أصيب أميركيان بجروح أمس في هجوم استهدف سيارة تابعة للقنصلية الاميركية في هرات كبرى مدن غرب افغانستان، على ما أعلنت السلطات. ووقع الهجوم بعد خمسة ايام على اعتداء استهدف السفارة الهندية في المدينة ذاتها وغداة طرح الرئيس الاميركي باراك اوباما ابقاء بضعة آلاف الجنود في افغانستان حتى العام 2016. وتعرضت سيارة تابعة للبعثة الدبلوماسية الاميركية أمس لهجوم مسلحين لم تعرف هويتهم على متن دراجة نارية وهي في طريقها باتجاه مطار هرات كما اعلنت السلطات المحلية. وأعلنت السفارة الاميركية في بيان "أن أميركيين أصيبا بجروح طفيفة وهما يعالجان في مستشفى اسباني في هيرات"، موضحة أنها "على اتصال وثيق" مع السلطات الافغانية بغية اعتقال المهاجمين واحالتهم الى القضاء. والجمعة الماضية فتح اربعة متمردين النار على البعثة الدبلوماسية الهندية في هرات لكن لم يسجل سقوط جرحى في صفوف موظفيها. وكان الرئيس الافغاني حميد كرزاي أكد في وقت سابق هذا الاسبوع انه تلقى معلومات تفيد أن ذلك الهجوم قامت به "عسكر طيبة" المجموعة المسلحة المتمركزة في باكستان، لكن أحد قياديي "عسكر طيبة" رفض هذه الاتهامات. وتشهد افغانستان موجة عنف مع اقتراب موعد الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية لاختيار خلف لحميد كرزاي على رأس الدولة. ويعتبر هذا الاقتراع بمثابة اختبار هام لهذا البلد الذي تسيطر حركة طالبان على جزء من أراضيه فيما يخشى أن يغرق في المجهول بعد انسحاب معظم جنود حلف شمال الاطلسي المقدر عددهم ب51 الف عنصر بحلول نهاية العام. واقترح الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء ابقاء 9800 جندي اميركي في افغانستان بعد العام 2014. لكنه أوضح ان هؤلاء الجنود سيغادرون تدريجيا البلاد بحلول نهاية 2016. لكن تطبيق هذه الخطة سيكون رهنا بتوقيع الرئيس الافغاني المقبل على معاهدة امنية ثنائية تؤطر الوجود العسكري الاميركي بعد 2014. وقد رفض كرزاي الذي شارفت ولايته على الانتهاء حتى الان التوقيع بالاحرف لاولى على المعاهدة الامنية رغم غضب واشنطن، لكن المرشحين المتنافسين لخلافته في الرئاسة، اشرف غاني وعبدالله عبدالله، تعهدا بتوقيعها. من جهتها اعتبرت حركة طالبان في بيان لها ان ابقاء هؤلاء الجنود الأميركيين في افغانستان بعد العام 2014 طبقا لخطة الانسحاب التي طرحها الرئيس الاميركي سيكون بمثابة "احتلال" متواصل. وقالت "الان وبعد أن أعلن اوباما انه سيبقي على 10 الاف جندي حتى نهاية 2016 لتواصل احتلالها، فإن امارة افغانستان الاسلامية تدين هذا الاعلان وتعتبره انتهاكا للسيادة والدين وحقوق الانسان". وقالت الحركة "لقد أعربنا بوضوح على الدوام عن موقفنا بأنه حتى لو بقي جندي اميركي واحد فقط في افغانستان، فان ذلك غير مقبول لامتنا، وسيتواصل الجهاد ضدهم".