صحيفة وصف :يدور صراع بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بالقوة العسكرية، وبين جماعات سلفية متشددة تتهم الحركة بالردة، واعتقال قادتها وكوادرها في سجون غزة. وشهد قطاع غزة فجر الخميس، سلسلة غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على مواقع في وسط وجنوب القطاع، حيث زعم الاحتلال أن القصف جاء ردا على إطلاق صواريخ من غزة، على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع وفق وكالة الانباء الفلسطينية وفا وتبنت جماعة سلفية متشددة تطلق على نفسها أجناد بيت المقدس، وقالت في بيان صحفي: نعلن مسؤوليتنا عن استهداف موقع (ناحل عوز) العسكري بصاروخ كاتيوشا تم تطويره ()، ونعلن أننا من خلال استهداف اليهود في هذه الأيام نسعى لنزع فتيل يوشك على الانفجار بسبب التصرفات الرعناء من أجهزة الأمن التابعة لحركة حماس في قطاع غزة. وأضاف البيان رأينا عبر توجيهات مشايخنا في الداخل والخارج أن الحل يكمن في توجيه البوصلة ضد اليهود ودعوة جميع الجماعات السلفية لذلك، لتجنب ما نراه يلوح في الأفق من أمور لا تحمد عقباها بسبب الأفعال القمعية لتلك الأجهزة الأمنية التي تدفع وتسرع في حدوث صدام داخلي لطالما نأى التيار السلفي بنفسه عنه، رغم ما تعرض له من أذى على مدار سنوات حكم حماس لغزة. وتحاول الجماعات السلفية المنتشرة في قطاع غزة بشكل مستمر ضم شبان يعانون من أوضاع مادية واقتصادية وإنسانية صعبة بفعل سيطرة حماس على غزة، وإغلاق المعابر والحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع الذي يقطنه نحو (1.9) مليون نسمة غالبيتهم من الشبان العاطلين عن العمل وخريجي الجامعات الذين أغلقت أبواب المستقبل في وجوههم. ووفقا لمصادر مطلعة على أوضاع الجماعات السلفية ومحللين سياسيين، يؤكدون أن الهدوء الذي تشهده غزة بين الفترة والأخرى مع الاحتلال الإسرائيلي، يدفع بتلك الجماعات لتقول نحن هنا ولا ترهبنا تهديدات إسرائيل. ويؤكد مواطنون في غزة، أنهم لا يحتملون مزيدا المعاناة باعتبارهم قد يدفعون ثمن التصعيد للصراع الدائر بين حماس والجماعات السلفية المتشددة، بعيد إطلاق كوادر من الجماعات لصواريخ على المواقع العسكرية المتاخمة للقطاع، وقيام حماس باعتقال أعداد منهم وتعذيبهم، إضافةً إلى قصف إسرائيل لممتلكات المواطنين الأبرياء الذين يقطنون بالقرب من مواقع ومراكز تدريب لحماس. من جهتها، تتهم أجهزة حماس وقيادتها السياسية الجماعات السلفية بخرق تفاهمات بين الطرفين، افرجت بموجبها عن بعض نشطاء سلفيين مقابل التزامهم بالتهدئة التي تم التوصل إليها مع إسرائيل عقب عدوان صيف 2014. ويتهم السلفيون في غزة حماس باستهدافهم عبر اعتقالهم وزجهم في زنازين وأقبية داخل السجون وفي شقق سكنية تتبع للجناح العسكري لحماس كتائب القسام، وتعذيبهم وشبحهم، لثنيهم عن انتقاد الحركة وعدم الإساءة لها، ومنع إطلاق النيران على الاحتلال. وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي، ناجي شراب: إن إطلاق صاروخ من قبل هذه الجماعات (السلفية المتشددة) هو رسالة على مستوى إسرائيل وحركة حماس إننا موجودون وقرارنا ينطلق منا نحن. وأضاف شراب في حديث لـوفا: إن هذا يعكس وجود تناقض في المواقف والرؤى، مؤكدا أن صاروخا واحدا لا قيمة له ولا تأثير له لكن هي مجرد رسالة رمزية أنه نحن لسنا خائفين وهذا هو المنطق والتفكير الذي يحكم مثل سلوك هذه الجماعات. أما المحلل السياسي أسعد أبو شرخ، فقال إن بعض الجهات تستغل تنامي الفكر الجهادي المتطرف في عدد من الدول العربية، وبينها تنظيم داعش، لاستغلال الشباب المراهق والمحبط بلا أمل في غزة. ومنذ سيطرة حماس على غزة منتصف حزيران/ يونيو2007، ازدادت الأوضاع الاقتصادية والانسانية الصعبة وحالات الفقر المدقع، ووصلت نسبة البطالة إلى 45% في القطاع بسبب إغلاق المعابر والحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل. من جهته، قال قيادي في جماعة الشباب السلفي المجاهد في غزة، لا التزام ولا تفاهمات بين الجماعة وحماس، التي تعتقل وتعذب كوادرنا وقتلت أبناءنا واعتقلت مجاهدينا وردنا نقوم به من خلال قصف مواقع الاحتلال ومستوطناته القريبة من غزة. ومن أبرز الجماعات السلفية الناشطة في قطاع غزة أجناد بيت المقدس، والشباب السلفي المجاهد، وجند أنصار الله، وجيش الإسلام، وجيش الأمة، وسيف الله، وكتائب التوحيد والجهاد، وكتائب سيوف الحق، ومجلس شورى المجاهدين. ويقول أبو سياف، وهو قائد عسكري في جماعة سلفية تنشط في غزة: لن نتأخر عن قتال الكفار أو كل من يقف في وجه المجاهدين.