أفاد مصدرٌ ميداني في اليمن بتقدُّم قوات الشرعية أمس صوب مبنى حكومي رئيسي في شرق مدينة المخا الاستراتيجية، في سياق استكمال تمشيطها بعد الإعلان الإثنين الماضي عن استعادتها من الانقلابيين. في الوقت نفسه؛ كشف مسؤولٌ عسكري عن بدء استعداداتٍ لإطلاق المرحلة الثانية من عملية «الرمح الذهبي» بهدف تحرير مدينة الحديدة. والمدينتان تقعان في غرب اليمن على ساحل البحر الأحمر. ونقلاً عن مصدرٍ ميداني؛ كتب موقع «المصدر أونلاين» الإلكتروني اليمني أن «قوات الشرعية (الجيش والمقاومة الشعبية) تتقدم نحو المجمع الحكومي في شرق المخا» وأن «معارك عنيفة تدور في المنطقة الشرقية من المدينة». وذكر الموقع الإخباري أن قوات الجيش شنت قصفاً مدفعياً على مواقع الانقلابيين (ميليشيات الحوثي- صالح) في وسط المخا، مشيراً إلى زرع الحوثيين عشراتٍ من الألغام المضادة للدروع والأفراد في المزارع المحيطة بالمدينة. وأبلغت مصادرُ ميدانية الموقعَ نفسه بأن «جثث الحوثيين لاتزال ملقاة في مناطق المواجهات، وعشرات منها لاتزال في معسكر الدفاع الجوي الذي سيطرت القوات الحكومية عليه في وقتٍ سابق». بالتزامن؛ أفصح مسؤولٌ عسكري عن بدء الاستعدادت لإطلاق المرحلة الثانية من عملية «الرمح الذهبي» بعدما ركزت الأولى على استعادة المخا (جنوب غرب). ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «العربية» عن المسؤول قوله إن المرحلة الثانية ستتجه إلى الحديدة (شمال غرب) من محورين، الأول في اتجاه الساحل الغربي الكامل وصولاً إلى المدينة، والثاني في اتجاه المناطق الداخلية نحو مدينة تعز، مع استهداف تحرير المعسكرات التي يسيطر الانقلابيون عليها على طريق الحديدة- تعز. ولفت «العربية. نت»، نقلاً عن مصادر طبية، إلى استقبال مستشفيي العلفي والعسكري في صنعاء أكثر من 20 جثة تعود إلى عناصر من ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قدِمَت من جبهة الساحل الغربي في المخا. في السياق نفسه؛ كتب الموقع الإلكتروني لإذاعة «مونت كارلو» الدولية أن مسؤولاً في قوات الشرعية أبلغ وكالة الأنباء «فرانس برس» بأن «المعارك في المخا لم تتوقف». وأفاد المسؤول بتمكن الجيش والمقاومة من الوجود في أطراف المخا من 3 محاور بعد تحرير مينائها الذي يحمل الاسم نفسه، متابعاً أن مسلحين حوثيين لايزالون في وسط المدينة. وشدد المصدر: «القوات تحاصر المدينة والمعركة محسومة لصالحها ولم يبق أمام الحوثيين الموجودين في الداخل سوى تسليم أنفسهم أو الخروج من الجهة الشمالية في اتجاه منطقة الخوخة المجاورة والتابعة للحديدة». ووفقاً له؛ قطعت «الشرعية» الخط الرابط المؤدي من تعز، الواقعة أيضاً في الغرب، إلى المخا. بدورها؛ ذكرت مصادر عسكرية وطبية أن 20 من المسلحين الحوثيين قُتِلوا فيما جُرِح 27 آخرون، وذلك «في الساعات الأخيرة» خلال مواجهاتٍ مع قوات الشرعية التي وصلت إلى المخا وإثر غاراتٍ للتحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، استهدفت معسكراً في شرق المدينة ومركبات عسكرية. وأشارت المصادر في المقابل، بحسب ما أوضح موقع إذاعة «مونت كارلو»، إلى مقتل 7 من القوات الحكومية وإصابة 11 بجروحٍ في المواجهات. والشهر الماضي؛ شنَّت قوات الشرعية، بإسنادٍ من طيران التحالف، هجوماً على منطقة ذباب (جنوب غرب) التي تقع على بعد 30 كيلومتراً من مضيق باب المندب الاستراتيجي. وتهدف هذه الحملة إلى استعادة مناطق تمتد على ساحل البحر الأحمر بطول 450 كيلومتراً بينها المخا والحديدة. وصرّح رئيس الحكومة الشرعية، أحمد عبيد بن دغر، بأن الانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش اليمني مكّنت الشرعية من إحكام السيطرة على مضيق باب المندب، الفاصل بين البحر الأحمر والمحيط الهندي. على جبهةٍ أخرى؛ أفاد مصدرٌ عسكري بصدِّ الجيش والمقاومة، بإسنادٍ من طيران التحالف، هجوماً عنيفاً شنَّته الميليشيات على جبال حلبان في نهم (شرق صنعاء). ونقل «المصدر أونلاين» عن المصدر أن الميليشيات شنت هجومها صباح الخميس في محاولةٍ لاحتلال جبال حلبان مجدداً بعد أن استعادها الجيش الأسبوع الماضي. وكتب الموقع الإخباري أن هجوم الانقلابيين فشل وأنهم تكبّدوا خسائر كبيرة، ناقلاً عن المصدر العسكري أن 18 منهم، بينهم قيادي في جماعة الحوثي، قُتِلوا، فيما أُسِرَ ثلاثةٌ آخرون. ووفقاً للمصدر؛ شنت مقاتِلات التحالف 5 غارات جوية منذ صباح الخميس على مواقع وتعزيزات للميليشيات في مناطق متفرقة من نهم، ودمّرت عربة عسكرية «مدرعة» في طريق هران- ضبوعه كانت متجهةً إلى قرية ضبوعة لمساندة الحوثيين والمسلحين الموالين لصالح. وفي المكلا (شرق)؛ تخرجت دفعةٌ ثالثةٌ من قوات النخبة (تابعة للجيش) في معسكر ربوة قرب المدينة التي تعدّ مركز محافظة حضرموت. وعدَّ محافظ حضرموت، اللواء أحمد بريك، الدفعة الجديدة إضافةً إلى قوات النخبة اليمنية، موضحاً أن دفعاتٍ عسكرية أخرى ستتخرج قريباً سواءً في خفر السواحل أو الصاعقة أو مكافحة الإرهاب. ونوَّه المحافظ بدور قوات التحالف العربي خصوصاً المملكة والإمارات في الوقوف مع الشرعية وترسيخ دعائم الأمن في المناطق اليمنية. وعلى صعيدٍ سياسي؛ جدد سفير اليمن لدى الأردن، علي العمراني، التأكيد على موقف الحكومة الشرعية من عملية السلام. ولفت، لدى لقائه أمس في عمّان رئيس بعثة بريطانيا لدى اليمن أندرو هنتر، إلى تمسك الحكومة بالسلام في ضوء المرجعيات الثلاث التي نتجت عن توافق يمني وإقليمي ودولي. واعتبر السفير، بحسب ما نقلته عن وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن الشرعية قدمت تنازلاتٍ لا حصر لها في سبيل حل الأزمة سياسياً. وأبدى تقديره لمساعي بريطانيا إحلال السلام في بلاده. والمرجعيات الثلاث، وفقاً للحكومة الشرعية، هي المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار اليمني الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة خصوصاً القرار 2216 لسنة 2015 الذي يلزم الحوثيين بالانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من معسكرات الجيش.