ـ أقبلت الدنيا على الإخوان، ووصلوا إلى الحكم فتحول الليبراليون المزيفون في السعودية إلى إخوان مسلمين، وبدأوا ينقلبون على كل أفكارهم التنويرية التي طالما كانوا يدعونها ويكذبون بها على الناس؛ حتى كدنا أن نصدق أنهم إخوان بالفعل، وأن هذه هي أفكارهم الحقيقية، وأنهم مقتنعون تماماً بما يفعلون. ـ حينما أدبرت الدنيا عن الإخوان وسقط حكمهم في مصر؛ تخلوا عنهم وشتموهم بقلة أدب، وعادوا إلى ليبراليتهم المصطنعة والمشوهة من جديد، ونفوا أنهم كانوا يدافعون عن الإخوان، أو أنهم كانوا يبشرون بهم في كل مكان؛ أهلاً بكم في عالم الرجال إلا ربع!! ـ بين هؤلاء من كان يدعو جهاراً نهاراً للتفاهم مع الإخوان ومحاولة استقطابهم بأي شكل، وحينما تغيرت الظروف بدأ يدعو ليس إلى الليبرالية بل إلى العلمانية كي يثبت أنه بعيد تماماً عن خط الإخوان؛ طيب يا محترم أنت أصلاً ليبرالي كما تزعم فكيف أصبحت علمانياً في لحظة؟ ما أتعسك وأخيبك!! ـ «إخوان إلا ربع» هؤلاء هم أنفسهم «الليبراليون إلا ربع»، و«السلفيون إلا ربع»، و«الجاميون إلا ربع»، و«كل شيء إلا ربع»؛ يركبون كل موجة ويتقمصون كل فكرة يعتقدون أنها أصبحت رائجة في المجتمع، ويخونون كل صاحب سلطة حسب ما تمليه المصلحة، ويتزلفون إليه بأي فكرة يتوقعون أنه يستحسنها!! ـ الحقيقة أن هؤلاء ليسوا إخواناً، وليسوا ليبراليين، وليسوا سلفيين، وليسوا أي شيء نافع أو عليه القيمة أبداً؛ بل هم مجرد إفرازات مراحل وموجات متعاقبة من الوهم الفكري، وهم أخطر وأخبث ما في سياقاتنا الاجتماعية والثقافية، ولو بحثتم عن هذه الأسماء لوجدتموهم مع كل أحد، وفي نفس الوقت ضد كل أحد. ـ رؤساء تحرير صحف سابقون، وكتاب، ودعاة، وأساتذة جامعات؛ جمعوا بين الليبرالية والأخونة في ظرف ستة أشهر فقط، ودافعوا عن كل مرحلة بما تقتضيه من إخلاص مفتعل، وهاهم اليوم ينقلبون على أعقابهم ليعودوا مرة أخرى إلى ليبراليتهم المزيفة والكاذبة؛ فمن يصدق ليبرالية هؤلاء؟ ومن صدق أصلاً إخوانيتهم المفاجئة؟!!. أيها النصابون: اثبتوا على شيء حتى نراكم!!