بعد عناء يوم شاق وطويل، حفل بإنجاز العديد من الأعمال المهمة، وبينما كنت وأفراد عائلتي الحبيبة في نزهة بحريـة، إذا باتصال يردني من أحد الزملاء الإعلاميين يخبرني فيه بأن ( قناة إم بي سي ) تريـد إجراء لقاء معي حول الإحصائية الأخيرة للعنف الأسري، وأن علي التوجه فورا لمقر الاستديو الكائن بطريق الملك لتسجيل الفقرة حتى يمكن بثها باليوم التالي عبر برنامج (صباح الخير يا عرب) ومع تقديري البالغ لهذه المحطة الرائدة والقائمين عليها ولمقدمي البرنامج المتألقين، إلا أنني قاومت هواي واعتذرت عن الحضور لأنني رأيـت حينها بأن تـركي لعائلتي في هذه الأجواء يعتبر نوعا من أنواع الإيذاء. هو إيذاء معنوي يترتب عليه متى أصبح عادة، حالة من الإحباط الشديد في قلوب من يحبونك ويرجون قربك وحالة من الجفاء واللامبالاة في سويداء قلبك، فأي جريمة بشعة ترتكب في محيط الأسرة، من المستحيل أن تكون وليدة اللحظة، فذلك الأب الذي قتل زوجته وأبناءه الأربعة قبل أيام، أو ذلك الزوج الذي أجهز على شريكة عمرة لخصامهما حول الريموت كونترول ( كما يقال) أو ذلك الأب الذي قضى على حياة ابنه بطلقة ناريـة من فوهة البندقية لمجرد أن رأى بجانبه عقب سيجارة، جميعها ارتكبت لأن هناك شقاقا وصراعا وخلافات دائمة تراكمت مثل كومة قش ركنت بجانب السور حتى اشتعلت وأحرقت البيت بمن فيه !!. لدينا من مؤسسات المجتمع المدني، ما يكفي ويزيد، فهناك أكثر من جمعية، منها ما هو مخصص لحماية الأسرة ومنها ما هو محدد للأمان الأسري ومنها ما يتعدى دوره المفترض لإصلاح ذات البين، إلا أنها وعلى الرغم من الدعم الذي تجده من الجهات المسؤولة، تظل محدودة الأدوار ويغلب عليها جانب التنظير والظهور الإعلامي وأستثني من ذلك (وبكل أمانة) هيئة حقوق الإنسان والتي يربطني ببعض مسؤوليها علاقات قوية وطدتها حميتهم وحراكهم الفوري مع كل حالة عنف أسري أو معاملة عالقة بالسجون أقوم بالإبلاغ عنها، غير أن هناك جهلا مركبا لدى العامة بمهام هذه الجهة بل إن البعض منهم يخافها ويرفض مجرد التفكير في اللجوء إليها !؟. أخيرا، تم الإفراج عن (نظام الحماية من الإيذاء ) أقولها وأنا أتنفس الصعداء، بعد أن ظل هذا النظام المهم للغاية قابعا لسنوات تحت قبة مجلس الشورى، يعاني صنوف التعديل والإضافة، هذا النظام الذي انتظره المعنفون (ولا ندري كم بقي منهم بيننا حتى اليوم ؟!) جاء ليبعث الأمل فينا من جديد، جاء ليوقظ المجتمع من سباته ويخبر كل إنسان سوي بأن من واجبه الإبلاغ عن أي حالة عنف يشعر بها (ولن يكشف عن هويته) جاء هذا النظام ليوفر دور إيواء ورعاية كافية، جاء ليوقف المتسببين في العنف عند حدهم حتى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحقهم، وكل ما نتمناه من الإعلام المقروء والمرئي والمسموع أن يثقف ويوعي الناس بأهميته، إلى هنا، وعند هذا البلاغ، انتهى الوقت المخصص لحلقتنا هذا اليوم، أودعكم .. وفي رعاية الله. ajib2013@yahoo.com Twitter : @ajib2013