يشتكي سكان كيلو 14 جنوبي جدة، من مسلسل انقطاعات التيار، وانتشار العشوائية والمخالفين وعطش خزانات الشرب، فضلا عن الشوارع المهترئة. وأجمع الأهالي بأنهم يعيشون على إسطوانة الوعود منذ سنوات طويلة والتي لا أثر لها على أرض الواقع، حيث أنهم يطالبون بحلول عاجلة لإزالة الأضرار البيئية والصحية الناتجة عن سوق شعبي يلوث البيئة، وتغيب عن ردهاته أبسط مقومات النظافة، حيث تنتشر الأوساخ والمخلفات في الموقع. ويشكو الأهالي أيضا من كثرة المستودعات والمصانع والورش بجانب مساكنهم، وبيع المنتجات غير الصالحة للاستهلاك والأطعمة المكشوفة، إضافة إلى ضعف شبكة الإنارة داخل الحي. ويلفت الأهالي إلى أنهم تقدموا بشكاوى عديدة إلى بلدية أم السلم أوضحوا فيه حال الحي المزري ووضعه غير الصحي الذي يمس صحة الأهالي، لكن دون جدوى وحراك، فالمخالفون مازالوا يمارسون أعمالهم بكل ثقة. وأوضح سالم سعيد، أن السكان يعانون من تردي الأوضاع الصحية والبيئية بسبب تكدس النفايات، والعشوائية في تنظيم المباني، وكثرة الشوارع المقفلة والأزقة الضيقة، ما دفع كثيرا من السكان السعوديين إلى هجر الحي وإخلائه للوافدين والمخالفين. وأضاف أن مشكلة المياه الجوفية وعدم وجود شبكة تصريف، تتصدر قمة المشكلات التي يعاني منها سكان الحي، دون إيجاد الحلول لها، الأمر الذي بات يعرض حياة المواطنين للإصابة بالأمراض والأوبئة، خاصة مع عدم وجود شبكة تصريف بالحي، والتي أدت إلى طفح المياه بالشوارع، وحدوث انهيارات بها وتشققات في منازل السكان، وسط مئات الشكاوى التي قدمها السكان لأمانة جدة وشركة المياه الوطنية، دون أن يتحرك أحد. وقال صالح باحشوان: يشكو السكان من سوء السفلتة ووعورة الطرق الداخلية للحي بعد أن أصبح غارقا في مياه الصرف الصحي التي تصب فيها من عدة مواقع، إلى جانب معاناتهم من غياب خدمات النظافة والإنارة. من جهته، قال محمد الشهري: نعاني من مشكلات السفلتة والصرف الصحي داخل الحي، فالحي لا يعاني من جريان مياه الصرف الصحي في شوارعه فقط، بل يفتقر إلى النظافة والإنارة وغيرها، لافتا إلى أن ما تسبب في تفاقم هذه الأزمة هو ما يفعله بعض أصحاب المنازل المخالفة، حيث يقوم بعض منهم في ساعة متأخرة من الليل بتفريغ خزان الصرف الصحي في شوارع الحي. من جانبه، أوضح علي هزازي أن المشكلة الكبرى التي يواجهها السكان تتمثل في انقطاع المياه والتيار الكهربائي، وقد تقدمنا بهما كثيرا إلى الجهات المختصة لكن بلا جدوى، مطالبا بسرعة حل هذه الشكاوى لأن الأهالي ملوا من كثرة الوعود التي لم تنفذ حتى الآن -حسب قوله-. ويوافقه الرأي قاسم غانم، الذي قال إنه يشتري يوميا صهريج ماء من الأشياب القريبة من الحي، كما تكمن المشكلة في أن الحصول على رقم من الأشياب يتم بصعوبة بالغة، وهو ما يعقد المشكلة أكثر. وفي موازاة ذلك، أوضح المتحدث الإعلامي لأمانة محافظة جدة سامي الغامدي، أن حي كيلو 14 وغيره من الأحياء المماثلة محل اهتمام الأمانة من ناحية التطوير والصيانة وكذلك السفلتة وشبكة الإنارة، مبينا أن وجود بعض المشاريع في السابق كتصريف السيول والمياه الجوفية تسبب في تأخر سفلتة بعض الطرقات إلى حين الانتهاء منها، لافتا إلى أن هناك مشاريع صيانة تم اعتمادها وأخرى بدأت على أرض الواقع حيث تمت سفلتة بعض المناطق، وما زال الأهالي يطالبون لكن انتظار انتهاء بعض المشاريع كان سببا في التأخير حتى لا نقع في الإرباك بتداخل عملين في وقت واحد.