ما يحدث في الخرمة والقنفدة من انقطاعات متوالية للتيار الكهربائي يحدث في كل منطقة ومحافظة ومدينة وقرية في المملكة، وما تحاول شركة الكهرباء أن تبرر به الانقطاعات في الخرمة والقنفدة حاولت أن تبرر به الانقطاعات نفسها في كل مكان عانى الناس فيه من تدني مستوى الخدمة التي تقدمها الشركة وعجزها عن الوفاء بوعودها التي تؤكد من خلالها على توقف هذه الانقطاعات، وعلى الرغم من معرفة الشركة أن عملاءها من المواطنين لم يعودوا يقتنعون بهذه المبررات إلا أن الشركة لا تزال ترددها وكأنما عجزها عن حماية التيار من الانقطاع يماثله عجز آخر في العثور عن عذر لها تبرر به هذا العجز. تعتذر شركة الكهرباء بأن ارتفاع درجة الحرارة مع بدء موسم الصيف هو سبب هذه المشكلة، وكأن الشركة بنت دراساتها التي حددت مواصفات أجهزتها وقدرتها على مقاومة درجات الحرارة على طقس الأسكيمو، ومن ثم عجزت عن مواجهة طقسنا، أو كأن الطقس انقلب فجأة فأصبح حارا صيفا بعد أن كان شديد البرودة في الصيف، ومن ثم فاجأ الشركة التي لم تكن أجهزتها مهيأة لمثل هذا التغير المفاجيء في الطقس. وتعتذر الشركة بأن زيادة الأحمال هي سبب هذه الانقطاعات ولا حل لها إلا بترشيد المواطنين لاستهلاكهم للكهرباء، والشركة تعلم أن بينها وبين المواطنين عقدا يمنحهم الحق في استخدام التيار الكهربائي بما يسد حاجتهم إليه، ويمنحها الحق في تقاضي قيمة ما يستهلكه المواطن من هذا التيار، وتعلم أنها هي المسؤولة حين تقاضت من المواطنين ثمن اشتراكهم في خدمة تعجز عن توفيرها لهم حينما يكونون في أمس الحاجة إليها. عجز شركة الكهرباء عن الوفاء بوعودها، وكذلك عجزها عن الوفاء بعقودها لن يتوقف إلا إذا ما أصبحت شركة الكهرباء مسؤولة مسؤولية غرم بتعويض المواطنين عما يصيبهم من أضرار نتيجة هذه الانقطاعات، وما لم تتحمل الشركة هذه المسؤولية وتعرف أن الله حق، كما يقول الناس في تعبيرهم عمن يتم إلزامه بما يتوجب عليه، ما لم يتم ذلك فما للمواطنين إلا الصبر والشكوى لله.