بيروت: فيفيان حداد قال الإعلامي البحريني خالد الشاعر الذي يقدم برنامج «صباح الخير يا عرب» على شاشة «إم بي سي»، إن الإعلامي هو أكبر متقمص للشخصيات في التاريخ، وإن مهنته تضطره أحيانا كثيرة إلى أن يظهر بعكس ما هو عليه. جاء كلامه هذا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» وردا على سؤال حول نقاط التشابه ما بين مهنته الأساسية كإعلامي تلفزيوني ومتقمص لمشاهير الفن في برنامج «شكلك مش غريب». وأوضح في سياق حديثه قائلا: «بالنسبة لي أحيانا كثيرة أضطر إلى أن أكون ودودا ولطيفا وصاحب صدر رحب؛ لأن طبيعة عملي تفرض علي ذلك، فلا يحق لي مثلا أن أظهر قلقي أو تعبي أمام الكاميرا حتى لا يتأثر المشاهد سلبا». وأضاف: «هذا ما أعده نوعا من التقمص، فنقدم للمشاهد الشخصية التي يحب أن يراها فينا، وهذا لا يعني أنني لست كذلك ولكني لا يمكن أن أكون هكذا دائما، لأنني أنا أيضا لدي مشاغلي ومشاكلي كأي شخص آخر». وعما إذا كانت تجربته في البرنامج المذكور قد حدت من حريته المهنية، لا سيما أن الحرية الشخصية مرادفة لمهنة الإعلامي عامة، أجاب: «أعرف تماما أن وجودي في هذا البرنامج هو مؤقت، ولذلك استحملت هذا القيد بكل طيبة خاطر، ولا أذيع سرا إذا قلت لو أن فترة البرنامج كانت ستطول عما هي عليه، لما كنت استطعت الاستمرار فيه». ورأى أن الحرية بشكل عام هي خط أحمر بالنسبة له، وأنه لا يبدلها بكنوز الدنيا، وأنه لا يضعها لا في خانة الغاية ولا الوسيلة، بل في أسلوب حياة من المفروض أن نتحلى به، مشيرا إلى أنه يتقبل المواقف التي قد تحد من حريته ولو فرضت عليه، شرط أن يختارها شخصيا. وقال: «أنا أعشق الحرية لدرجة الهوس، وكثيرا عندما أعلق على حديث مع أصدقائي يتناولون فيه شخصية أحد ما فأقول لهم (هو حر) فلا يفاجأون لأنهم يعلمون جيدا رأيي في هذا الصدد، خصوصا أن الحرية هي نسبية وحسب ما يراها كل شخص من وجهة نظره». وعن أسباب نجاحه في تقليد الفنان اللبناني طوني حنا، متجاوزا بذلك اللهجة اللبنانية وصعوبة هذه الشخصية «الكاراكتير» بامتياز، لا سيما أنه أداها، وبصورة عامة، أفضل من تلك التي قلد فيها شخصية المطرب الخليجي راشد الماجد، أجاب: «أولا الفنان طوني حنا لديه ملامح أكثر حدة ولمعانا وأكثر وضوحا من غيره، فهو لديه أدواته الفنية الخاصة به والتي تبهرنا عندما يطل بها على المسرح وتشمله من رأسه إلى أخمص قدميه، بينما الفنان راشد الماجد معروف بإحساسه المرهف في الغناء». وتابع: «وبما أن برنامج (شكلك مش غريب) يعتمد على الشكل أساسا فإن مهمة التقليد تكون أسهل للشخصية صاحبة الملامح النافرة». وعند سؤاله إذا ما كان ملما بشخصية الفنان طوني حنا قبيل تقليده له قال: «نحن الخليجيين منفتحون على كل الناس أكثر من أي أحد آخر، فتجدينا نعرف شعبان عبد الرحيم والشابين خالد ومامي وفيروز ونانسي عجرم وأديت بياف وغيرهم، مع أنه وفي المقابل قلة من اللبنانيين تعرف مثلا أبو بكر سالم أو عبد الحسين عبد الرضا وكذلك الأمر بالنسبة للمصريين». وأضاف متسائلا: «تخيلي مثلا أنهم لا يعرفون سوى أغنية (مشكلني) لراشد الماجد، بينما نحن نعرف دريد لحام وشوشو وعادل إمام ومسرحيات الرحابنة». وهنا قاطعته قائلة: «ربما لأن الرحابنة وفيروز ونانسي عجرم ونجوى كرم وغيرهم يحيون حفلات كثيرة في بلاد الخليج!». فرد موضحا: «لا ليس هذا هو السبب برأيي، وبالنهاية لا يمكنني أن أحدده ولكن في إمكاني القول بأننا نحن الخليجيين نشاهد التلفزيون كثيرا، ونتابع أخبار الفنانين والسياسيين بنسبة كبيرة، فكل معرفتنا هذه اكتسبناها من الشاشة الصغيرة وخصوصا من (إم بي سي)». وعن كيفية تحضيره لكل شخصية ينوي تقمصها في برنامج «شكلك مش غريب» أجاب: «ألتزم بتعليمات الأساتذة حرفيا، فأنا من المؤمنين بأن لكل اختصاص أربابه، وأحيانا كثيرة تلفتنا ملاحظة أو نصيحة من أحدهم يكون لها وقعها الكبير على المسرح فتساهم في نجاحنا في مهمتنا». ويضيف: «لا أقصد هنا ما يخص الضحكة أو النظرة، بل أداء الصوت والبحة مثلا، فهناك تقنية خاصة يعرفونها وينقلونها لنا». وعن الشخصية التي يرغب في تقمصها في الحلقات الثلاث المتبقية من البرنامج، قال: «ليس لدي أحد بالتحديد، فأنا في حالة تحد دائمة، فلم يخطر في بالي أنني سأرقص الدبكة مثلا وقد قمت بذلك على أكمل وجه، فلحظة التنفيذ أكون مخلصا للشخصية وأتدرب باستمرار وأركز كثيرا على قوتي الذهنية». وعن أحدث شخصية تقمصها (الفنان العراقي إلهام المدفعي) قال: «هو فنان غامض جدا، يتمتع بإحساس مرهف وقوي، فهو حتى عندما يتحدث يشعر سامعه بأنه من عالم آخر، كما أن أغانيه هي مزيج من الإيقاع والآلات الموسيقية العربية والفلامنغو، وحاولت قدر الإمكان تقريب الشبه بيني وبينه من خلال نظراتي وأدائي». وعما إذا هو يترقب بشغف عودته النهائية إلى مكانه كمقدم تلفزيوني في برنامج «صباح الخير يا عرب» أجاب: «لقد استمتعت بمشاركتي في برنامج (شكلك مش غريب)، كما أنه شكل لي نافذة كشفت فيها للمشاهد عن شخصيتي الحقيقية، فهو يعرفني فقط بالوجه الجدي، فساهم بأن يتقبلني كما أنا على طبيعتي، وهو أمر كان من الصعب أن أبرزه خلال تقديمي التلفزيوني». وعما إذا سيكون لدى المشاهد الفرصة قريبا ليراه في برنامج خاص بالتسلية والمنوعات رد قائلا: «أتمنى ذلك، وبرأيي أن التلفزيون ابتكر من أجل الترويح عن النفس، لأن من يتسمر أمامه يكون شخصا باحثا عن التسلية هاربا من مشاكله اليومية وضغوطه الحياتية غير ساع إلى تعقيدها بحوارات صعبة». وتابع: «صحيح أن هناك برامج توعوية وأخرى مفيدة، ولكن انطلاقا من طبيعتي، فأنا أحب أن آوي إلى النوم والابتسامة مرسومة على وجهي، وأعتقد أن المشاهد هو كذلك أيضا، وفي هذا الصدد معركتي مستمرة ولن أستسلم، فربما ستكون لدي الفرصة لرسمها بدوري على ثغره، ولم لا؟». واستبعد خالد الشاعر دخوله عالم التمثيل فقال: «التمثيل يفرض على ممارسه تجسيده أدوار وأفكار طيلة مدة عمله، وهو أمر لا أحبذه، بل أفضل التنويع ما بين الجدية والهزل في قالب آخر».