×
محافظة المدينة المنورة

جامعة طيبة تطلق برامجها الصيفية الموجهة لمجتمع المدينة

صورة الخبر

الشخصية التي أكتب عنها اليوم بكل الحب والتقدير والوفاء هي لرجل كان متفانيا في عمله من رأسه إلى أخمص قدميه عمل معنا داخل البيت الكبير (الخطوط السعودية). حاد الذكاء، أنيق المحيا، واثق النظرة، حاضر الفكرة، مخلصا ومحبا وعاشقا للخطوط السعودية، أعطى وأحسن العطاء. حضرت معه العديد من الاجتماعات الهامة التي كان يشارك فيها، فكان نعم الرجل هادئا متزنا لديه تركيز واستعداد مسبق لكل ما يرغب مناقشته، لا يرتفع صوته ولا تضعف حجته، كان حازما وعمليا ويعرف عن ماذا يتكلم ولا يتردد في اتخاذ القرارات الصعبة والهامة. كان الأب الروحي للأنظمة الآلية للتسويق في الخطوط السعودية والمؤسس والمطور لها. حيث كان له دور بارز في تصميم وإنجاز نظام الحجز المركزي في السعودية وأبدع في تحديث وتطوير النظام لسنوات طويلة بشكل فعال ومواكب للتطورات التكنولوجية في العالم، كما كان يعد من الخبراء في وضع المراجع الخاصة بالنظم والأنظمة الآلية والإجراءات الفنية الخاصة بها، ويكاد يكون من القلائل المتمرسين في العالم العربي في هذا المجال وهو خبير يشار له بالبنان في تشغيل وإدارة وبناء مراكز الحجز المركزي إضافة إلى خبرته الواسعة في تطبيقات أنظمة الـ (Yeald Managnent system). حيث استطاع سبر أغوارها وعرف كيف يفك أسرارها وتعلم كل شيء عنها حتى غدا من أهم خبرائها واستطاع بما يتملكه من فكر إداري سليم أن يوفر مراكز عمل راقية وبيئة حاضنة تسمح للمبدعين لديه أن يبدعوا ويحلقوا عاليا في سماء الإبداع. تاريخه حافل بالإنجازات التي شكلت علامة فارقة في تاريخ السعودية في مجال الأنظمة الآلية حتى أصبحت السعودية في عهده من الشركات التي يشار إليها بالبنان في قوة أنظمتها ومواكبتها لكل جديد ويأتي في مقدمة هذه الإنجازات الانتقال من إصدار التذاكر من الطريقة الورقية القديمة والمكلفة إلى الطريقة الإلكترونية مما ساهم في توفير مبالغ كبيرة كانت تتحملها المؤسسة تكاليف إصدار التذاكر الورقية واستطاع هو وفريق سعودي قام بإعداده وأحسن اختياره وأخلص في إتاحة الفرص لتدريبه في أهم مراكز التدريب العالمية ووثق في إمكانياته ودعمه وسانده وحدد له أهدافه وأعطاه المجال ليبدع ويحقق نتائج باهرة، وما هذه الإنجازات التي نجني ثمارها اليوم في عدة مجالات إلا دليل على رؤيه ثاقبة وفكر واسع ومتجدد وتخطيط بعيد المدى. استطاع بذكائه الشديد وبعد نظره الثاقب وخبرته الواسعة وعقليته المتفتحة وحيويته وهدوئه العجيب واطلاعه الواسع أن يضع السعودية على رأس الشركات العالمية التي لديها أنظمة آلية متطورة في الحجز. في عهده استطاعت السعودية ولأول مرة في تاريخها نقل نظام الحجز الخاص بها والمسمى (سارز) من العاصمة (لندن) إلى المركز الرئيسي بمدينة (جدة) في عام 1978م وكان هذا إنجازا كبيرا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى. كما حرص على أن يكون لديه فريق عمل سعودي مدرب ومتحمس ومتحفز يعرف كيف يدير هذا النظام ويستفيد من إمكانياته المتعددة. كان هذا هو الأخ الكبير الأستاذ (عبدالقادر برهان) أبو هتان الرجل الذي كان كهتان المطر تحبه إذا أتى وتفتقده إذا اختفى وتستغرب إذا يوما غضب منك أو اشتكى أو من خلفك قال حرفا أو حكى، هو السهل الممتنع في عمله وعلاقاته والرجل الذي يجعل الواقع شاهدا فإن مدحته قال أرجوك كفى. هو شخصية متميزة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى شاء حظي أن أعيش معه في زمن العمالقة وبيت الطيبين المبدعين وأن أكون حاضرا يوم تكريمه من معالي المدير العام الأسبق الدكتور خالد بن بكر هو وخمسة من شبابه المخلصين وهم (عبدالقادر برهان- عادل حنبظاظة- فريد مير- محمد انديجاني- وحيد ما قوله- عبدالرحمن مير) على ما حققوه من توفير مالي كبير للسعودية من خلال برنامج تم تصميمه لمراجعة وإلغاء الحجوزات التي على قائمة الانتظار قبل 48 ساعة من موعد الرحلة إذا لم يكن هناك أي إمكانية لتأكيدها حتى لا تتحمل السعودية تكاليف بقائها في الأنظمة الآلية. كان فارسنا يملك شخصية صبورة لديها قدرة عجيبة وغريبة على تحمل الضغوطات والنأي بالنفس عن الصدامات، وكان صمته يخفي وراءه تأملات كبيرة وحديثه كان مليئا بالآمال والأحلام والتطلعات العظيمة وصبره وكفاحه تاريخ حافل بالنجاحات والتحديات الجسيمة. لغته كانت العمل ولا يعرف إلا الخط المستقيم ليس لديه وقت أو هوى للدخول في جدل أو صراعات لأنه يملك نفسا تواقة للإبداعات لذلك لم يتوان في مواصلة جهده وعمله وإنجازاته بكل صدق وحرفية وإتقان واكتفى بما قسمه الله له من رزق وفضل. هذا هو الرجل الذي غادر الصرح بصمت الكبار وترك وراءه إنجازات كالشمس في وضح النهار. وثق أننا لن ننساك أبدا أخي وأستاذي الكبير (عبدالقادر برهان) ويكفيك حب وتقدير كل من عمل معك وتعلم منك واستفاد من خبراتك وعرف معك معنى قيم العمل النبيلة والتضحيات الكبيرة.