سألت ثم كررت الفاضلة أم إلياس إن كان ثمة كتب لي تجمع قصصي وقصاصاتي؟ وجوابي إليها أن كتبي التي نشرت وصلت مع كتاب نقد الفكر الديني إلى أربعين كتاباً. وكان في النية أن أتابع كتاب (نقد الفكر الديني) في جزأيه الثاني والثالث مقلداً فيلسوف التنوير الألماني (إيمانويل كانط) الذي كتب في (نقد العقل الخالص) ثم (نقد العقل العملي) استجابة لإلحاح خادمه ومرافقه في الحياة (لامبه) حيث لم تكن للرجل زوجة وخليلة، بل الفكر خالصاً فكتب له الجزء الثاني. وأنا كتبت الجزء الأول (في النقد التاريخي) حيث سلطت الضوء على مفاصل تاريخية مهمة في انهيارات العالم الإسلامي، لعل أهمها السقوط المزدوج لجناحي الحضارة الإسلامية في الشرق والغرب في منتصف القرن الثالث عشر للميلاد، بين قرطبة وبغداد بين عامي 1238 و 1258 ميلادي. أما الجزء الثاني فقد خصصته لـ (نقد البنية الذهنية) والثالث سيكون (في نقد الفكر العملي) عند المسلمين. ومن المهم جداً أن نفرق بين البشري والإلهي بين الإسلام والمسلمين؛ فالقرآن منذ نزوله كان يقول (يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) ورسول الرحمة كان يقول لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض. حالياً في سوريا يتقاتل بشدة فريقان الأول يدعي أنه يدافع عن قبور أناس ماتوا قبل آلاف السنين فعظامهم نخرة وبقاياهم تراب. والفريق الثاني يدعي أن كل من عداه كافر حلال دمه. كما سميت المعركة أنا بين القبوريين والتكفيريين، وانضاف إلى جوقة الفرقة الموسيقية الآن حشد نسائي عرمرم احتشد في المسجد الأموي الكبير، في دمشق، وليس في العادة أن يسمح للنساء هكذا بالاحتشاد؟ من أجل دفع عجلة ترشيح بشار الكيماوي لسبع سنين عجاف قادمات، يتبعهن سبع سنين عجاف أخريات، يأكلن ما قدمت لهن دون أمل في الأفق. قالوا إن كثيراً منهن والمتكلمة في الحشد الغبي الخائف المضلل سيدة من مجموعة تنتسب لشيخة طريقة صوفية اسمها (منيرة قبيسي). المهم أقول للسيدة (أم إلياس) إن كتبي كثيرة وما لم يطبع أكثر مما طبع. ولقد تفاهمت مع مركز مدارك على طباعة أكثر من خمسين مؤلفاً، فلم ير النور سوى ستة كتب: (النقد الذاتي) و(الاستبداد المعاصر) و(كليلة ودمنة الجديد) وكتاب في تأريخ الزلزال في العالم العربي سمعوا لها زفيراً وهي تمور (كرونولوجيا الثورة) وكتاب في علم الأنثروبولوجيا عن (السير على خطى الإنسان) وهناك كتاب مهم عن (قوانين البناء المعرفي) آمل أن يرى النور وأن لا يصبح جنيناً مجهضاً. على كل حال نحن من يكتب أفكارنا كالماء إذا انحبست في مكان انبجست ينابيع في أماكن أخرى. كنت أتمنى أن أكون قريباً من الأخت فأقدم لها أحد كتبي الأربعين هدية. أكرر شكري لاهتمام بعض القراء ممن يعلق ويتتبع مثل جمانة والقونوي وعليان ومن سمّى نفسه دعدوش وأحياناً بعض المغاربة وهم يقرأون ما أكتب جداً، ويتتبعون ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي. أهلاً بقرائي جميعاً أينما كانوا.