الأقصر (مصر): «الشرق الأوسط» يبدأ القضاء المصري اليوم (الثلاثاء) محاكمة شاب بمحافظة الأقصر جنوب مصر بتهمة «ازدراء الإسلام»، وبينما أضرم مجهولون النار في ممتلكات لمسيحيين، على خلفية القضية، تدخل الأزهر لتهدئة الأجواء المشحونة بين المواطنين. ووسط ترقب أمني وأجواء مشحونة بالتوتر تنعقد اليوم في الأقصر أولى جلسات المحاكمة لشاب مسيحي متهم بازدراء الدين الإسلامي على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. وقبل ساعات من موعد المحاكمة قالت مصادر أمنية وشهود عيان إن مجهولين يعتقد أنهم من الإسلاميين المتشددين ألقوا زجاجات حارقة على ممتلكات تخص مسيحيين في قرية تسمى «المحاميد قبلي»، في محاولة على ما يبدو للانتقام، وذلك بعد عملية صلح جرت بين المسلمين والمسيحيين في قرية أخرى مجاورة تسمى «المحاميد بحري»، وهي القرية التي ينتمي إليها الشاب المتهم، وشهدت أعمال عنف وحرق لممتلكات بعض المواطنين أيضا. وبدأت فصول القضية، التي صحبتها أعمال عنف، عندما قام عدد من الأهالي في مركز أرمنت بمحافظة الأقصر بالتجمهر حول منزل الشاب المسيحي البالغ من العمر 19 سنة، أواخر الأسبوع الماضي، بعد علمهم بنشره صورا عدوها مسيئة للإسلام على صفحته على موقع «فيسبوك». وتدخلت الشرطة وقامت بالقبض على الشاب، حيث قررت النيابة العامة بالمحافظة إحالته يوم السبت الماضي لمحاكمة عاجلة أمام محكمة للجنح، بتهمة ازدراء الدين الإسلامي. وتقع محافظة الأقصر على بعد نحو 700 كيلومتر جنوب القاهرة، وتعد من أهم المناطق السياحية في البلاد. وأوفد شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، قافلة تضم 16 من علماء الأزهر والأوقاف للعمل على تهدئة أهالي القرية منذ بداية الأحداث يوم الجمعة الماضي، وذلك بعد أن كان مجهولون آخرون قد أضرموا النيران في ممتلكات في قرية المحاميد بحري. وتحدث الطيب لأهل قرية المحاميد بحري عبر هاتف وضع على مكبرات الصوت التي نقلت كلماته لأهل القرية ورموزها من مسلمين ومسيحيين في حفل مصالحة نظمه بيت العائلة المصرية بالأقصر، بحضور علماء الأزهر وقساوسة الكنائس بمركز ومدينة أرمنت، ليخرج الجميع من الحفل متحابين، داعين إلى السلام والتسامح واحترام الآخر. لكن صباح أمس قام مجهولون بإلقاء زجاجات حارقة على متاجر في قرية المحاميد قبلي، المجاورة، دون وقوع خسائر ذات شأن. وكثفت القوات الأمنية من وجودها في القريتين. وتقول تقديرات غير رسمية إن عدد المسيحيين المصريين يتراوح بين 10 إلى 15 مليون نسمة، من إجمالي عدد السكان في البلاد البالغ نحو 86 مليون نسمة. وتتسم العلاقة بين المسلمين والمسيحيين المصريين بالود، إلا أن توترات طائفية تقع بين حين وآخر لأسباب فردية واجتماعية.