عادة ما يكتسب الكتاب قيمته بما يحتويه من قصص أو معلومات، تضيف الجديد إلى معارفك وتجاربك في الحياة، أما أن يكون للكتاب قيمة عظيمة ويتمنى الكثيرون اقتناءه رغم أنه كتب بلغة غير مفهومة، لغة خاصة لا يعرفها سوى مؤلفه الرسام والمهندس المعماري الإيطالي لويجي سيرافيني، فهذه قمة الغرابة! لقد كَتبه بلغة مشفّرة وضمّنه رسومات تذكّرك بالكتب الطبّية التي تعود للعصور الوسطى. وعندما ترى عنوان الكتاب "مخطوطة سيرافيني" وتتصفحه ستشعر بأنه كتب قبل قرون، أو أن كاتبا من القرن الرابع عشر يكتب عما سيكون عليه حال العالم بعد مئات السنين، إلا أنه مكتوب منذ 40 عاما فقط عام 1970، ومؤلفه لا يزال حيا يرزق. الفنانون درسوا الرسوم التوضيحية للكتاب، وتشتمل على صور ورسومات غريبة تستعصي على الفهم، وأحيانا تشعرك بالرهبة: مركبات لها رؤوس بشرية، وسمكة تموّه نفسها في هيئة غواصة، وهياكل عظمية تتأهّب لترتدي أجسادا جديدة، وحيوانات غريبة كأنها آتية من كوكب آخر، وفواكه وخضار غريبة الأشكال والألوان. ومصحوبة بتعليقات لا يمكن فكّها هي الأخرى أو فهمها! لكنها تحاكي الواقع بسخرية، وتجمع بين أشياء لا رابط بينها وبطريقة عبقرية. لقد حير الفلاسفة، وحاول خبراء فكّ الشفرة وحلّ طلاسمه، لكن دون جدوى. فليس له أصل أو جذور من أي لغة، وتصبح عند قراءته كالطفل الذي يقرأ كتابا دون إلمام باللغة! وكان هذا أحد أهداف مؤلفه كما صرح بذلك، ورغم عدم فهم لغته إلا أنها لغة جديدة تضفي عليه طابعا من الغموض والإثارة. يعتبره الكثيرون أغرب كتاب في العالم، فهو لا يشبه أيّ كتاب غريب آخر على مر العصور، بما في ذلك "مخطوطة فوينيتش" المشهورة. فهو الأغلى حتى الآن، إذ يبلغ سعر النسخة الورقية الواحدة نحو ألفي دولار أمريكي. مع أن نسخته الإلكترونية متاحة على الإنترنت بالمجّان! وهو كتاب يستحق الدراسة من غلافه الذي يحمل في كل طبعة صورا حيرت الباحثين في معانيها وصولا إلى كل قسم فيه، حيث يتألف من 11 فصلا. وكلّ فصل يصوّر جانبا مختلفا من عالم لويجي سيرافيني الخيالي. ويكمن سره في أنه لا يجيب عن أي أسئلة، فقد قيل إنه كتاب عن المعرفة، وقد يبدو من الكتب المفقودة أو موسوعة لعالم غريب بنباتاته وحيواناته، حتى أرقام صفحاته اعتمدت الرقم 21!