دعا مؤتمر متخصص حول «سرطان الثدي» إلى وضع أنظمة وقوانين ولوائح تنظيمية، لعمل مراحل الكشف المبكر والاستمرار في العمل التوعوي للمجتمع على جميع المستويات، إضافة إلى استقطاب خبراء دوليين لدرس الوضع في المملكة، ووضع الخطط والاستراتيجيات والحاجات والموازنات لعمل وطني مشترك في هذا المجال. وأكدت توصيات المؤتمر على ضرورة «توحيد الجهود تحت ظل جهة محددة في الدولة بالدعم الكامل». فيما كشفت دراسة نفذتها وزارة الصحة على مستوى المملكة، عن إصابة 82 سيدة بسرطان الثدي، من بين 11.099 سيدة خضعن للفحص. وقالت استشارية الأورام في الوزارة الدكتورة فاتنة الطحان: «إن معظم الحالات تم اكتشافها في مراحل متقدمة»، موضحة خلال استعراضها تجربة الوزارة في الكشف المبكر عن سرطان الثدي، أن «الدارسة استهدفت نساء سعوديات من عمر 40 عاماً وما فوق». وشددت الطحان خلال مشاركتها أمس في مؤتمر عن «الكشف المبكر عن سرطان الثدي بين الحاضر والمستقبل»، في الأحساء، على ضرورة «التركيز على التاريخ العائلي للمرضى، أو أن تكون لديهم أعراض عن مرض السرطان أو تعرضهم لأمراض سابقة، إلى جانب التركيز على الإشعاعات الطبية التي تُعد من عوامل الخطر للإصابة بسرطان الثدي»، لافتة إلى أن هناك «ضعفاً في شبكة التواصل التي تتصل بمركز الاتصال وتسجيل المعلومات والرجوع إليها عند الحاجة. كما أن الحالات المسجلة والمُشتبهة يتم تحويلها إلى مدينة الملك فهد الطبية»، مؤكدة ضرورة «زيادة الثقافة الطبية في الفحص المبكر للكشف عن المرض». بدوره، حذر مدير إدارة الكشف المبكر للأورام في «صحة الأحساء» الدكتور عمر بايمين، من احتمال «مواجهة تحديات كبيرة في برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي»، مستنداً إلى «نقص الفريق الطبي لتثقيف المجتمع، وعدم وجود عيادات تخصصية للكشف المبكر لسرطان الثدي». وأكد بايمين أن هذه التحديات كانت «أهم أسباب اكتشاف المرض في مراحل متقدمة، والتي تقل فيها نسبة الشفاء إلى ما دون الـ20 في المئة، وتم التغلب على هذه التحديات، بإقامة برامج توعوية شملت المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الصحية والمجمعات التجارية، إضافة إلى تنفيذ دورات سنوية لتأهيل وتطوير مهارات المثقفات الصحيات بسرطان الثدي، وفتح عيادات متخصصة، ودعمها بأجهزة أشعة الثدي الرقمي». من جهته، قال الدكتور مشبب عسيري: «إن مركز عبداللطيف للكشف المبكر الذي تم تدشينه في عام 2007، يهدف إلى تقديم خدمات طبية تتضمن جهاز «الماموغرام»، وذلك بالتعاون مع جمعية السرطان السعودية»، موضحاً أن المركز يتضمن «الكشف على أنواع السرطان كافة، وأهمها سرطان الثدي، إذ قدم المركز أربعة برامج». وأشار الدكتور صالح ثباني (من صحة القصيم)، إلى دراسة شملت تسعة قطاعات صحية، أوضحت أن «26 من السيدات المصابات بسرطان الثدي لا يوجد لديهن تاريخ عائلي، و17 في المئة منهن لديهن تاريخ عائلي مصاب بالمرض»، مشدداً على ضرورة «تدريب الأطباء من التخصصات كافة على فحص سرطان الثدي، لزيادة الوعي الطبي بثقافة المرض». وأوضحت الدكتورة سميرة السليماني، من مركز «طيبة للكشف المبكر» في المدينة المنورة، أن «مليون سيدة تشخص إصابتها بسرطان الثدي سنوياً»، مؤكدة ضرورة «تشخيص السيدات بشكل متكرر. وخلال الفحص تبين خلالها وجود 8450 مصابة من 350 ألف سيدة، وهي تشكل نسبة عالية ومخيفة، ولذلك نطالب بزيادة البرامج التوعوية، للحد من انتشار المرض واكتشافه قبل تطوره». بدورها، أكدت الدكتورة فاطمة الملحم (جمعية السرطان السعودية في المنطقة الشرقية)، أن «سرطان الثدي الأكثر انتشاراً وشيوعاً بين السيدات، ولكن على رغم تطور البرامج التوعوية، إلا أن هناك قصوراً في التوعية اللازمة، للحد من المرض وانتشاره»، موضحة أن «سرطان الثدي يقتل 27 ألف سيدة سنوياً»، موضحة أن «عمر الإصابة 49 سنة، وتشكل المنطقة الشرقية الأكثر إصابة بسرطان الثدي»، منوهة إلى أن «سرطان الثدي في معظم الحالات التي يتم تشخصيها واكتشافها في مراحل متأخرة جداً، تصبح نسبة النجاة من المرض ضئيلة جداً». السعوديةالشرقيةمحليات سعوديةالمشاجدالمصلين