×
محافظة الرياض

المؤشر العقاري يرتفع 24% بصفقات تجاوزت 9.8 مليار ريال الأسبوع الماضي

صورة الخبر

تطلق منظمة الصحة العالمية اليوم، حملتها الهادفة للحد من استهلاك التبغ، بإقناع الحكومات إلى رفع الضرائب المفروضة على التبغ لتصل إلى مستويات تحد من استهلاكه فعليا، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، داعية الحكومات لرفع الضرائب بموجب اتفاقيتها الإطارية بشأن مكافحة التبغ التي يتوجب فيها على البلدان تنفيذ سياسات الضرائب والأسعار على منتجات التبغ، كوسيلة للحد من استهلاكه، معتبرة أن رفع الضرائب من أنجع الوسائل للحد من تعاطيه. وأوضحت المنظمة، أن زيادة الضرائب التي من شأنها زيادة أسعار التبغ بنسبة 10 % تقلل استهلاك التبغ بنسبة 4 % في البلدان المرتفعة الدخل، وبنسبة تصل إلى 8 % في معظم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مشيرة إلى أن رفع ضرائب المكوس على التبغ يعد أكثر التدابير في مكافحة التبغ مردودية. «عكاظ» التقت بعدد من المختصين والتربويين الذين تحدثوا عن المناسبة والسبل التي اتبعتها منظمة الصحة العالمية لمكافحة التدخين، معتبرين أنها وسائل ناجعة لإنهاء الآفة التي غزت المجتمعات وتسببت في الكثير من الأضرار الاقتصادية وهلكت الأرواح. ويقول مدير جمعية مكافحة التدخين «نقاء» بالمنطقة الشرقية صالح العباد: إن مساعيهم تتركز في تقليل عدد المدخنين، وصولا إلى مجتمعات خالية من التدخين، وذلك بالتقارب الإيجابي مع المدخنين وتعريفهم بالجوانب الإيجابية لحياة نقية واستخدام الأساليب العلمية الحديثة لتحقيق أعلى معدلات النجاح، مبينا أن الجمعية لديها أهداف استراتيجية تعمل عليها تمشيا مع حملة منظمة الصحة العالمية، حيث يأتي في أولوياتها بأن تكون مناطق عمل الجمعية خالية من التدخين، بتقليل نسبة المدخنين في المجتمع رجالا ونساء بنسبة 1 % سنويا، وخفض نسبة التدخين في الأماكن العامة بنسبة 15 %، لتحقيق النجاح في مساعدة متعاطي التبغ في الإقلاع عنه بنسبة لا تقل عن 60 % من مراجعي عيادات الجمعية. وأضاف «تستهدف الجمعية إيصال رسالتها لمكافحة التبغ لأكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع، وذلك من خلال إقامة البرامج التوعوية والعلاجية والتوعوية بأضرار التبغ من خلال معارض متنقلة ومحاضرات تثقيفية». وفي ذات السياق، أشار الدكتور صالح عبدالوهاب، إلى أن برنامج العلاج يتم عبر عيادة متكاملة من حيث التجهيزات الفنية والتقنية وكادر الأطباء والممرضين والمختصين، حيث يبدأ المراجع بفتح ملف وتعبئة استمارة فيها معلومات وافية عن المراجع تتضمن عدد سجائر التدخين ومتى بدأ التدخين وغيرها، ثم يحول إلى غرفة القياسات الفنية والمرور بأجهزة حديثة لقياس كفاءة الرئة وقياس أول أكسيد الكربون وقياس نسبة الأكسجين بالدم ونبضات القلب، ثم يتحول المراجع إلى الطبيب المعالج الذي يقوم بالكشف عليه سريريا وتؤخذ له أشعة صدر ومن ثم تبدأ جلسات العلاج الست على الجهاز الخاص بعلاج المدخن وهو الجهاز الملامس الفضي. دوافع مختلفة من جهته، ذكر المشرف التربوي بتعليم صبيا عبدالله بن محمد عجيلي، أن التدخين يعد من أهم المشكلات التي تعاني منها دول العالم، وتوليها اهتماما كبيرا من خلال عقد المؤتمرات والندوات العالمية لمكافحتها، لما لها من أخطار وأضرار على صحة وأمن وتنمية الإنسان، مبينا أن تلك البرامج تهدف إلى التوعية بأضرار التدخين والمخدرات للتعريف بكيفية التعامل والطرق العلاجية المعتمدة في معالجة التدخين. وأضاف «دوافع التدخين عند البداية تتمثل في عدد من السلوكيات ومنها اللهو والعبث، والملل والفراغ، وبعضها اجتماعي ونفسي وربما بيئي». الحوار الأسري الدكتور محمد بن علي أبو طالب المستشار النفسي التربوي ورئيس قسم الإرشاد والتوجيه في تعليم محافظة صبيا سابقا قال: «تحصين الشباب والفتيات من هذه الآفة تنطلق من غرس الوازع الديني في نفوسهم، وذلك بتقوية تنشئتهم الاجتماعية التنشئة الإسلامية القويمة منذ نعومة أظفارهم، مدعومة بالحوار الأسري البناء، لزيادة قدراتهم التفاعلية مع الآخر وزيادة اعتدادهم وانتمائهم لوطنهم ودينهم ومجتمعهم وتمثل القدرات الإيجابية بالمجتمع، فمستوى الأسرة الاجتماعي والسلوكي والديني القويم المعتدل هو الحصن الحصين لأبنائها من كل النزوات والمتغيرات وكافة الأمور الدخيلة، فالأسرة أساس المجتمع العام والعلاقات الإيجابية داخلها عامل مركزي هام لبناء شخصية مجتمعية محبة لوطنها وذاتها وأصيلة الفكر ومقاومة لكل الأهواء والمغريات والتحديات المختلفة ومن ذلك المخدرات والفنون المخادعة من مروجي هذه السموم الخبيثة». ويوافقه الرأي التربوي والباحث الاجتماعي الزاهد النعمي، بأن المشكلة تبدأ من الأسرة والمجتمع وافتقارهما لثقافة التخطيط لتبدأ مهمة المتعاطين لتزيين التبغ للطفل والشاب ومن ثم ينطلق الأخير في هذا العالم ويصعب عليه التخلص من هذه الآفة المدمرة. وزاد «آفة التدخين تقترب أكثر من محيط الطلاب، لا سيما المرحلة الثانوية والجامعية، ما يعني أن الخطر كبير، خاصة أن الإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن 62 % من سكان المملكة أعمارهم ما بين 15 - 30 سنة ولعلها الفئة الأكثر عرضة للخطر». المملكة رائدة في المكافحة إلى ذلك، أوضح المدير العام التنفيذي لجمعية «نقاء» محمد بن سليمان المعيوف، أن الجمعية أعدت حملة توعوية وعلاجية ستنتظم جميع مناطق المملكة بالتنسيق مع جمعيات مكافحة التدخين في المناطق لتحقيق أهداف الحملة الرامية إلى التقليل من استهلاك التبغ من خلال شعار اليوم العالمي. وأردف «المملكة لها جهود مقدرة في مكافحة التدخين، وبموجب هذه الجهود نال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جائزة منظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ للعام 2007م، والتي تمنح للشخصيات البارزة، تقديرا لدعمه المتواصل لجهود مكافحة التبغ، كما أن المملكة من أوائل الدول التي وقعت على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التدخين، وأعتقد أن زيادة الرسوم الجمركية سيكون لها أثر واضح على خفض معدلات استهلاك التبغ خاصة لدى الفئات التي تتلقى نفقتها من الآخرين، وفي ذلك ردع للمستهلكين الجدد من طلاب المدارس والجامعات».