ذكر اسم المصحف، بل من ذكر اسم الله وكأننا أصبحنا في طريقنا ليس إلى تركيا أيام أتاتورك، وإنما لهويات منسوخة وممسوخة وضائعة!. في بعض بلادنا الآن أصوات ترفض، بل تلفظ، وتكره الدين بدعوى التصدّي للإرهاب رغم أن التدين شيء والإرهاب شيء مناقض تمامًا. وفي بعض بلادنا من يطالبون باستمرار الوقيعة والقطيعة بين أفراد الشعب الواحد.. باعتبار هؤلاء متخلّفين، كارهين للمدنية، وباعتبار أولئك الذين يتحدثون عنهم وباسمهم مشاعل الأمة نحو التقدم والازدهار.. الحق عندي أن مثل هؤلاء هم دعاة وروّاد الانهيار والاضمحلال!. مثل هؤلاء كذلك يتعايشون، بل ويدفعون، مع دلائل الاضمحلال والتدهور، ومظاهر البؤس والفقر والمظالم، بحيث يكون الحد الأقصى لتطلعات الشعوب هو ماضيهم الكريه الذي ثاروا عليه.. وفي ذلك يصبح الترحم على الظلم عادة، والدعاء للطغاة عبادة.! sherif.kandil@al-madina.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain